كابول - نفذ انتحاريون تفجيرين على الأقل وسط حشود تتجمع عند بوابات مطار كابول اليوم الخميس مما تسبب في حمام دم بين المدنيين والجنود الأميركيين وأوقف فعليا عمليات الإجلاء الغربية لأفغان يستميتون في الهرب من البلاد. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن "عددا" من الجنود الأميركيين قتلوا. وقال مسؤول أميركي إن 10 جنود على الأقل لقوا حتفهم استنادا إلى معلومات أولية، في حين قال مسؤولان في وقت لاحق إن عدد القتلى 12 على الأقل. ولا توجد حصيلة مكتملة لعدد المدنيين الأفغان الذين قتلوا في الهجوم، لكن لقطات مصورة نشرها صحفيون أفغان على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت تناثر عشرات الجثث لأشخاص قتلوا وسط الحشود التي تجمعت خارج المطار. وامتلأ ممر مائي بجوار سياج المطار بالجثث المضرجة بالدماء، وتم نقل بعض الجثث ووضعها في أكوام على جانب الممر المائي بينما عكف مدنيون ينتحبون على البحث عن أحبائهم. وقالت عدة دول غربية إن عمليات إجلاء المدنيين جوا انتهت فعليا الآن مع إغلاق الولايات المتحدة أبواب المطار مما يعني إغلاق طريق الخروج أمام عشرات آلاف الأفغان الذين عملوا مع الغرب على مدى عقدين. واشار مسؤولون اميركيون بأصابع الاتهام للفرع الأفغاني من تنظيم الدولة الإسلامية المسمى ولاية خراسان والذي برز معاديا لكل من الغرب وحركة طالبان التي أصبحت تحكم أفغانستان. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية عبر وكالة أنباء أعماق التابعة له مسؤوليته عن الهجوم حيث قال التنظيم إن "عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف القوات الأميركية والمتعاقدين المتعاونين معهم بتفجير استشهادي في العاصمة كابول". ونقلت الوكالة عما وصفتها بمصادر عسكرية قولها إن "مقاتلا من الدولة الإسلامية تمكن من اختراق كافة التحصينات الأمنية ... واستطاع الوصول إلى تجمع كبير للمترجمين والمتعاونين مع الجيش الأميركي عند مخيم باران قرب مطار كابول، وفجّر حزامه الناسف وسطهم، مما أسفر عن سقوط نحو 60 قتيلا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح بينهم عناصر من طالبان". وهز دوي انفجار ضخم كابول فجر الجمعة بعد ساعات على التفجيرين الانتحاريين حيث قال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد بعيد ذلك في تغريدة إنّ هذا الانفجار ليس ناجماً عن هجوم بل تدمير الجيش الأميركي تجهيزات عسكرية في مطار العاصمة كابول، لكنّ القوات الأميركية لم تؤكّد ذلك على الفور. وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون على تويتر "يمكننا أن نؤكد أن الانفجار الذي وقع عند بوابة آبي كان نتيجة لهجوم معقد أسفر عن عدد من الضحايا الأميركيين والمدنيين. ويمكننا أيضا أن نؤكد وقوع انفجار آخر على الأقل عند أو قرب فندق البارون القريب من بوابة آبي". وقال سهيل شاهين المسؤول في طالبان "أؤكد وقوع انفجارين في وسط تجمع من الناس في المنطقة التي تديرها القوات الأميركية. التقارير الأولية تقول إن 13 قتلوا و52 أصيبوا... ندين بشدة هذه البشاعة وسنتخذ كل الخطوات الممكنة لمحاسبة الجناة". ولم تتهم حركة طالبان الجناة بالانتماء لجهة بعينها لكن متحدثا باسمها وصفهم بأنهم "دوائر الشر" التي سيتم قمعها بمجرد رحيل القوات الأجنبية. وحثت واشنطن وحلفاؤها المدنيين منذ أمس الأربعاء على البقاء بعيدا عن المطار استنادا لتهديد محتمل بشن تنظيم الدولة الإسلامية لهجوم انتحاري. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية إن الجسر الجوي سيستمر رغم الهجوم الذي نفذه تنظيم الدول الإسلامية حيث أوضح الجنرال كينيث ماكنزي "نواصل تنفيذ مهمتنا الأولى وهو إخراج اكبر عدد من الأشخاص من أفغانستان" مضيفا أن "تنظيم الدول الإسلامية لن يثنينا عن انجاز هذه المهمة". وقال مصدر مطلع على الإفادات في الكونغرس الأميركي بشأن الموقف في أفغانستان اليوم الخميس إن مسؤولين أميركيين لديهم اعتقاد قوي بأن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان مسؤول عن تنفيذ الهجوم الدموي في مطار كابول. وقال مصدر آخر من الحكومة الأميركية مطلع على أنشطة المخابرات إن الحكومة ما زالت تحقق لكن هجوم المطار يحمل "كل العلامات المميزة" لهجوم من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان. ولم يشر البيت الأبيض إلى تغيير في خطط الرئيس جو بايدن بشأن الموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب، نتيجة التفجيرات التي وقعت عند مطار كابول. وندد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بـ "الهجوم الإرهابي المروع" في محيط وأعرب عن تعاطفه مع جميع من لحق بهم ضرر، وأحبائهم، جراء الهجوم. وغرد ستولتنبرغ على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي"تظل الأولوية بالنسبة لنا هي إجلاء أكبر عدد من الناس إلى مكان آمن في أقرب وقت ممكن". من جانبه أعرب شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، عن "قلقه البالغ" بعد وقوع انفجار خارج مطار كابول حيث قال في تغريدة على تويتر" مشاعري الحزينة مع الضحايا وعائلاتهم... يظل تأمين ممر آمن إلى المطار أمرا حيويا" بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو في زيارة لأيرلندا إن الأوضاع في أفغانستان تدهورت بشدة. وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع مايكل مارتن رئيس وزراء أيرلندا "نواجه وضعا بالغ التوتر" ودعا لتوخي الحذر مشيرا الى أن سفير فرنسا في أفغانستان لن يبقى هناك لأسباب أمنية وأشار إلى أن قوات فرنسية خاصة موجودة في المطار.
مشاركة :