«سمراء» محمود سعيد تتصدّر مزاد «كريستيز دبي»

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تصدّرت لوحة السمراء ذات الأساور للفنان المصري محمود سعيد، مبيعات مزاد كريستيز للفن الحديث والمعاصر، الذي أقيم أول من أمس، في فندق أبراج الإمارات، حيث حصدت اللوحة مليونين و442 ألف درهم إماراتي. وبلغت حصيلة مبيعات اللوحات 26 مليوناً و307 آلاف درهم إماراتي، حيث كان المزاد حافلاً بالمفاجآت بدخول أسماء جديدة لقائمة اللوحات العشر الأغلى سعراً، ومنها الفنان أيمن بعلبكي، والفنان مروان قصاب باشي، وإسماعيل فتاح وإسماعيل شموط. الصبار كما في كل مزاد لا تُباع مجموعة من اللوحات بسبب عدم وصول المزايدة عليها إلى السعر المطلوب، ولكن كان لافتاً في هذه الدورة عدم بيع لوحة الصبار للفنان الفلسطيني عاصم أبوشقرا، والتي كانت قد وضعت على غلاف الكتاب الخاص بالمزاد، كما أن قيمتها التقديرية كانت تساوي القيمة التقديرية التي وضعت للوحة السمراء ذات الأساور. وتحمل اللوحة أهمية كبيرة نظراً لكون الفنان لم يرسم مجموعة كبيرة من اللوحات في حياته، حيث توفي في سن صغيرة بسبب اصابته بمرض السرطان، كما ان المجموعة المتوافرة من أعماله في السوق قليلة جداً ونادرة. لوحات سُحبت لوحتان من المزايدة قبل البدء بالمزاد، حيث تم الاعلان عن سحبهما دون ذكر الأسباب، وهما للفنان المصري فؤاد كامل. بينما جذبت الأنظار لوحة الفنان المصري جورج صباغ، والتي بيعت بأربعة أضعاف القيمة التقديرية التي وضعتها الدار لها، وعنوان اللوحة شجر الجميز القديم في القاهرة. ويوزع الفنان الألوان في اللوحة في المشهد الذي ينقسم بين الاشجار التي تسيطر على جانب الطريق وظلالها والسماء التي تظهر من خلفها، ورسم اللوحة عام 1929. ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها لوحات المصري محمود سعيد مبيعات كريستيز، فبعد لوحة فلاحة في العلمين، التي تصدرت المزاد العام الماضي، تتصدر اليوم السمراء ذات الأساور مبيعات المزاد، وهي اللوحة التي تعود لعام 1926، والتي قدم فيها الفنان المرأة السمراء التي تجلس على الشباك، ولطالما اعتنى الفنان بالنساء السمراوات، فقد شغلن حيزاً مهماً من أعماله، لاسيما لجهة البساطة التي تتجلى في الثوب والشكل. اللوحة تحمل ايقاعاً مميزاً في اللون الداكن الذي يخيم على تفاصيلها، وكذلك في الخلفية التي تحمل بعض المشاهد التي تأخذنا الى العمارة والأبنية. أما اللوحة التي احتلت المرتبة الثانية، فكانت للفنان الإيراني سهراب سبهري، التي تعود لمجموعة الأشجار، وقد بيعت بمليون و561 ألف درهم. تعود اللوحة لعام 1970، وقدم فيها سبهري عمله ضمن حالة من التقشف اللوني، حيث يكتفي في إبراز أغصان الأشجار بأسلوب يعيد إلينا الرسوم اليابانية الضبابية للطبيعة، فتبدو اللوحة في غاية البساطة، ولكنها شديدة العمق. ويتبع هذا العمل، عمل الفنان الايراني فرهاد مشيري، إذ بيعت لوحته صرخة الشياطين، بمليون و428 ألف درهم، ويجسد فيها الدراجات النارية وكأنها في حالة استعداد للسباق في وسط اللوحة، بينما تأخذنا بهرجة الألوان، لاسيما التي تحمل الكثير من اللمعان، الى أسلوبه الخاص الذي يكسر الروتين في التعاطي مع اللون، فيضعها على شكل كريمة الحلويات، وكذلك من خلال الدرجات اللونية الخاصة المفعمة بالحياة والمشرقة التي تدهش المتلقي، وتمنحه فسحة من الأمل. وتستكمل قائمة اللوحات الأغلى مع الأعمال الايرانية، حيث يحتل المركز الرابع عمل الفنان الايراني تشارلز حسين زندرودي، سعد وبيع بمليون و340 ألف درهم. يقدم في هذه اللوحة جماليات الحروف العربية من خلال الألوان التي تشغل المساحة الكاملة للقماش من خلال الامتداد للأحرف التي تلتف على بعضها بعضاً الى ما لا نهاية. ويتميز العمل بما يحمله من تعددية في الأحرف التي لا تشكل نصاً مكتوباً أو حتى كلاماً مفهوماً، وإنما تنسيقها يبرز جماليات جديدة في اللغة العربية. أما العمل الخامس فهو للفنان فرهاد مشيري الذي حمل عنوان، لن تكون لدي أماني أخرى، إن عدت إليّ، وبيع العمل بـ899 ألف درهم، ويحمل العمل الجرة التي شغلت أكثر من عمل لمشيري، والتي تعبر عن ارتباط الفنان بتاريخ بلاده، وشغفه بالفن. ويقدمها مشيري بالألوان الترابية، والكتابات الفارسية التي تزينها بالأسود على الجانب. ولم يكن السعر الذي حققه عمل الفنان اللبناني أيمن بعلبكي، والذي احتل به المركز السادس مفاجئاً، خصوصاً أن أسعار أعماله تشهد ارتفاعاً ملحوظاً دورة تلو الأخرى في مزادات كريستيز. وقد حقق عمله غير المعنون 855 ألف درهم، وهو يعود لمجموعة الملثم، ورسمها الفنان عام 2008. تحمل اللوحة الفدائي، ويقدمه بعلبكي وهو مقنّع الوجه بالوشاح الأبيض والأحمر. ويبرز العمل تأثر الفنان بمرحلة الحرب الأهلية في لبنان، وما اكتنزته ذاكرة الفنان من أحداثها. وتستكمل القائمة مع عملين احتلا المركز السابع لكل من مانوشير يكتاي، ومنير فامان فارمايان، حيث بيع كل منهما بـ767 ألف درهم. ويحمل عمل منير عنوان المرآة الكروية، ويعكس العمل تجربة فنية تزخر بالمواد وتذهب بالمواد الى حدود بعيدة، في حين ان العمل الثاني ليكتاي يأخذنا الى البورتريه من خلال لوحة بورتريه روبرت مونرو، والذي يقدم البورتريه في حالة من الحركة، فيصوره داخل الغرفة مع المقعد ومزهرية الورود، جامعاً بين التجريد والتشخيص في العمل نفسه. كما احتلت لوحتان المركز السابع، تحتل المركز الثامن لوحتان أيضاً، لمحمد احصائي وإسماعيل شموط، حيث بيع كل عمل بـ679 ألف درهم. ويحمل عمل احصائي عنوان محبات، ويقدمه الفنان بأسلوب تتشابك فيه الأحرف لتبدو كأنها رسوم تركيبية وليست كتابة. في حين ان عمل الفرح لإسماعيل شموط يأخذنا الى مفهوم مختلف، وعالم يزهو بالفرح والأمل، فينشد الفنان حالة مليئة بالأمنيات بالسعادة والراحة القادمة للشعب الفلسطيني، وذلك بعد اتفاق أوسلو الذي أثر في نفسية الفنان، وجعله يذهب الى حد تصور ورسم الفرحة في العمل. أما عمل العراقي إسماعيل فتاح فاحتل المركز التاسع، بعد أن بيع بـ635 ألف درهم، ويقدم فيه الفنان علاقته مع الوجوه التي تمثل الناس والمواطنين والنساء والمفكرين، وتكشف اللوحة شعوراً عاماً بالوحدة في السياق الاجتماعي والسياسي المتقلب. أما المركز الأخير فكان للوحة الفنان السوري مروان قصاب باشي، والذي يعود لعام 1977، وبيع بمبلغ تجاوز 591 ألف درهم، ويصور فيه الفنان من خلال البورتريه مكنوناته وبعض البواطن النفسية والذهنية. وتقودنا اللائحة الى أسماء جديدة دخلت قائمة الأعمال الاعلى سعراً، وخروج بعضها كصليبا دويهي، وشفيق عبود وفاتح مدرس، الذين حققت أعمالهم أسعاراً جيدة، ولكنها غابت عن القائمة. كما شهد المزاد مجموعة من الأعمال المتميزة للفنانين المعاصرين، ومنهم صفوان داحول، وضياء العزاوي، ومحمد الرواس.

مشاركة :