رفضت فصائل فلسطينية في قطاع غزة اليوم (الاثنين) لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الليلة الماضية، معتبرة أنه يعمق حالة الانقسام الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن اللقاء "مرفوض" وبعيد عن الروح الوطنية عند الشعب الفلسطيني. وأضاف قاسم أن مثل هذه اللقاءات هي استمرار للوهم بإمكانية تحقيق أي شيء للشعب الفلسطيني عبر مسار المفاوضات، معتبرا أن هذا السلوك يعمق الانقسام السياسي الفلسطيني ويعقد الحالة الفلسطينية. وأشار إلى أن اللقاء سيشجع الأطراف في المنطقة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتضعف الموقف الفلسطيني الرافض له. والتقى عباس وغانتس الليلة الماضية في مدينة رام الله لأول مرة منذ أعوام بعد قطيعة بين الجانبين وبحثا العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من كل جوانبها حسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة. من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان على لسان المتحدث باسمها طارق سلمي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، اللقاء "طعنة" للشعب الفلسطيني. وجاء اللقاء بين عباس وغانتس في ظل توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. وفي السياق، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية، اللقاء "خضوعا" للرؤية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا التي تركز على الحلول الاقتصادية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال بيان صدر عن الجبهة إن اللقاء يعتبر "تجاوزا" للقرارات الصادرة عن المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين بالانفكاك من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ووقف أشكال العلاقة السياسية والأمنية والاقتصادية معها. وتابع البيان أن لقاء عباس وغانتس "يخالف" إنهاء الانقسام والعمل على تجميع عوامل القوة الفلسطينية ومحاصرة إسرائيل والدعوة إلى محاكمة قادتها على جرائمهم. بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن مواصلة التعلق بأوهام المفاوضات مع إسرائيل من شأنه أن يطيل الصراع ويعزز نهب الأرض والعدوان على الشعب الفلسطيني. ودعا بيان صدر عن الجبهة السلطة الفلسطينية إلى مغادرة هذا النهج لصالح استعادة الوحدة الوطنية عبر إجراء الانتخابات الشاملة من أجل استنهاض عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني وتصعيد مقاومته ضد إسرائيل وأعمالها العدوانية في مقدمتها الاستيطانية. وفي السياق ذاته، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن الاجتماع يمثل "انزلاقا نحو الحل الاقتصادي على حساب الحل السياسي". وذكر العوض في بيان مقتضب وزع على الصحفيين أن لقاء عباس مع غانتس "يخفض" سقف الموقف الفلسطيني خاصة قبيل التوجه للأمم المتحدة الشهر المقبل. وجاء لقاء عباس مع غانتس بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي ولقائه مع الرئيس جو بايدن يوم 27 أغسطس. وقال مصدر في الحكومة الإسرائيلية للإذاعة الإسرائيلية العامة إن اللقاء لا يعني إجراء مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية، مستبعدا أن تتجه إسرائيل إلى عملية من هذا النوع. وذكر المصدر أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أعطى مسبقا "الضوء الأخضر" لإجراء اللقاء الذي تطرق إلى التنسيق الأمني بين الدوائر الأمنية والسلطة الفلسطينية واستعداد إسرائيل لاتخاذ إجراءات لتقوية الاقتصاد الفلسطيني. ورحب وزير التعاون الإقليمي عن حزب ميريتس عيساوي فريج في تغريدة عبر موقعه على تويتر باللقاء، معربا عن أمله أن يكون اللقاء لحظة مفصلية في مسار العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. بدوره أكد وزير الإعلام الإسرائيلي يوعاز هنديل للإذاعة الإسرائيلية أن من مصلحة إسرائيل تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وإضعاف حماس، مشيرا إلى أن غانتس لم يقطع وعودا لعباس في المجال السياسي. كما رحب وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفيتس باللقاء الذي جاء بعد انقطاع طويل وضار لأعوام مع "أقرب الجيران"، داعيا إلى استئناف الحوار والتعاون مع السلطة الفلسطينية. وأكد هوروفيتس الذي سبق أن التقى وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في القدس أواخر يوليو الماضي، في بيان على ضرورة إجراء حوار مع الجانب الفلسطيني في جميع المجالات المدنية والاقتصادية والأمنية والسياسية. وسبق أن تلقى عباس في يوليو الماضي اتصالا هاتفيا من غانتس لتهنئته بحلول عيد الاضحى. وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه إن غانتس تحدث مع عباس في جو إيجابي وأثارا الحاجة إلى تعزيز تدابير بناء الثقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن حكومة بينيت تريد انفتاح العلاقة مع السلطة الفلسطينية بخلاف الحكومة الإسرائيلية السابقة التي تزعمها بنيامين نتنياهو والتي كانت فيها الاتصالات مع الجانب الفلسطيني شبه مقطوعة.
مشاركة :