ترك “آرون كيرسون” عمله في أمازون في عام 2015، بعدما كان يعمل في قسم تطوير الأعمال في الشركة، وبعدها بدأ في استغلال خبرته في خوارزميات البيع الخاصة بأمازون لإنشاء شركته الخاصة بالتعاون مع زوجته، وهي Pacific Northwest Components. وتخصصت شركة “كيرسون” في بيع مقاود، رافعات، ومكونات الدراجات عمومًا. خصوصًا الدراجات الجبلية. وقد حققت شركته نجاحًا مقبولًا، قبل أن تأتي جائحة كوفيد-19 وتؤثر على جميع الصناعات تقريبًا. وحسبما كان يرى “كيرسون” فإن شركة أمازون كانت تسبب كثير من المشاكل في هذا القطاع. إلى جانب كثير من القطاعات الأخرى. خصوصًا إن شركات مثل نايكي، آيكيا وبريكين ستوك قد أزالت منتجاتها من على المنصة، إلى جانب شركتها بالطبع، وفقا للبوابة العربية للأخبار التقنية. أمازون وسوق الدراجات اتخذ “كيرسون” قراره بإزالة جميع منتجات شركته، والتي تعرف اختصارًا باسم PNW، من منصة أمازون للتجارة الإلكترونية. وقد أراد أن يبدأ في توزيع تلك المنتجات على متاجر الدراجات المحلية بدلًا من ذلك. وكان يعرف أن إزالته لمنتجاته من على المنصة سيسبب نقص في المبيعات بنسبة 30%. وهي المبيعات التي كانت تأتي من المنصة. لكن بدلًا من ذلك ستستفيد شركته من أكثر من ناحية، بما في ذلك الإشراف المباشر على خدمة العملاء، المترجعات، والمزيد. وعند تفشي فيروس كوفيد-19 تأثرت جميع القطاعات تقريبًا. بما في ذلك الدراجات، ومعظم مصنعي قطع الدراجات عمومًا يقعون في قارة آسيا. وبعدما كانت البضائع تحتاج لحوالي 45 يوم لكي تصل إلى PNW من تايوان، أصبحت تحتاج لقرابة المئتي يوم. وبشكل عام، سببت المنصة مشاكل كبيرة لـPNW من حيث خدمة العملاء. حيث أن تسوق قطع غيار ومكونات الدرجات هي عملية صعبة وتحتاج لبعض الخبرة، وموظفي الشركة لم يمتلكوا ما يكفي من الخبرة للرد على استفسارات العملاء. وقد عانت الشركة أيضًا من مشاكل تزوير المرتجعات. حيث ردت له أمازون صناديق مرتجعات تضم منتجات خاطئة، ومن ناحية أخرى شركة “كيرسون” كانت ضمن برنامج Seller Fulfilled Prime. وهو الذي يطلب من البائعين شحن البضائع خلال يوم واحد فقط بنسبة نجاح 99%. وبمرور الوقت بدأت شركة PNW، وعشرات من الشركات الأخرى من الانسحاب منها نظرًا لكل تلك المشاكل. كما أنها لم تكن متعاونة مع بائعي قطع الدراجات الآخرين. ولعل السبب الوحيد لبقائهم عليها كان زيادة المبيعات. التأثير السلبي كانت تلك الشركات تخسر أموالًا كثيرة بالتعاون مع أمازون خصوصًا بالنسبة للمنتجات الرخيصة والتي تكلف بضعة دولارات. كما كانت تشجع العملاء على الشراء مباشرةً من المتاجر في المرات القادمة بدلًا من الطلب من على أمازون. ولم يقتصر الأمر على العاملين في صناعة الدراجات، والذين عانوا جميعًا، بل ظهرت أمثلة لأشخاص يعملون في مجالات مختلفة. ومثال على ذلك كانت “سارة فورد”، والتي تمتلك علامة تجارية في مجال الأحذية الفاخرة. وقد انسحبت “فورد” بشكل كامل من أمازون في عام 2019 بعد ثلاث سنوات من البيع على المنصة، وذلك لأن البيع على أمازون كان يكلفها كثيرًا، بدايةً من الخسارة في الإيرادات النهائية، وصولًا لمصاريف التسويق والإعلانات المدفوعة على المنصة حتى تصل لشريحة أكبر من المستخدمين. وكانت منصة أمازون تكفل لـ”فورد” ما يصل إلى 50% من مبيعاتها. وحسبما صرحت فهي احتاجت لعامين كاملين حتى تعوض هذا الفرق بعد مغادرة المنصة. وصرحت أيضًا أنها غير نادمة أبدًا على ذلك. وأثناء فترة الجائحة، خسر الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة بسبب تلك المنصة، بينما حققت هي نموًا ضخمًا في الإيرادات بما وصل إلى 386 مليار دولار أمريكي. ولا شك أن الأوضاع ستستمر على هذا الشكل، لأن معظم البائعين لا يملكون حلول بديلة.
مشاركة :