تعيد الولايات المتحدة وحلفاؤها ضبط مستوى التعاون المطلوب مع حركة طالبان التي تسيطر الآن على كامل أفغانستان، في ظل الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش وتشكيل حكومة أفغانية. فقد وصف الجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، طالبان بأنها «جماعة لا تعرف الرحمة»، لكنه أضاف أن «في الحرب عليك أن تفعل ما يجب عليك القيام به»، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الخميس. وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتعاون مع طالبان ضد تنظيم داعش في خراسان، قال الجنرال ميلي إن هذا احتمال. وكان تنظيم داعش في خراسان قد أعلن مسؤوليته عن هجوم على مطار كابول أسفر عن مقتل 170 مدنيًا و13 عسكريًا أمريكيًا في الأيام الأخيرة من الإجلاء الأمريكي. من جانب آخر، مع مواصلة حركة طالبان محاولاتها التقدم نحو ولاية بنجشير، المنطقة شبه الوحيدة الخارجة عن سلطة الحركة في أفغانستان، أكدت جبهة المقاومة في بنجشير أن عناصر من تنظيم القاعدة انضموا لطالبان. وقالت الجبهة في بيان على «تويتر» إن «القاعدة انضمت إلى طالبان لمحاربة جبهة المقاومة الأفغانية»، معتبرة أن «الولايات المتحدة تراجعت، وها هو التاريخ يعيد نفسه». كما أعلنت مقتل 350 عنصرًا من حركة طالبان خلال المعارك الدائرة شمال شرق العاصمة كابول. في السياق ذاته، تحشد أوروبا قواها لتدفع عن نفسها خطر موجة متوقعة من اللاجئين الأفغان، تخشى أن تحمل بداخلها إرهابيين متخفين. وتحسبًا من ذلك، وصل الأمر ببعض المسؤولين الأوروبيين إلى التأكيد أن بلادهم لن تفتح أبوابها أمام الأفغان. وتجد أوروبا نفسها في هذه الأيام أمام تهديدات إرهابية غير مسبوقة، وفي وقت واحد، سواء من المتسللين في موجة اللاجئين، أو تجنيد الإرهابيين لشباب موجودين على أراضيها لاستغلالهم «ذئابًا منفردة»، أو في نشر الإرهاب بها عبر الإنترنت. وألقت تلك المخاوف بظلالها على الاجتماع الأخير لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، إذ طالبت بعض الدول بمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا تجنبًا لسيناريو عام 2015 الذي شهد تدفق اللاجئين السوريين، مع دعم دول الجوار لأفغانستان لاستضافة الفارين. وشدّد رئيس وكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس، فابريس ليغيري، على أن تحمي أوروبا نفسها من استقبال أشخاص على صلة بحركات إرهابية. يأتي ذلك فيما شدّد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد، جوزيف بوريل، على أن الدول الأوروبية تتجه إلى استخلاص العبرة من ملف أفغانستان من أجل تشكيل قوة ردع عسكرية أوروبية، وتطوير العمل في الساحل الإفريقي أيضا. وأوضح أن الاتحاد سيعلن عن القدرات العسكرية الضرورية لتلك المهمة أو القوة في 16 نوفمبر المقبل.
مشاركة :