قلعة رعوم التاريخية.. قلعة صخرية لا تزال واضحة المعالم، وتُعد إحدى القلاع التراثية التي تقع في منطقة نجران جنوبي المملكة العربية السعودية، تأسر عين الزائر، نظراً لإطلالتها الجاذبة، ولموقعها المميز، حيث تقع على قمّة جبل رعوم الذي يتوسط قرية الحضن في نجران. ولا تزال شاهدة على عراقة الماضي، وساهم هذا الموقع في قمّة الجبل بإطلالتها على قرية الحضن الزراعية والواحات الخضراء على ضفاف وادي نجران، كذلك ارتفاع هذه القلعة 450 متراً تقريباً كان أحد تلك العوامل. وتم بناء القلعة عام 1384هـ، ومكونات بنائها من الحجر والطين، ومسقوفة بخشب النخيل والسدر والأثل، وتزينها مثلثات منفرد عن بعضها البعض، ويؤدي لها طريق واحد فقط عبارة عن درج متعرج، ومحاطة بسور خارجي كبير مشيّد من الحجارة المربعة، ومزينة من الأعلى بشرفات دفاعية، وبداخلها خمس غرف مبنية من الطين والحجارة والجص، وسقفها من خشب النخيل والأثل والسدر، وبها درج متعرج، عاكسة بذلك تاريخ المنطقة وحضارتها وفنها المعماري الذي يبهر الزائرين. وقلعة رعوم الأثرية تعد من القلاع العسكرية في السابق، عندما أمر الملك سعود -رحمه الله- إبان زيارته التاريخية لنجران ووجه باتخاذ القلعة برجاً للمراقبة إبان الحرب اليمنية، واستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف. والآن تعد معلماً سياحياً بارزاً وثالثاً في المنطقة التي تحوي الأخدود والسد كمعلمين بارزين آخرين، وبعد أن تحولت إلى معلم سياحي وأثر، صار يرتادها عشاق الآثار، وهواة رياضة تسلق الجبال، حيث يمكن الصعود إليها بواسطة الدرج، ولا تزال ثابتة بقوتها وصلابتها التي تشهد على عراقة نجران بالأصالة والتراث والتاريخ المشرّف. ومما يميز قلعة رعوم إطلالتها الجميلة على مدينة نجران، العاصمة الإدارية لمنطقة نجران التي تشتهر بالـزراعة، وسد وادي نجران الذي يعد أحد أكبر السدود في الجزيرة العربية، وكذلك تشتهر بآثارها الأخدودية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج، كما أن جبالها ما تزال بكراً، وتزخر بالمواقع الأثرية والنقوش المتنوعة الممتلئة بالرسوم، ومنها جبل رعوم الذي تم بناء القلعة الأثرية فوق قمّته التي ترتفع 1800 متر تقريباً عن سطح الأرض. وقد ساهمت تلك العوامل في جذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث تشهد إقبالاً على مدار العام للاستمتاع والترفيه، وتسيّر إليها الرحلات السياحية، وتقام عدة فعاليات سياحية فيها، منها مسابقة تسلق الجبال التي شارك فيها عدد كبير من المتسابقين، كما تحرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على أعمال الترميم والصيانة للقلعة. جانب آخر من الجبل
مشاركة :