إقلاع أول طائرة إجلاء مدنية من كابول منذ استكمال انسحاب القوات الأمريكية وواشنطن ترحب بمرونة طالبان

  • 9/9/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الأيام التي أعقبت سيطرة طالبان على كابول، بات المطار رمزا لمشاهد اليأس بين الأفغان الخائفين من عودة الحركة المتشددة إلى السلطة. وكان الالاف يحتشدون حول بواباته يوميا، بل أن البعض تشبثوا بطائرات فيما كانت تقلع. ولقي أكثر من مئة شخص حتفهم، من بينهم 13 جنديا أمريكيا، في هجوم انتحاري في 26 آب/أغسطس قرب المطار، أعلن الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه. مع الحقائب أظهرت لقطات مصورة مجموعات من المسافرين من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ينتظرون وإلى جانبهم حقائبهم على المقاعد في بوابات مطار العاصمة الأفغانية. ولم تتضح بعد ما إذا كانت أي دولة أخرى عدا عن قطر، لعبت دورا في تنظيم عملية الإجلاء. واضطلعت قطر بدور الوسيط الرئيسي بين طالبان والمجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية، ونقلت العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة سفاراتها من كابول إلى الدوحة في أعقاب استيلاء طالبان على كابول. وقال أحد الركاب للقناة موضحا أنه من الجنسية الكندية "نحن نقدر جدا القطريين". بعيدا عن المطار، شوهد تواجد أكبر لطالبان في شوارع كابول الخميس. وكان مقاتلون مسلحون، من بينهم عناصر من القوات الخاصة بلباس عسكري، يقفون عند زوايا الشوارع ويشرفون على حواجز، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس. حظر التظاهر في مطار كابول، قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق القحطاني لقناة "الجزيرة" إنّ "اليوم هو يوم تاريخي لهذا المطار"، مضيفا ان "إعادة فتح المطار للرحلات الدولية (...) قد يكون بشكل تدريجي". الاتحاد الأوروبي يستنكر تشكيل طالبان حكومة لا تمثل التنوع في البلاد طالبان تشكّل حكومة بلا نساء وعلى رأسها قيادي مدرج على القائمة السوداء للأمم المتحدة وواشنطن "قلقة" شاهد: نساء أفغانيات يتحدين طالبان ويتظاهرن في كابول ضد سياسة إسلام أباد وفر معظم الأفغان الذين تم إجلاؤهم في الفترة السابقة، خشية انتقام طالبان منهم لعملهم مع قوات أجنبية خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة والذي استمر 20 عاما. وأكدت الولايات المتحدة مرارا تعهدها السعي لإجلاء المواطنين الأمريكيين المتبقين في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الشهر الماضي. في وقت سابق الخميس أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن قرابة 100 أمريكي فقط لا يزالون في أفغانستان. وصرحت لمحطة إم إس إن بي سي "حاليا هناك 100 تقريبا، ونبذل المساعي للوصول إلى المواطنين الأمريكيين الراغبين في المغادرة، وكذلك إلى مقيمين دائمين وشركاء رئيسيين آخرين". وكانت طالبان قد أعلنت أنها لن تمنع الراغبين في المغادرة من السفر، علما بأنها حضت الأفغان أصحاب الكفاءات مثل الأطباء والمهندسين على البقاء. وتعهدت طالبان بحكم أكثر اعتدلا مقارنة بحكمها القمعي السابق بين 1996 و2001. غير أنها أبدت مؤشرات واضحة على عدم تساهلها مع المعارضة. في وقت سابق هذا الأسبوع فرق عناصر مسلحون من طالبان مئات المتظاهرين في مدن في مختلف أنحاء أفغانستان، ومن بينها كابول وفيض أباد في شمال شرق البلاد، وفي هرات غربا، حيث قتل شخصان في إطلاق نار. في ساعة متأخرة الأربعاء، بادرت طالبان إلى وأد أي اضطرابات مدنية أخرى، وأعلنت أن التظاهر بحاجة إلى أذن مسبق من وزارة العدل مضيفة أنه "في الوقت الحالي" لا يُسمح بأي تظاهرة. وقال منظم إحدى التظاهرات لوكالة فرانس برس الخميس إن التجمعات في كابول ألغيت في أعقاب الحظر الذي أعلن ليلا. وعود بحكومة شاملة بدأت حكومة موقتة شكلتها طالبان من موالين للحركة فقط، العمل رسميا هذا الأسبوع مع تعيين متشددين معروفين في جميع المراكز الرئيسية ودون مشاركة للنساء فيها، رغم وعود سابقة بإدارة تشمل جميع الأفغان. واسندت جميع الحقائب المهمة إلى قياديين بارزين في الحركة خصوصا من شبكة حقاني، أكثر فصائل طالبان شراسة، والمعروفة بشن هجمات مدمرة. وأعيد تفعيل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وحتى مع ترسيخ طالبان نفوذها فإنها تواجه مهمة ضخمة بتوليها مقاليد الحكم في أفغانستان التي ترزح تحت صعوبات اقتصادية وتحديات أمنية، من بينها ذلك الذي يطرحه الفرع المحلي من تنظيم الدولة الإسلامية.

مشاركة :