هل تشمل موجة المصالحات الإقليمية تفكيك العداء المستحكم بين إيران والسعودية؟

  • 9/1/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل تشمل موجة المصالحات الإقليمية تفكيك العداء المستحكم بين إيران والسعودية؟ الرياض - أثار حديث سفير إيران في العراق إيرج مسجدي عن جولة محادثات رابعة بين بلاده والمملكة العربية السعودية الأسئلة عن مدى جدّية الغريمتين الكبريين في طي صفحة الخلافات الحادّة بينهما والانضمام إلى قطار المصالحات الشاملة الذي بلغ محطّات متقدّمة في تطبيع العلاقات بين أفرقاء إقليميين كانوا إلى وقت قريب على درجة كبيرة من التباعد في الرؤى والسياسات. وقال مسجدي في كلمة بملتقى الرافدين في بغداد ونقلها تلفزيون العراقية الحكومي، إنّ إيران عازمة على إجراء جولة مفاوضات رابعة مع السعودية في العراق. ورغم أنّ كلام الدبلوماسي الإيراني لم يخرج عمّا هو معهود من ترويج لسياسة اليد الممدودة نحو الجيران وعلى رأسهم السعودية، إلاّ أنّه جاء هذه المرّة في غمرة مجموعة من الأحداث والتطوّرات التي يرى البعض أنّها تهيئ المجال لقدر من التقارب السعودي – الإيراني الذي سيتيح على الأقل تحقيق تهدئة سياسية وإعلامية بين الطرفين، إذا لم يبلغ مرتبة المصالحة الشاملة على غرار ما حدث بين قطر والدول التي قاطعتها منذ سنة 2017، وأيضا بين تركيا من جهة، وكل من السعودية ومصر والإمارات من جهة مقابلة. وقادت تلك المصالحات إرادةٌ ذاتية لدى دول الإقليم في تجاوز الخلافات وخفض التوتّرات وتغليب المصالح المشتركة، لكنّ الانكفاء الأميركي الذي تُوّج مؤخّرا بانسحاب صادم من أفغانستان وصفه البعض بالهروب الكبير كان له تأثيره في توفير أرضية جديدة لعلاقات مختلفة داخل الإقليم وخارجه. ويرفض متابعون لشؤون المنطقة المقارنة بين الخلافات التي كانت قائمة بين كل من قطر وتركيا وعدد آخر من بلدان الإقليم من ضمنها السعودية، والخلافات الحادّة بين طهران والرياض وما لها من تبعات سياسية وأمنية متجسّدة على أرض الواقع. ومن هذا المنطلق يعتبر هؤلاء أن مضي السعودية بعيدا في التصالح مع إيران يظل رهن حدوث تغيير ملموس في سياسات الأخيرة ومن ذلك كفّ أيدي وكلائها المحلّيين من ميليشيات مسلّحة ناشطة في العراق وسوريا ولبنان واليمن عن زعزعة استقرار المنطقة وتهديد أمن السعودية بشكل مباشر كما هي حال ميليشيا الحوثي التي تستخدم أسلحة إيرانية في استهداف أراضي المملكة. واعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة إيرانية الصنع على مناطق سعودية مقابل إعلانات متكررة من التحالف العسكري الذي تقوده المملكة عن إحباط هذه الهجمات رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار. وفي ظل هذا التوتّر المستدام الذي تعتبر إيران طرفا مباشرا فيه، ينظر مراقبون إلى المحادثات التي تجريها الرياض مع طهران برعاية عراقية كمجرّد عمل تكتيكي ظرفي هدفه المرحلي خفض التوتّر وتحقيق التهدئة جنبا إلى جنب مراقبة المتغيّرات والتفاعل معها ومن ضمنها وجود حكومة جديدة في إيران بقيادة الرئيس المنتمي لمعسكر المحافظين إبراهيم رئيسي، ومنها أيضا تطوّرات السياسة الأميركية والحدّ الذي ستصل إليه عملية الانكفاء من منطقة الشرق الأوسط التي تمضي فيها إدارة الرئيس جو بايدن.

مشاركة :