يسدل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الليلة، ستاره على فعاليات دورته الثالثة، عاش خلالها جمهور المهرجان، وعلى مدار 6 أيام، لحظات مفعمة بشغف السينما، مستكشفين عبر أفلام الدورة الحالية، عوالم وثقافات مختلفة قادمة من 20 دولة. ورغم إسدال الستار على عروض المهرجان، إلا أن وهج أفلامه سيضاء مجدداً، اعتباراً من 28 الجاري، حيث تحط قاطرة المهرجان في خورفكان لمدة يومين، لتنطلق من بعدها نحو 6 مناطق أخرى بالشارقة، قبل أن يطفئ المهرجان شمعة دورته الثالثة نهائياً في 23 نوفمبر المقبل، من خلال مجموعة العروض التي سيقدمها في منطقة البطايح. عربة فلافل بين الروائي الطويل والقصير، تراوحت عروض أفلام المهرجان، التي شهدتها قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، أمس، والتي استندت في أحداثها على قصص متنوعة، بعضها أطل من المنطقة العربية ودول الخليج، من خلال أفلام عربة فلافل للكويتي عبد الله الوزان، والذي يستعيد من خلاله عبق الماضي، عبر زهرة غير عادية، تمكن مالك عربة الفلافل من استعادة عشقه للطهي، وباص 321 للسعودي حسين المطلق، الذي يروي فيه قصة سائق حافلة مدرسية، يجبر على ترك وظيفته، لينعكس ذلك سلباً على حياته، بأن يسيطر الخوف على قلبه من ركوب أي حافلة، وكذلك فيلم 43 للسوري رولان جعدان، والذي يروي فيه قصة يتيم يعيش وحيداً في منزل قديم، وسرعان ما تنقلب حياته، بمجرد دخول رجل غريب على حياته، مانحاً إياه بعض الفرح، رغم ما يحمله من سر مظلم. ملامح ثقافية في المقابل، جاءت مجموعة الأفلام القصيرة الدولية من 4 دول، هي لاتفيا وألمانيا والبرازيل والمكسيك، لتقدم بعضاً من تجارب صناع الأفلام، الذين يكشفون فيها عن بعض من ملامح ثقافاتهم المختلفة، ففي الوقت الذي تطرقت فيه المخرجة البرازيلية، كاميلا كالينج، في فيلمها بلانف الخارق، إلى طرق وأساليب جديدة في تناول الطعام، قدم المكسيكي كارلوس إسحاق، في فيلم رقصة السيد لاتور رؤيته للقمر، من خلال الجهود التي يبذلها برج أسلاك للحصول على أفضل زاوية لرؤية منظر القمر، ليتناول الألماني رالف كوكولا في فيلمه فريد وأنابيل، قصة صداقة استثنائية، أبطالها إوزة تدعى انابيل، وقط يدعى فريد، ويبين لنا من خلالها، كيف تبنى علاقات الصداقة بين الجميع على الرغم من اختلافاتهم. سيناريو على وقع أصوات الصغار، التي ملأت فضاء المهرجان، تواصلت ورش العمل التي يعقدها المهرجان على هامش فعالياته، ومن بينها، كانت ورشة كتابة السيناريو التي قدمها المهرجان، بالتعاون مع أكاديمية نيويورك للأفلام، وأشرف عليها سكوت هارتمان المدير الأكاديمي للأكاديمية، وخلالها، استعرض أهمية بناء السيناريو الجيّد، وقال: لن تجدوا أي فيلم جيّد في هوليوود، مبنٍ على سيناريو ضعيف. كما شرح كيفية كتابة السيناريو، كأهمية كتابة ما يمكن تصويره، وأهمية إعادة الكتابة والمراجعة، مشبهاً ذلك بصقل الماس، فكلما تم صقله، ظهر بريقه. وأشار خلال الورشة، إلى أن كتابة السيناريو هي عماد صناعة السينما، فبدون القصة لا يوجد فيلم، وشرح للمشاركين في الورشة، أجزاء السيناريو المختلفة، ومن بينها، تلك التي تقدم الشخصيات والمكان، وكذلك الجزء الذي يحتوي على المواجهة والتحدي، والجزء الذي يحتوي على حبكة النص، مؤكداً في هذا السياق، على أهمية وجود الحبكة القوية في الفيلم، مشيراً إلى أنه من دونها قد يسبب الفيلم النعاس. في حديثه، أكد هارتمان على أهمية بناء شخصية قابلة للتغيّر، قائلاً: يجب أن تحتوي القصة على عوامل لتغيير شخصية الأبطال في نهاية السيناريو، وجعلهم ينظرون إلى العالم من منظور مختلف. جولة سياحية نظّم المهرجان أخيراً، جولة سياحية لضيوفه من المخرجين السينمائيين والفنانين العرب والأجانب المشاركين في دورته الثالثة، من أبرزهم الممثلة البريطانية إيزابيل مولوي في الشارقة، وذلك بهدف تعريفهم على معالم الإمارة السياحية ومواقعها التراثية، وما تمتلكه من صروح ثقافية، ومن بين الأماكن التي شملتها الجولة، متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومؤسسة الشارقة للفنون، وقناة القصباء وغيرها.
مشاركة :