توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن العيش وسط المساحات الخضراء يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 16 في المائة. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة المنتمي لجامعة ميامي في ولاية فلوريدا بالنظر في بيانات أكثر من 243 ألف مستفيد من الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكبر، وذلك خلال الفترة من 2011 إلى 2016. ونظر الفريق بشكل خاص في البيانات الخاصة بصحة القلب والأوعية الدموية الخاصة بالمشاركين، بما في ذلك مدى معاناتهم من النوبات القلبية والرجفان الأذيني وفشل القلب وأمراض القلب الإقفارية وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والنوبات الإقفارية العابرة. ونظر الباحثون أيضاً في مناطق سكن المشاركين، حيث قاموا بتقييم مدى «خضرة» هذه المناطق باستخدام صور الأقمار الصناعية، وذلك مرتين، مرة في عام 2011 ومرة أخرى في عام 2016. وأخذ فريق الدراسة في اعتباره أيضاً عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك العمر والجنس والعرق والدخل ومدى «قابلية مشي» المشاركين في منطقتهم المحلية، حيث أكدوا أن القدرة على المشي من أفضل الأمور لصحة القلب والأوعية الدموية. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون وسط مساحات خضراء واسعة كان لديهم خطر أقل بنسبة 16 في المائة لتطوير أي أمراض قلبية، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في مناطق تقل بها الخضرة والأشجار. ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك قد يرجع إلى كون «الخضرة» تساعد على استنشاق هواء أنظف، وتجعل الناس أقل توتراً، وبالتالي أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر خضرة قد يقومون بممارسة المزيد من التمارين في الهواء الطلق، وهو الأمر الذي يدعم صحة القلب بشكل ملحوظ. وشدد مؤلف الدراسة الدكتور ويليام أيتكين على ضرورة اهتمام الحكومات بزراعة الأشجار والشجيرات لتعزيز الصحة. وقال: «إن زراعة الأشجار وتخضير الأحياء مرتبطة بفوائد متعددة وتوفر استثماراً منخفض التكلفة نسبياً لتعزيز الصحة والرفاهية». ومن المنتظر أن تعرض نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأوروبية ESC Congress 2021 والذي يعقد في نهاية هذا الأسبوع. يذكر أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفاة على مستوى العالم، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص كل عام.
مشاركة :