طهران/باريس - دفعت طهران اليوم الأربعاء بمحادثات فيينا النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة والمجمدة منذ يونيو/حزيران الماضي، إلى المزيد من التعقيد قاطعة الطريق على عودة قريبة للمحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وذلك بإعلانها رسميا أن استئناف المباحثات لن يكون قبل شهرين أو ثلاثة بينما لم تراجع عن انتهاكاتها السابقة للاتفاق ومن ضمنها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من المستوى الذي يمكنها من صناعة سلاح نووي. وكان متوقعا أن تتعثر المحادثات النووية بعد ست جولات لم تغادر فيها مربع الاشتراطات من الجانبين وذلك بعد تنصيب رئيسي وهو المعروف بموقفه المتشدد من الاتفاق النووي حتى وان أبدى في خطاب التنصيب انفتاحا على حلحلة الأزمة النووية. ويبدو أن تأجيل استئناف الجولة السابعة من المفاوضات النووية يندرج في إطار كسب الوقت لتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أكبر مما هو عليه الآن وهو تكتيك يهدف إلى جعل هذا أمرا واقعا. وسبق للرئيس الإيراني المنتخب حديثا أن أعلن رفضه العودة للتفاوض على الخطوات التصعيدية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء أكبر وبنسبة تتخطى أكثر من 20 ضعفا لما هو منصوص عليه في الاتفاقية المشتركة (الاتفاق النووي للعام 2015). وتهدف هذه المحادثات التي أجريت برعاية الاتحاد الأوروبي إلى عودة واشنطن إلى هذا الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/ايار 2018، وحمل طهران على الامتثال مجددا لالتزاماتها الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي. وتم تأجيل المفاوضات في 20 يونيو/حزيران بعد يومين من فوز المحافظ إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانيةولم يتم الإعلان عن موعد لاستئناف المحادثات حتى الآن. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي "لا نحاول الهرب من طاولة المفاوضات والحكومة تعتبر أن التفاوض الحقيقي هو عملية تنتج عنها نتائج ملموسة تسمح بضمان مصالح وحقوق الأمة الإيرانية". وأضاف أن "الطرف الآخر يعلم جيدا أن عملية تستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر ضرورية لتشكيل الحكومة الجديدة واتخاذ أي قرار"، مؤكدا مع ذلك أن المباحثات في فيينا هي "إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال السياسة الخارجية وأجندة الحكومة". ودعت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان الأربعاء، إيران استئناف فوري للمحادثات النووية. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية عقب محادثة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين "شدد لو دريان على أهمية وضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات التي علقتها إيران منذ يونيو". وأعرب الوزير الفرنسي أيضا عن قلق بلاده "إزاء كافة النشاطات النووية التي تقوم بها طهران في انتهاك لهذا الاتفاق". وعقدت ست جولات من المفاوضات بين إيران والقوى الدولية، بما فيها فرنسا، في فيينا بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران في محاولة لإحياء الاتفاق. وتهدف هذه المحادثات التي أجريت برعاية الاتحاد الأوروبي إلى عودة الولايات المتحدة الى هذا الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أيار/مايو 2018، وحمل إيران على الامتثال مجدداً لالتزاماتها الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي. ولفتت الوزارة إلى أن جان إيف لودريان "أعرب عن أمله في أن يساهم الحوار بين فرنسا وإيران في استئناف هذه المفاوضات واختتامها" دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأكد وزير الخارجية الإيراني الجديد أنه تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة باريس، وهو يسعى، بحسب قوله، إلى "التقرب" من إيران. ولم يؤكد قصر الإليزيه ولا وزارة الخارجية هذه الدعوة. وكان أمير عبد اللهيان قد حضر قمة في بغداد السبت إلى جانب قادة إقليميين وماكرون، الزعيم الوحيد من خارج المنطقة. وقال حينها "السيد ماكرون ... جاءني مرتين وشدد على +اننا مهتمون جدا في أن تسافروا إلى باريس+". وتابع وفقا للتلفزيون الرسمي الإيراني "نادى وزير خارجيته وقال +دعوت (أمير عبد اللهيان) ... ويتعين أن نراجع العلاقات الثنائية وإيجاد حلول لمواصلة المحادثات+". وخلف رئيسي مطلع أغسطس/اب الرئيس المعتدل حسن روحاني المهندس الأساسي في الجانب الإيراني للاتفاق النووي المبرم في فيينا في عام 2015. وأدت حكومته اليمين الدستورية في 26 أغسطس/اب بعد فوزها بثقة البرلمان. وتقدم اتفاقية فيينا لإيران تخفيفا للعقوبات المفروضة عليها في مقابل التزامها بعدم حيازة أسلحة ذرية وخفض كبير في أنشطتها النووية، لكنه مهدد بالانهيار منذ أن انسحب منه ترامب من جانب واحد قبل إعادة فرضه عقوبات أميركية على طهران. وردا على ذلك، تخلت إيران تدريجا اعتبارا من مايو/ايار 2019 عن معظم القيود على أنشطتها النووية المنصوص عليها في الاتفاقية. ويقول الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يريد إعادة واشنطن إلى الاتفاقية. وتجري محادثات فيينا بين إيران والدول الخمس الأخرى التي لا تزال طرفا في اتفاقية 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وتشارك فيها الولايات المتحدة لكن بطريقة غير مباشرة مع طهران.
مشاركة :