أكدت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) اليوم (الإثنين) أن المنطقة العربية تعد واحدة من مناطق الجذب الرئيسية للاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة منزوعة الكربون بفضل موقعها الجغرافي القريب من الأسواق المستهدفة. وقالت الأمانة العامة لأوابك، التي يقع مقرها الرئيسي في الكويت في بيان اليوم على هامش مشاركتها عبر الاتصال المرئي في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الثاني في مجال الطاقة، الذي تحتضنه سلطنة عمان لمدة يومين، إن المنطقة العربية "واعدة للاستثمار بامتياز" في الهيدروجين. وأوضحت المنظمة أن المنطقة العربية تتميز بقربها من السوق الأوروبي ووجود شراكات اقتصادية معها ممتدة على مدار عقود، فضلا عن العلاقات الاستراتيجية المتجذرة بين شركات البترول الوطنية وشركات الطاقة العالمية. كما أشارت إلى أن المنطقة العربية تعد الأرخص عالميا في تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي والأزرق، التي تتراوح بين 1 و1.5 دولار لكل كيلوغرام، علاوة على أنها تزخر بموارد الطاقة المتجددة المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر كطاقة الرياح التي تصل سرعتها في بعض المواقع إلى 11 مترا في الثانية، وهي من بين السرعات الأعلى عالميا وكذلك الطاقة الشمسية التي تتوافر لأكثر من 3900 ساعة على مدار السنة وهو المعدل الأعلى عالميا. وبينت أوابك أن تلك المقومات المجتمعة تركز على البدء في تنفيذ مشاريع استثمارية بغرض التصدير إلى الأسواق المحتملة، لافتة إلى أن الدول العربية المهتمة بالهيدروجين نجحت في توقيع خمس مذكرات تفاهم وتعاون على مستوى الحكومات مع الأسواق المحتملة الكبرى وهي ألمانيا واليابان للتعاون في مجال الهيدروجين وإمكانية التصدير إليها. وأفادت بأن التوقعات تشير إلى أن الطلب على الهيدروجين سيصل إلى 650 مليون طن سنويا بحلول عام 2050، وهو ما يعادل نحو تسعة أمثال الطلب العالمي في الوقت الحالي والبالغ نحو 72 مليون طن سنويا. وشددت (أوابك) على أن هذا الطلب المتزايد على الهيدروجين يستوجب تنفيذ مشاريع عملاقة لإنتاج الهيدروجين لتلبية هذا النمو الهائل، ومن هنا تبرز أهمية المنطقة العربية لما تملكه من مقومات جاذبة للاستثمار نظرا لما تملكه من بنية تحتية ضخمة لصناعة الغاز الطبيعي يمكن الاعتماد عليها كركيزة لتطوير قطاع الهيدروجين في المستقبل. وبينت أن بعض الدول العربية بدأت باتخاذ خطوات جادة وملموسة للتغلب على التحديات والعقبات التي تواجه قطاع الهيدروجين الناشئ، حيث تقوم حاليا خمس دول عربية هي الإمارات والسعودية ومصر وعمان والمغرب بإعداد خطط واستراتيجيات وطنية للهيدروجين وتحديث خطة الطاقة الوطنية لتأخذ في الاعتبار الدور المستقبلي للهيدروجين في تلبية الطلب على الطاقة. وارتفع عدد المشاريع المعلنة لاستثمار الهيدروجين في الدول العربية، بحسب أوابك، إلى 21 مشروعا، بينها 19 مشروعا يخص إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق والأمونيا الزرقاء والخضراء، وتتوزع هذه المشاريع في 8 دول عربية وتستهدف الأسواق الأوروبية والآسيوية.
مشاركة :