طالبان ترحب بانسحاب القوات الأمريكية وسكان كابول يشعرون بخيبة الأمل إزاء الإجلاء "غير المسؤول"

  • 8/31/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رحبت حركة طالبان بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الثلاثاء) بعد مغادرة آخر القوات الأمريكية مطار كابول، منهية بذلك غزوا استمر 20 عاما للدولة الواقعة في آسيا الوسطى. وكتب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على موقع ((تويتر)) للتواصل الاجتماعي "بهذه الطريقة أصبحت بلادنا حرة ومستقلة تماما". وتمت آخر رحلة إجلاء في الساعات الأخيرة من مساء يوم الاثنين الموافق 30 أغسطس، حيث تم إعادة آخر الأفراد العسكريين وغير العسكريين الأمريكيين جوا إلى الوطن قبل يوم واحد من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 أغسطس. وقال خوجة وحيد، وهو من سكان كابول، "لقد انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان بعد عقدين، لكن الأمريكيين تركوا بلادنا في حالة من الفوضى". وأردف الرجل البالغ من العمر 42 عاما "لقد هُزمت الولايات المتحدة، لقد تعرضوا لهزيمة نكراء. كما وجدت في تقرير إعلامي في وقت مبكر اليوم الثلاثاء أن الأمريكيين سيفتحون سفارة أفغانستان في قطر. هذا يظهر أن الولايات المتحدة فقدت كل شيء في أفغانستان". وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد ساعات قليلة من مغادرة رحلة الإجلاء الأخيرة لكابول إن الولايات المتحدة نقلت عملياتها الدبلوماسية إلى قطر. وقال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين "اعتبارا من اليوم، علقنا وجودنا الدبلوماسي في كابول ونقلنا عملياتنا إلى الدوحة في قطر". وقال أحمد فؤاد، وهو أيضا أحد سكان كابول، إن الولايات المتحدة إدعت أنها جاءت إلى أفغانستان لضمان السلام والأمن ودعم حقوق الإنسان، لكن "يمكنك أن ترى أن إجلاءهم لم يتم بطريقة مسؤولة، حيث قتل الكثير من الناس، بينهم 13 جنديا أمريكيا". وأشار فؤاد إلى التفجير الانتحاري في 26 أغسطس، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 160 أفغانيا و13 جنديا أمريكيا، فضلا عن إصابة ما يقرب من 200 آخرين عند بوابة مطار حامد قرضاي الدولي في كابول، بينما كانت حشود ضخمة تنتظر صعود رحلات الإجلاء. وأعلن تنظيم "داعش خراسان"، وهو فرع محلي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أفغانستان، مسؤوليته عن الهجوم الفتاك. وقال فؤاد "على الرغم من أن الآلاف من الخبراء والمتعلمين الأفغان غادروا البلاد، إلا أن جيل الشباب لا يزال مصمما على البقاء في أفغانستان إذا عاد السلام وتم ضمان سلامتهم وأمنهم". وأضاف "يتعين الآن على الولايات المتحدة وحلفائها والأمم المتحدة ودول المنطقة مساعدة الأفغان في بناء مستقبلنا". وبعد وقت قصير من تصريحات مجاهد على وسائل التواصل الاجتماعي في حوالي الساعة الواحدة صباح اليوم (الثلاثاء) بالتوقيت المحلي، بدأ أعضاء طالبان في إطلاق النار احتفالا بمغادرة القوات الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، حيث استمر ذلك لمدة ساعة تقريبا، مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان. وفي أعقاب إطلاق النار، قال مجاهد في تغريدة أخرى إن "ما سمع من طلقات نارية في كابول كان نتيجة إطلاق نار احتفالي"، داعيا سكان كابول إلى عدم القلق بينما تحاول الحركة السيطرة على الأمور. وقال شهود عيان في كابول لوكالة ((شينخوا)) إن العاصمة كابول هادئة "مثل الأيام العادية" لكن شوهدت طائرة أمريكية بدون طيار تحلق فوق المدينة. ومثل الكثيرين، أعربت سليمة، وهي معلمة في كابول، عن أملها بأن يعم السلام الدائم بلادها، مرحبة بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان. وقالت "على الأقل لم يعد هناك أي ذريعة لأية جماعة مسلحة لمواصلة الحرب والقتال". وأضافت: "الأمريكيون لم يحققوا ما وعدوا الأفغان به. على الرغم من أنني أشعر بالقلق أيضا من حالة عدم اليقين المستمرة، آمل أن يتحسن الوضع في نهاية المطاف، ويعاد فتح الحدود، وألا تخرج الأسعار عن السيطرة. سيستغرق الأمر بعض الوقت ليصبح كل شيء على ما يرام". وأعلنت القيادة المركزية الامريكية يوم الاثنين اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من افغانستان، منهية بذلك أطول حرب فى تاريخ الولايات المتحدة. وقال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الأمريكية "إنني هنا لأعلن اكتمال انسحابنا من أفغانستان وانتهاء مهمة إجلاء المواطنين الأمريكيين ورعايا الدول الثالثة والأفغان المعرضين للخطر". وأضاف "أقلعت آخر طائرة من طراز سي-17 من مطار حامد قرضاي الدولي في 30 أغسطس، بعد ظهر اليوم... وآخر طائرة مأهولة تغادر الآن المجال الجوي الأفغاني". وقال الجنرال إن عدد المواطنين الأمريكيين الذين ما زالوا عالقين في أفغانستان "أقل من مئات"، مشددا على أن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن مساعدة من يتم إجلاؤهم. وقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتسريع سحب القوات من أفغانستان بعد أن سيطرت طالبان على كابول في 15 أغسطس. وسحب حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وأستراليا، قواتهم من الدولة التي مزقتها الحرب. بدعوى مطاردة أسامة بن لادن، العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، غزت القوات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان، وأطاحت طالبان في غضون أسابيع من الهجمات الإرهابية التي وقعت في عام 2001. وقُتل أكثر من 2400 جندي أمريكي في أفغانستان على مدار العقدين الماضيين، وأصيب 20 ألفا، وفقا للبنتاغون. وأظهرت التقديرات مقتل أكثر من 66 ألف جندي أفغاني، واضطرار أكثر من 2.7 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم.

مشاركة :