جاء إعلانُ وزارة الدفاع الأمريكية عن نيتها إبرام صفقة مع المملكة لدعم البحرية السعودية بأربع سفن حربية متعددة المهام من طراز ليتورال كومبات التي كان يتم تطويرها في إيطاليا. ومن المتوقع أن تصل قيمة الصفقة إلى 11 مليار دولار، جزء منها سيذهب من أجل تحديث الأسطول الشرقي للمملكة بشكل عام، فيما يعد أول اتفاق رئيسي تبرمه الولايات المتحدة من أجل ضم سفن حديثة خلال السنوات الماضية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن الصفقة الحديثة تلك، أصرت عليها الولايات المتحدة من أجل مواجهة الطموح الروسي في السيطرة على سوق تسليح المنطقة؛ عقب إبرامها عدة صفقات مع مصر، ودخول فرنسا على الخط في إبرامها صفقات طائرات الرافال وحاملات الطائرات الميسترال إلى مصر، ونيتها التعاقد على صفقات مماثلة مع السعودية وربما قطر. وبحثت المواطن لتتعرف أكثر عن تلك القطع البحرية الجديدة التي ستدعم البحرية السعودية، ووجدت أنها رغم أنها صغيرة الحجم، إلا أنها تمتاز بسرعة كبيرة تمكنها من المناورة، وبالأخص في منطقة الخليج العربي، وجعلتها في مصاف أفضل القطع البحرية الأمريكية، بحسب الصحيفة الأمريكية. وتخصص سفن ليتورال كومبات لتلك العمليات القريبة من الساحل، كما أن بها سطح قادر على التخفي بصورة كبيرة؛ ما يجعلها مثالية في عمليات مكافحة التهريب ومواجهة التهديدات القريبة من الساحل، علاوة على تقديمها الدعم السريع لأي جهات تقاتل على أي مناطق قريبة من الساحل. وتصف عدد من المواقع والصحف العالمية تلك السفينة بأنها طائرة هليكوبتر تسير على الماء؛ نظراً لسرعة رد فعلها السريعة جدا، ومناوراتها الرشيقة. كما أنها تعد أحدث القطع البحرية التي تنتجها الولايات المتحدة، والتي رأت أنها ستكون مستقبل البحرية في العالم، بعدما بات عصر السفن الضخمة والعملاقة يضمحل جزئيا؛ لأنها تكون سهلة الاستهداف وضعيفة الحركة. وتعد تلك السفن مثالية، بحسب موقع ديفنس نيوز المعني بالأخبار الحربية والاستخباراتية، في مواجهة الغواصات، والتصدي للألغام البحرية، والحروب البحرية سطح-سطح، علاوة على دعمها الكبير في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع؛ بسبب أنظمة المعلومات القوية الموجودة فيها، وقدرات التخفي العالية. كما أن مدى الصواريخ الخاصة بها يتراوح ما بين 3.5 ميل إلى 25 ميلاً، أي أنها مجهزة للحرب بعيدة المدى والمواجهات المباشرة؛ علاوة على أن عدم وجود غاطس كبير خاص بها يجعلها مثالية في القتال قرب السواحل، على عكس السفن البحرية العملاقة. واعتمد الكونجرس الأمريكية عام 2013، اتفاقية جعلت سلاح البحرية الأمريكية يغير نحو سدس تسليحه العسكري، ويستبدله بتلك الأنواع من السفن البحرية الصغيرة، التي يرون أنها ستكون مستقبل البحرية في العالم.
مشاركة :