رام الله – لا يختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت عن سلفه بنيامين نتنياهو؛ كلاهما يعتقد أن لا سلام مع السلطة الفلسطينية، وأن ما يتم من لقاءات مع مسؤولي السلطة -بما في ذلك مع رئيسها محمود عباس- ليس سوى إجراءات روتينية للتنفيس. وأجرى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية، في لقاء نادر لا يشير حصوله بالضرورة إلى نية لإحياء عملية السلام المتوقفة منذ أكثر من سبع سنوات بين الطرفين. وقال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الاثنين “لا عملية سلام جارية مع الفلسطينيين، ولن تحصل”، وذلك غداة الاجتماع الفلسطيني الإسرائيلي الذي عقد الأحد وكان الأول منذ تولي بينيت رئاسة الحكومة، وأول لقاء على هذا المستوى يُعلن عنه رسميًا منذ سنوات. وأضاف المصدر الإسرائيلي أن المحادثات في رام الله، مقر الرئيس عباس، خصصت لمناقشة “القضايا الأمنية الروتينية” والملف الاقتصادي. لا عملية سلام جارية مع الفلسطينيين، ولن تحصل، ولقاء عباس وغانتس خصص لمناقشة القضايا الأمنية الروتينية والملف الاقتصادي ويعتقد مراقبون أن إسرائيل قد حسمت أمرها بأن لا عودة إلى السلام مع الفلسطينيين بصورته القديمة، وأن لا عودة بأي شكل إلى الانفتاح على السلطة أكثر من الحدود التي تضمن عدم انهيارها مثل مناقشة الملف الاقتصادي وإجراءات ضبط الأمن، وهو الأمر الذي حرص غانتس على إيصاله إلى الرئيس عباس. ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل تغيرت وهي تعرف أن الحديث عن السلام بصورته القديمة سيعني عودة التفجيرات الانتحارية وصعود الحركات الإسلامية المتشددة إلى الواجهة مجددا، في ظل ضعف السلطة وتراجع شعبيتها بسبب الخلافات داخل حركة فتح والفساد الذي يهز مؤسسات السلطة. وأقصى ما يمكن أن تقبل به إسرائيل هو أن تستمع إلى فتح وإلى الوسطاء العرب الذين يعرضون القيام بأدوار لجعل الفلسطينيين أكثر تلاؤما مع استراتيجية إسرائيل الجديدة التي أغلقت ملف السلام، مثل الدور الذي يسعى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للعبه في الضفة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للعبه في غزة من بوابة القمة الثلاثية المقررة خلال أيام. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن بيني غانتس قال للرئيس الفلسطيني إن بلاده تسعى لـ”اتخاذ إجراءات لتقوية اقتصاد السلطة الفلسطينية”. وأوضح أيضا خلال هذا اللقاء أن الدولة العبرية ستقدم قرضا للسلطة الفلسطينية بقيمة تبلغ حوالي 500 مليون شيكل (132 مليون يورو). وبحسب المصدر السابق سيسدد هذا القرض عبر الضرائب التي تجبيها الدولة العبرية لحساب السلطة الفلسطينية. وتدهورت العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. ولم يبذل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي حكم من 2009 إلى 2021 أي جهد يذكر لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، فبقيت محادثات السلام معلقة منذ 2014 فيما توسّعت في عهده المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن غانتس وعباس “اتفقا على الاستمرار في التواصل”. Thumbnail وضمّ الاجتماع منسّق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان والمسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج. وأكد الشيخ في تغريدة على تويتر حصول الاجتماع، موضحا أنه تم خلاله “البحث في العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية من كل جوانبها”، دون أن يُدلي بتفاصيل إضافية. وتدير السلطة الفلسطينية برئاسة عبّاس أربعين في المئة من الضفة الغربية فيما تسيطر إسرائيل -التي تتحكم في كل مداخل المنطقة- على بقية الأجزاء فضلا عن المستوطنات المقامة فيها. وجاءت المحادثات بعد ساعات على عودة بينيت من واشنطن حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. اقرأ أيضا: قمة مصرية – أردنية – فلسطينية في القاهرة لدعم أبومازن سياسيا ومع تأكيده مجددا التزام الولايات المتحدة “الثابت” بأمن إسرائيل، قال بايدن إنه سيناقش مع بينيت “سبل تعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين”. وتدعم إدارة بايدن حلّ الدولتين واستأنفت تقديم المساعدات المالية إلى الفلسطينيين. ويسود انقسامٌ الساحة السياسية الفلسطينية منذ 2007 بين حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ما أدى إلى قيام حكومتين، الأولى في الضفة الغربية والثانية في غزة. وخاضت الحركتان جولات تفاوض عديدة لإنهاء الانقسام بوساطات مختلفة لكن دون جدوى. ونفتالي بينيت قومي متشدد يعارض قيام دولة فلسطينية وكان يرأس سابقا مجموعة ضغط مؤلفة من مستوطنين يهود. وقالت حكومته، المؤلفة من أحزاب تراوح بين اليسار المتطرف واليمين القومي، إنها لا تنوي خوض محادثات سلام جديدة مع الفلسطينيين. إلا أن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى أن الحكومة تنوي تعزيز السلطة الفلسطينية في وجه حركة حماس. ونددت حماس الاثنين باللقاء بين غانتس وعباس معتبرة أنه “يعمق الانقسام السياسي الفلسطيني”. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :