المستهلكون في الإمارات يميلون لتشكيل علاقات عاطفية قوية مع العلامات التجارية أكثر من نظرائهم الأمريكان، والسبب الأول والرئيس بحسب الخبراء يعود للنمو المتزايد لمراكز التسوق في الإمارات والتأثير الكبير لها في المستهلكين. وبرزت ألفة المستهلكين للعلامات التجارية في الإمارات بشكل ملحوظ متفوقة على المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لتقرير يتناول ألفة العلامات التجارية صادرة عن شركة إم بي إل إم، الذي قام بتحليل ردود 6 آلاف مستهلك في الدول الثلاث المشار لها. ويعمل المحللون في مكاتب إم بي إل إم بدبي لشرح الأسباب التي تجعل علاقة المستهلكين بالعلامات التجارية هنا في الإمارات أقوى من تلك المتواجدة في أسواق الدولتين الأخريين. وقال ويليام شنتاني، الشريك لدى إم بي إل إم، الجهة المتخصصة بدراسة ألفة العلامات التجارية: من الواضح أن النمو المتزايد في أعداد مراكز التسوق في الإمارات له تأثير كبير في تآلف الأشخاص مع العلامات التجارية. المولات هنا تقدم تجربة تسوق واستجمام وترفيه متكاملة، وأعداد كبيرة من الأشخاص يقضون أوقاتاً رائعة أثناء زيارتها. مراكز التسوق تعرض أعداداً هائلة من العلامات التجارية من أنحاء العالم وبالتالي فالأشخاص هنا معرضون لهذه العلامات أكثر من نظرائهم في الأسواق الأخرى. وتابع: هذا بدوره يجعل من ألفة العلامات التجارية في الإمارات عملية متبادلة. فالعلاقة بين المستهلك والعلامة التجارية تخلق نوعاً من الألفة مع مرور الزمن. وأشار المحللون في إم بي إل إم إلى أن طبيعة البلد وكونه خالياً من الضرائب تشجع أغلب شرائح المجتمع على تخصيص بعض من مداخيلهم لشراء العلامات التجارية. وقال شنتاني: نظراً لكون المستهلكين في الإمارات منفتحين على هذا العدد الكبير من العلامات التجارية، فالألفة بالنسبة إليهم تكمن في إنفاق المزيد من الوقت في البحث واختيار العلامات التجارية قبل الشراء. وتابع: هذا التفاعل الإضافي مع العلامات التجارية يمهد ويؤسس لمزيد من الألفة. بالطبع تعتبر هذه تجربة جديدة نسبياً للمتسوقين الإماراتيين مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبدو وكأن الأشخاص هناك باتوا أكثر وعياً وتدقيقاً بالمنتجات بعد عقود من الاستهلاك المفرط. وأسهم التزايد الكبير في أعداد زوار المولات في الإمارات بدعم التحاليل التي قامت بها إم بي إل إم. وفي العام 2011، تمكن دبي مول وحده من استقطاب 54 مليون زائر، ليصبح مركز التسوق الأكثر استقطاباً للزوار في العالم. وقد ارتفع هذا الرقم إلى 65 مليون زائر خلال السنة التالية ليصبح عدد زوار المول أكثر من زوار مدينة نيويورك (52 مليون زائر) ولوس أنجلوس (41 مليون زائر). وفي العام 2013، واصل العدد الارتفاع ليصل إلى 75 مليون زائر و80 مليون زائر في العام الماضي (2014)، في حين وصل عدد الزوار إلى 62 مليون زائر في النصف الأول فقط من العام 2015.
مشاركة :