في ظل معاناة اللاجئين السوريين الذين لايزالون يتجرّعون مرارة التهجير من دولة إلى أخرى، وجهت قرينة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، نداءً إنسانياً عاجلاً للقادة والمسؤولين العرب، للحدّ من المعاناة التي يمرّ بها اللاجئون السوريون، بعيداً عن الأرض التي ولدوا وترعرعوا فيها. ونظراً لازدياد موجات اللجوء السوري والعراقي، وتفاقم معاناة الأسر اللاجئة، بحثاً عن الأمان والمأوى المناسبين لهم ولأطفالهم، بسبب الصراعات المستمرة في بلدانهم، شددّت سموها على ضرورة توحيد الجهود العربية لبثّ التفاؤل والحياة من جديد في قلوب اللاجئين، وضمان توفر المتطلبات الأساسية في دول اللجوء، للحفاظ على حياتهم من الضياع. وقالت سموّ الشيخة جواهر، تعقيباً على الزيادة الكبيرة في موجات اللجوء السوري، خلال الأسابيع الأخيرة، وتفاقم معاناة اللاجئين: إن الحل الحقيقي لأزمة اللاجئين السوريين، يكمن في تعاون المجتمعات الدولية لإنهاء الأحداث المؤلمة التي يمرّ بها بلدهم، وأجبرتهم على الفرار، بعد أن فقدوا سبل العيش الآمن والكريم. حيث يجب أن نتوقف عن توجيه اللوم والاتهام لأي طرف من الأطراف، لأن ذلك لا يحل المشكلة وإنما يفاقمها، ويبعدنا عن القضية الأساسية التي أدمت قلوب العالم، في حين أن تعاوننا وتوحيد جهودنا، يسهمان في بثّ الأمل في نفوس اللاجئين ويسرّع من حل هذه الأزمات. وأضافت سموّها: إن المسؤولية التي تقع على عاتقنا جميعاً تكمن في العمل على إبقاء اللاجئين قريبين من أوطانهم ومنازلهم في دول الجوار، وتوفير الدعم اللازم لاستضافة تلك الدول لهؤلاء اللاجئين، بدلاً من هروبهم من جحيم الحرب إلى دول بعيدة عن بلدهم. حيث إن بقاءهم على حدود بلدهم، يشجعهم على العودة، ويسرّع من مشاركتهم في إعادة الإعمار، ويبقيهم على نمط حياة واحد اعتادوا عليه، ويحافظ على تواصلهم وترابطهم مع محيطهم العربي والإسلامي. وأكدت أن تشجيع السكان على الهجرة وترك أوطانهم، ليس حلاً لأزمة بلدان مزقتها الحروب والصراعات، وإنما على العكس تماماً، يعمل على تفريغ الدول من سكانها الذين أسهموا في بنائها بأيديهم، وتركوا في كل مكان فيها، قصصاً وذكريات، وعندما تُهجّر شعباً من بلده، فأنت تطمس تاريخ أمة، عاشت فيها أجيال على مدار عقود من الزمن. وقالت: ما نراه اليوم من مآسٍ يتعرض لها اللاجئون، مثل المخاطرة بحياتهم وحياة أطفالهم، للوصول إلى أوروبا، هو نتيجة صعوبة توفير متطلبات الحياة الكريمة في دول الجوار، بسبب التوافد المستمر والكبير من اللاجئين إلى تلك الدول، إلى جانب عدم وصولهم إلى حل مناسب للنزاعات في دولهم، ورغبتهم في تأمين مستقبل أفضل لأطفالهم. وأضافت المناصرة البارزة للأطفال اللاجئينيجب أن تتكاتف جهودنا لأجل مستقبل هؤلاء الأطفال، وحمايتهم وتوفير حقوقهم كافة، التي لا تقتصر على الحقوق الأساسية، وإنما تشمل الاستقرار النفسي والعلمي والعملي أيضاً. نحن على ثقة بأن هذه الشعوب قادرة على تجاوز المعاناة، مهما كان الألم قاسياً وطويل الأمد، وإنني آمل بأن تقوم وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والمنظمات الإنسانية حول العالم، بدورها اللازم لنشر التفاؤل وإيصاله إلى نفوس اللاجئين، ما يسهم في توفير حياة أفضل للاجئين إلى جانب نشر السلام في المنطقة. وختمت سموّ الشيخة جواهر القاسمي المُلقبة بالقلب الكبير كلمتها قائلة:إن دولة الإمارات سبّاقة دائماً في نصرة الشقيق والصديق، وهي لم تتخلّ يوماً - ولن تتخلى - عن دعم الشعوب المضطهدة والمحتاجة في أي محنة من المحن، وستستمر في توفير مقومات الحياة الكريمة لهم، سواء في بلدانهم، أو على أرضها، عبر منحهم فرص الإقامة والعمل. والإمارات هي منارة الأمل التي تتخذ من قيمها العربية وروحها الإسلامية وضميرها الإنساني المحرك الأساسي في كل ما تقدمه من دعم ورعاية. وكانت قمة بيروت إنستيتيوت التي استضافتها العاصمة أبوظبي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قد كرّمت سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تقديراً لجهودها في المجال الإنساني والخيري ومساعدة اللاجئين.
مشاركة :