لم يجد الشيخ اللبناني، علي الحسين، طريقة ليحتج ويعترض على نقص المحروقات ومعاناة الناس بحثاً عنها في المحطات، سوى إمامته اليوم لصلاة الجمعة في محطة ل لبنزين والوقود في مدينة "الجية" البعيدة 30 كيلومترا إلى الجنوب عن بيروت. وكان الشيخ، وهو من بيروت، لكنه يقيم على ما يبدو في مدينة زحلة بالشرق اللبناني، بث في "فيسبوك" فيديو يوم 31 أغسطس الماضي، مرفقا بإعلان عنوانه "صرخة حق باسم اللبنانيين" ذكر فيه بأنه سيؤم الصلاة في باحة محطة "كورال" للوقود في الجية. ندد بالفاسدين وبنقص الوقود كثيرون لبوا دعوته، ممن نراهم في فيديو بثته صحيفة "النهار" المحلية في موقعها، كما بقناتها اليوتيوبية، وتعرضه "العربية.نت" أدناه، وفيه يظهر الشيخ الذي يصف نفسه بأنه "خادم الإسلام والمسلمين" يندد بالفاسدين وبنقص الوقود، ويقول: "نعلنها صرخة لكرامة الإنسان، لنقول إن العبادة الحقيقية هي هنا، أن نكون على الأرض مع المظلومين والجوعى وندافع عن حقوقهم، ونجاهد بكلمة الحق في وجه سلطان جائر، إذا كنا نحب لبنان صدقا وحقا" وفق تعبيره. وأضاف الشيخ في خطبة الجمعة، وقال: "بلادي عزيزة عليّ، يحق لنا اليوم أن نبكي على لبنان، على البلد الذي يحتضر ويئن ويصرخ، على البلد الذي يعيش أهله حياة الذل، حيث لا دواء ولا غذاء ولا كهرباء، ولا حياة ولا عدل، ولا أمان، ولا سلم ولا سلام. أصبحنا نعيش في غابة وحشية يستبد القوي فيها بالضعيف، ماذا نقول، ومن كل عين يصدر لهيب الغضب، وهذه صورة تتكلم عن المأساة التي يعيشها اللبنانيون". تابع وقال: "المسؤولون لا سامحهم الله، أفقرونا وأحرقونا، وأفلسونا وأغرقونا وجوعونا وأمرضونا، حولوا الجمهورية اللبنانية إلى جمهورية السوق السوداء، وإلى جمهورية العصابات والمافيات والمحسوبيات، وإلى موت يومي. هذه الصورة وحدها تتكلم عن المعاناة التي نعيشها في كل يوم وساعة"، ثم حيا الجيش والقوى الأمنية، وقال: "شكرا لك أخي العسكري، أنت تحرسني منذ الصباح، أنت موجوع مثلنا، كل التحيات للجيش في متراسه وعلى سلاحه، وسيبقى في عنفوانه، وسيبقى أقوى مما كان، فلكم التحية اللبنانية الصادقة المطلقة من هذا المنبر ومن كل منبر حر صادق"، وهو ما نقلته وكالة "المركزية" المحلية للأنباء.
مشاركة :