بروج البلجيكية.. سحر المعمار وجمال التاريخ

  • 12/31/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: قرشي عبدون مدينة بروج الوادعة سحر وجمال من التاريخ، تقع في الجزء الشمالي من بلجيكا، ومن أجمل مدنها، حيث الهندسة المعمارية الجميلة، فأكثر من مليوني سائح يزورونها سنوياً لقضاء أمتع العطلات، فيا لها من مدينة رائعة يشعر المرء وكأنه في عالم تاريخي باذخ. يطلق عليها دائماً اسم فينيسا الشمال، قنواتها المائية وحكاياتها المعمارية الخيالية تجعل منها إحدى أجمل المدن الأوروبية. إنها مدينة مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي كبلدة قديمة يعود تاريخها للقرون الوسطى، وكمتحف مفتوح على الهواء، حيث يمكن للسياح تذوق مزيج من المعمار والفن والتاريخ والطعام الفلمنكي. لقد اشتهرت مدينة بروج بعد أن تم تخليدها في فيلم في بروج، بشوارع تعج بالسياح الذين يحملون كاميرات التصوير على مدار العام، يأتون إلى المدينة لأسباب وجيهة، من بينها - مواقعها الساحرة الموجودة عند كل ركن، وأصوات دواليب عرباتها التي تجرها الأحصنة في الأزقة والشوارع المرصوفة بالحصى حيث تضفي على المدينة جمالاً وسحراً أكثر. يعد برج بلفري الواقع عند ساحة السوق أكثر المعالم جذباً، لأن مناظرها الطبيعية الخلابة من فوق هذا البرج الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر مذهلة للغاية، فيجب على السياح عدم تفويت فرصة ركوب القوارب في قناة بروج المائية البارزة، كما أن عليهم تذكر زيارة ساحة بروج التي بها كاتدرائية الدم المقدس لرؤية معمارها الفريد. تزخر المدينة بالعديد من المتاحف التي تعرض كل شيء من الأثاث إلى الفلكلور، فمتحف الشكولاته مثال على ذلك، بينما متحف فرايت هو المكان الذي يمكن للسياح أن يتعلموا فيه لماذا تسمى شرائح البطاطا المقلية الفرنسية بالبطاطا المقلية البلجيكية؟. فبروج تعج بالمطاعم العصرية والأنيقة حيث تقدم جميعها الطعام البلجيكي الفاخر، فالسياح من ذوي الميزانيات المتواضعة قد يرون أن بعض أسعار الأطعمة غالية، ولكن من الصعب ملاحظة ذلك بعد رؤية جمالها وفتنتها. لقد صارت بروج ضحية شهرتها ذاتها، فسكانها المحليون لا يستطيعون شراء المنازل في البلدة القديمة، أما المساكن التي على ضفة القناة فإنها تصبح خالية في المواسم التي ليس بها سياح وبالتالي تشعر ببروج وكأنها مدينة أشباح إلى حد ما وحتى في فصل الصيف عندما يذهب السياح إلى مساكنهم، فالباحثون عن الصخب عليهم البحث عنه في مكان آخر. لا يزال الجمال التاريخي لبروج يثير فضول العديد من السياح، إنه جمال خصب لم يتلوث بالتقدم العلمي والتكنولوجي، فقد تمت المحافظة عليها بعناية منذ زمن طويل، ما جعل من المدينة مكاناً ثقافياً عامراً ومحطة سياحية مثالية للزوار الذين يأتون لاستكشاف أوروبا. تاريخ بروج كانت بروج ذات المساحة الصغيرة في حالة اتساع منذ قرون، فالإدارة الفلمنكية للمدينة حققت نجاحاً اقتصادياً وثقافياً كبيراً، ونتيجة لذلك ظلت إحدى الوجهات السياحية الأكثر شهرة في أوروبا. أما النجاحات التي تحققت فقد ساهمت بشكل واسع في التجارة عبر البحر الذي تم استغلاله منذ القرن الثاني الميلادي عندما بدأ المستوطنون الرومان في استخدام تلك المنجزات للتجارة مع بريطانيا وبقية والإغريق. كما أن الألمان كانوا قد استولوا على المنطقة في القرن الرابع وعملوا في تجارتهم من خلال استغلالهم للميناء، تم الهجوم عليه من قبل الفايكينغ في القرن التاسع. ازدهرت قليلاً بفضل الحصون الرومانية القوية واستأنف الميناء نشاطه التجاري سريعاً، حيث ظهر اسم بريجا لأول مرة خلال هذه الفترة الزمنية، ويعني مرحلة الهبوط أو رصيف الميناء باللغة النرويجية القديمة. بعد قرون من النجاحات التنموية دخلت بروج إلى عهدها الذهبي وبحلول القرن الخامس عشر تحولت إلى أهم مركز تجاري في غرب أوروبا، ومع ازدهارها احتل البيت الملكي البورغوندي موقعه في المدينة، وتحول إلى مركز للفنانين، أمثال جان فان وهانس مملينغ، حيث فتحوا منه منافذ للإبداع في المدينة. لكن عندما غادر البورغنديون في عام 1482، انحسرت المدينة وفقدت معظم أعمالها التجارية. ولحسن حظها دبت الحياة في المدينة من جديد في القرن السابع عشر وذلك بفضل صناعة الفساتين. خلال هذه الفترة استخدم شارلز الثاني ملك إنجلترا المدينة كقاعدة لبلاطه في المنفي، ومع ذلك فإن هذا التاريخ الوجيز من الازدهار كانت كذبة كبيرة، حيث توقف التعافي الاقتصادي وأفقرت المدينة وفقدت ثلاثة أرباع سكانها. ومرة ثانية، انتعشت المدينة في عام 1892 بسبب رواية كتبها جورج رودينباخ بعنوان بروج لا مورتي. فنبضت المدينة بالحياة من جديد مع أفواج السياح القادمة إليها، وأعادت أمجاد التنمية القديمة من خلال ميناء متطور في زيبروغ في عام 1907، الذي لا يزال يتسع حتى يومنا هذا. أماكن السياحة: هيلز وبرج الجرس بلفري السياح القادمون إلى المدينة يقومون بزيارة البرج ويتسلقون متنه الذي يبلغ ارتفاعه 83 مترا، حيث يمكنهم من رؤية مناظر طبيعية خالدة في المدينة والضواحي المحيطة بها، فعندما يكون السائح متسلقاً إلى أعلى يستطيع مشاهدة الآلية التي تعمل بها ساعة البرج، إضافة إلى مجموعة الأجراس المعلقة التي يبلغ عددها 47 جرسا، حيث كانت تستخدم لتنظيم الحياة في بروج في العصور الوسطى، ولتبليغ الرعايا باقتراب الأعداء. هيستوريوم بروج أفضل متحف للملتميديا، وأفضل وسيلة للاطلاع على تاريخ بروج إبان عهودها الذهبية، حيث يتيح المتحف للسياح عددا من الغرف يمكنهم من اشتمام ومشاهدة وسمع كل أوجه الحياة في المدينة في القرن الخامس عشر، عندما كانت المدينة من أقوى المدن في أوروبا. أفضل الأوقات لزيارة بروج كل الأوقات ملائمة لزيارة بروج، فحتى سماواتها الداكنة يبدو أنها تضفي على طابعها الغوطي مزيداً من الجمال، ومع ذلك، ينصح عشاق الهواء العليل من السياح بزيارتها في أواخر الربيع أو في بداية الخريف، عندما يكون الطقس معتدلاً والزحام أقل، فمن لهم الرغبة في الاستمتاع بالسياحة في بروج عليهم تجنب زيارتها في شهري يوليو وأغسطس. متحف جرونينجي لا شك أن صغر حجم هذا المتحف يجعل له مكانة خاصة، فمعرضه الفني يحتوى على أعمال 6 قرون، ويعرض مجموعة فنية فلمنكية وبلجيكية وألمانية شاملة لفنانين لامعين أمثال جان فان وهيرونيموس بوش ومارسيل برودثايرس. هل تعلم ؟ * هل تعلم أن بروج هي مقر أقدم بورصة في العالم؟ * هل تعلم أن البلدة القديمة لبروج تم إدراجها في قائمة اليونيسكو للآثار في عام 2000؟ * هل تعلم أن تمثال الفنانة مادونا هو التمثال الوحيد لمايكل أنجلو الذي تم نقله من إيطاليا خلال فترة حياته؟

مشاركة :