عون يتبرأ من التعطيل وميقاتي يندد بـ'بازار سياسي'

  • 9/2/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - اشتكى رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي اليوم الخميس من محاولات لتعطيل تشكيل الحكومة مشيرا في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي إلى أن بعض الأطراف "تريد تحويل تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي"، بينما تبرأ الرئيس ميشال عون من أي صلة له بالتعطيل. ويبدو أن ميقاتي بدأ يسير على خطى سلفه سعد الحريري الذي اضطر بعد تسعة أشهر من التكليف للاعتذار عن مهمته، محملا الرئيس اللبناني المسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة متهما إياه بالتمسك بالثلث المعطل وهو ما نفاه. وفي مؤشر واضح على بوادر تعثر تشكيل الحكومة، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني المكلف "فيما يحرص دولة الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون إلى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الإنقاذ المطلوبة، يبدو أن البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفا وممجوجا". وتابع "اعتماد الصيغة المباشرة أحيانا والأساليب الملتوية أحيانا أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به، لن تجدي نفعا". ونبه البيان إلى أن "دولة الرئيس ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون". من جهته أكد عون أنه لا يريد الثلث الضامن في الحكومة (الثلث المعطل) وهو معروف بثباته على مواقفه، داعيا لعدم إلصاق تهمة تعطيل التشكيل به للتعمية على أهداف مضلِّلة. وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية اليوم الخميس إن الرئيس عون "أعلن أكثر من مرة أنه لا يريد الثلث الضامن إيمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني، تحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب". وأضاف "كثرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين وأقلام عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة إلى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة إلى رغبة لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها". وكان عون قد كلف رئيس الوزراء الأسبق والسياسي المخضرم نجيب ميقاتي في 26 يوليو/تموز الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استشارات نيابية أجراها الرئيس اللبناني ونال خلالها الرئيس المكلف 72 صوتا من أصوات النواب. لكن بعد عشر لقاءات بين ميقاتي وعون لم تسفر المشاورات عن نتيجة تذكر في ما يتعلق بتشكيل الحكومة باستثناء تصريحات مغرقة في التفاؤل تركز كلها على حلحلة عقدة التشكيل وقرب الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة. بيروت - أبدى رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي اليوم تفاؤله بتشكيل الحكومة وهي العقدة التي علق فيها لبنان منذ استقالة حكومة سعد الحريري في 2019 ولاحقا حكومة حسان دياب بعد تفجير مرفأ بيروت في أغسطس/اب 2020 من دون أن يخرج البلد الغارق في أسوأ أزمة اقتصادية من مربع الانسداد السياسي. ووصف ميقاتي حواره مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بشأن تشكيل الحكومة بالإيجابي، مشيرا إلى وجود آخر أمتار في سباق التشكيل، فيما تأتي تصريحاته بعد لقائه العاشر مع عون بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا الرئاسي للتشاور معه بشأن الفريق الوزاري الذي لم تتضح ملامحه بعد. ورأى ميقاتي أن "عدم تشكيل الحكومة هو خطيئة كبيرة"، مضيفا "المهم عندي أن أزيل أي عقبة موجودة بسبب ضرورة تشكيل حكومة"، قائلا ردا على سؤال "لم نتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي". وقال "نحن نشكل حكومة لكل لبنان ويجب أن يكون لدى الوزراء الكفاءة والجدارة لاستلام حقائبهم". ونفى ما يتم تداوله عن أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يعرقل تشكيل الحكومة وقال " هذا الكلام غير صحيح بتاتا والرئيس الحريري من أكثر الداعمين وأنا على اتصال دائم معه ورؤساء الحكومات السابقين كلهم وهو يشجع تشكيل الحكومة". وتم تكليف رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي في 26 يوليو/تموز الماضي لتشكيل الحكومة الجديدة بعد استشارات نيابية أجراها الرئيس اللبناني ونال خلالها الرئيس المكلف 72  صوتا من أصوات النواب. ولا تختلف تصريحات ميقاتي وتفاؤله كثيرا عن سابقيه من الرؤساء المكلفين بتشكيل الحكومة، باستثناء وجود توافق أكبر مع الرئيس اللبناني وهو أمر كان مفقودا تقريبا في جهود الحريري الذي اضطر للاعتذار عن المهمة بعد خلافات عميقة مع الرئيس اللبناني. ولا تخلو طريق ميقاتي بدوره من الألغام السياسية وسط مخاوف أن لا تغادر تصريحاته متاهة المشاورات التي عادة ما تطول وتنتهي بلا نتيجة عملية تنهي عقدة الحكومة. كما تأتي تصريحات رئيس الوزراء المكلف بينما يعاني لبنان حالة من الشلل بسبب شح الوقود في واحدة من الأزمات الناجمة عن الانسداد السياسي وغياب حكومة لتسيير شؤون الدولة. والحكومة الحالية برئاسة حسان دياب هي حكومة تسيير أعمال ولا يمكنها إعداد موازنة للعام 2021. ولبنان بلا موازنة إلى حدّ الآن لحل مشكلات حارقة كالوقود والكهرباء والدواء وغيرها من الاحتياجات الضرورية والحياتية. وقد دعا رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري إلى عقد جلسة عامة  يوم الجمعة المقبل لمناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية المستجدّة بعد قرار حاكم مصرف لبنان وقف الدعم. ودعا بري اليوم الثلاثاء إلى عقد جلسة عامة للمجلس النيابي في قصر الاونيسكو "لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب". وكان عون قد وجه يوم السبت الماضي رسالة إلى مجلس النواب عبر رئيسه نبيه بري، دعا فيها إلى مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية المستجدّة بعد قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقف الدعم على مواد وسلع حياتية وحيوية واتخاذ الموقف أو الإجراء المناسب في شأنها. ويتمسك سلامة بتشريع جديد يجيز استمرار استخدام الاحتياطي النقدي في دعم الوقود وهو من صلاحياته كمسؤول عن السياسة النقدية.

مشاركة :