أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته إلى مدينة الموصل، شمال العراق، بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات في إعادة إعمار العراق والتنسيق مع منظمة «اليونيسكو». كما ثمنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونيسكو» جهود الإمارات في إعادة إعمار المواقع الدينية التاريخية في مدينة الموصل العراقية، فيما رحبت بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هذه المواقع أمس. من جانبها، أعربت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، عن شكرها للرئيس ماكرون والحكومة الفرنسية على دعمهما الثابت والمتواصل للتراث الثقافي العالمي. وكتبت معاليها في تغريدة بحسابها على «تويتر»: نتقدم بالشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية على دعمها الثابت والمتواصل للتراث الثقافي العالمي، والتي توجت بالزيارة التاريخية إلى الجامع النوري وكنيسة الساعة، ضمن مشروع «إحياء روح الموصل» المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع منظمة «اليونسكو». وزار الرئيس الفرنسي، أمس، كنيسة الساعة في الموصل، معلناً من هناك نية فرنسا افتتاح قنصلية في المدينة التي دمرت بفعل المعارك ضد «داعش». ونوه ماكرون بالتمويل الدولي لإعادة إعمار العراق، «خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي لعبت دوراً مهماً في هذا الإطار، وهذا يبعث رسالة مفادها أن المجتمع الدولي لم ينس العراق، وأننا نستمر في دعم هذا المشروع». والموصل هي المحطة الثانية في زيارته للعراق بهدف إظهار دعمه لمسيحيي الشرق، بعد بغداد حيث شارك في مؤتمر إقليمي تعهد على إثره بإبقاء قوات فرنسية في البلاد لمكافحة الإرهاب طالما أراد العراقيون ذلك. وفي كلمة من الكنيسة القديمة التي يرجح بعض المؤرخين أنها تعود لألف عام، حثّ ماكرون العراقيين على «العمل معاً». وقال: «نحن هنا للتعبير عن مدى أهمية الموصل، وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تشكل المجتمع العراقي». وأعلن عن نية فرنسا افتتاح مدارس في المدينة. وكانت الموصل مركز محافظة نينوى مهد إحدى أقدم الطوائف المسيحية في العالم، تعتبر «عاصمة» تنظيم داعش، الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من العراق. ولا يزال الدمار واضحاً في سوق باب السراي التاريخي والمدينة القديمة، فيما تقول مصادر حكومية في تقديرات أن أكثر من ثمانين في المئة من بناها التحتية وأبنيتها لا يزال مدمراً. وجاءت زيارة ماكرون إلى الموصل غداة مشاركته في مؤتمر ضمّ الإمارات والسعودية والكويت ومصر والأردن وإيران وتركيا. وأعلن ماكرون من بغداد: «نعلم جميعاً أنه لا ينبغي التراخي لأن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً، وأنا أعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم». وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في العراق لمكافحة «داعش»، ويبلغ عدد عسكرييها 2500، لكنها أعلنت قبل نحو شهر عن نيتها إنهاء «مهمتها القتالية» في العراق بحلول نهاية العام. فيما يلوح انتهاء «المهمة القتالية» للولايات المتحدة في الأفق مع تحوّل وجود العسكريين الأميركيين إلى عملية استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية. ويمتلك «داعش» حتى الآن القدرة على شنّ هجمات ولو بشكل محدود رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، عبر خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بحياة ثلاثين شخصاً في حي مدينة الصدر في العاصمة الشهر الماضي. في إربيل، ذكر ماكرون سلطات كردستان العراق بـ«قوة دعم فرنسا في مكافحة الإرهاب»، والتقى عائلة أحد هؤلاء المقاتلين قتل على يد «داعش». وضم وفد الرئيس الفرنسي الحائزة جائزة نوبل للسلام نادية مراد، إحدى السبايا السابقات للتنظيم الإرهابي، والتي تعرض الآن قضية الأيزيديات على المنابر الدولية، والكاتبة والناشطة النسوية كارولين فورست. ويقطن الإيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية.
مشاركة :