صعّدت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، عشية اجتماع رباعي لإطلاق عملية سياسية في سوريا مقرر له اليوم، من لهجتهما الداعية إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وفيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأسد العقبة الوحيدة في طريق السلام، أكد نظيره السعودي عادل الجبير أن رحيل الأسد من المشهد السوري يعد أمراً لا جدال فيه. ووصف الجبير، قبيل اجتماع مع نظرائه الأمريكي والروسي والتركي، التحركات الروسية في سوريا بالخطرة، واعتبرها تذكي الحرب، في وقت دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ضم الإمارات ومصر وإيران وقطر والأردن إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن بشار الأسد مغناطيس جلب المقاتلين الأجانب إلى داعش، وهو السبب في انتشار داعش في سوريا. وأوضح في تصريحات من فيينا: علينا إبعاد الأسد إذا أردنا القضاء على داعش، ومشيراً إلى أن السعودية تسعى لحل سلمي في أقرب وقت ممكن على أساس جنيف واحد، قائلاً: إننا حريصون على الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسسات الدولة السورية. ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يؤديه الأسد في أي حكومة مؤقتة في سوريا، أكد الجبير أن دوره هو مغادرة سوريا. وأعلن أن الهدف من الاجتماع الرباعي الذي سيعقد اليوم هو التشاور والتنسيق وبحث حل الأزمة في سوريا سلمياً، بناء على مقررات جنيف واحد، وبحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد، معتبراً أن الأهم هو الحفاظ على وحدة سوريا. إلى ذلك، شدد على أن إيران هي جزء من المشكلة، ويجب ألا تكون جزءاً من الحل. وقال إن إيران جهة مقاتلة ودولة أدخلت حزب الله وميليشيات أخرى إلى سوريا لدعم الأسد، كما أكد أن التدخل الروسي في سوريا خطر جداً. من ناحيته، أكد وزير الخارجية الروسي أن مشاركة الإمارات وإيران ومصر وقطر والأردن ضرورية لتسوية الأزمة السورية، وقال الوزير في تصريح لقناة روسيا: إننا واثقون بأنه لا آفاق للمحاولات الرامية إلى إنشاء مجموعة خارجية داعمة للتسوية السورية دون مشاركة إيران، كما أننا واثقون بأنه من المهم مبدئياً أن تضم مثل هذه المجموعة في الظروف الراهنة الإمارات ومصر وقطر والأردن. وأوضح لافروف أن روسيا، عندما وافقت على صيغة المحادثات التي اقترحها شركاؤها بشأن اللقاء المزمع عقده في فيينا، أكدت موقفها هذا، وضرورة إشراك الدول المذكورة في عملية التسوية السورية. ولم يستبعد لافروف وصول ممثلي بعض تلك الدول إلى فيينا اليوم، حيث سيجتمع معهم المشاركون في اللقاء الرباعي في إطار لقاءات منفصلة. وفي وقت سابق، أكد الوزير أن موسكو ستنطلق من مواقف بناءة خلال اللقاء الروسي الأميركي السعودي التركي حول سوريا الذي سيعقد في فيينا يوم الجمعة. وفي الأثناء، قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إنه من الضروري إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في عملية الانتقال السياسي في سوريا. وقالت للصحفيين أثناء زيارة لبرلين: أرى أننا تعلمنا من دروس العراق أنه يجب أن نحرص على أن تكفل العمليات والتحولات السياسية سلامة كل مكونات المجتمع وإشراكها في العملية. وأضافت قولها: وهذا ما نعكف على دراسته، ومن ثم فإن الانتقال يجب يقيناً أن يكون فيه الأسد، وسيكون جزءاً من مرحلة البداية.
مشاركة :