انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشكل غير مباشر اتفاق الانسحاب من أفغانستان، الذي أبرمته الحكومة الأمريكية في عام 2020 مع حركة طالبان الإسلامية المتشددة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وقالت ميركل متسائلة خلال إدلائها ببيان حكومي أمام البرلمان الألماني بشأن الأزمة التي حدثت خلال انسحاب القوات الألمانية وقوات الحلفاء من أفغانستان اليوم الأربعاء: «ألم يكن (إرساء) مواعيد انسحاب ثابتة للقوات في عام 2020 في المفاوضات التي جرت في الدوحة حول اتفاق الولايات المتحدة مع طالبان أمرا محفوفا بمخاطر بالغة على الأقل، إن لم يكن خطأ... هل تم المبالغة في تقدير الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الأفغانية في هذا السياق أيضا؟». وأعلنت المستشارة عن معالجة مكثفة لخلفيات الكارثة في أفغانستان، موضحة أن الأمر سوف يستغرق وقتا لحين الحصول على إجابات نهائية، وقالت: «يجب أن نأخذ هذا الوقت»، موضحة أنه بناء على هذه الإجابات «سيُجرى تحديد طبيعة الأهداف السياسية التي يمكننا وضعها بشكل واقعي للمهام المستقبلية والحالية في الخارج»، وذلك دون أن تشير بشكل مباشر إلى مهمة الجيش الألماني المحفوفة بالمخاطر في مالي حاليا. وذكرت ميركل أنه من الواضح أن كل مهمة مختلفة عن الأخرى، وبالتالي يجب تقييمها بشكل فردي، مؤكدة ضرورة إجراء مثل هذا التحليل على نحو مشترك مع حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبي. وطرحت ميركل عددا من الأسئلة الناقدة حول مهمة أفغانستان، حيث سألت على على سبيل المثال عن سبب عدم حدوث التسوية التاريخية للأفغان، التي تذرع بها وزير الخارجية آنذاك يوشكا فيشر (حزب الخضر) في بداية المهمة قبل 20 عاما، بالطريقة التي يمكن أن ينشأ عنها استقرار طويل الأمد، وقالت: «أكانت أهدافنا طموحة للغاية؟... هل وصلت هذه الأهداف والقيم المرتبطة بها حقا، والتي لاقت كل الدعم من المجتمع المدني الأفغاني، إلى غالبية الشعب في أفغانستان؟». وتسآلت ميركل أيضا عما إذا كانت الاختلافات الثقافية الرئيسية قد تعين أخذها على محمل الجد بصورة أكبر، وعما إذا كان مستوى الفساد في أفغانستان قد تم التقليل من شأنه، وعما إذا كان المجتمع الدولي قد فعل ما يكفي لتحقيق سلام سياسي هناك.
مشاركة :