يشير هذا المصطلح إلى بناء علاقة فهم عميقة بين المواطن والقوانين التي تنظم حياته وتضمن حقوقه وحقوق مجتمعه. إن سيادة القانون في المجتمعات تساهم في ارتفاع مستوى العيش وتحسين جودة الحياة فالقانون يحمل روح التنظيم، وهي روح تحتاج لصقل إنساني ما بين الفينة والأخرى. من هنا تتبلور أنسنة القانون كمطلب عصري ضروري فالقانون ونصوصه جامدة وتقريب أفهام غير المختصين للقانون يساهم في رفاهية المجتمع، وتقليل مشاكله. وعلى سبيل المثال عندما يوقع أحدهم عقدا مع بنك من البنوك وهذا النوع من العقود يسمى «عقود الإذعان» إذ يكون فيها المركز الاقتصادي للفرد بحاجة لتدخل تشريعي من قبل المشرع لحمايته، وهنا تتمثل الأنسنة بتحويل النص الجامد إلى لغة مفهومة للعميل أيا كان مستوى معرفته القانونية فتوضح له جوانب العقد ومساوئه وإيجابياته، أو يسلم شرحا مكتوبا بذلك. الأنسنة تظهر أيضا في إلغاء نظام «ساهر» بعض المخالفات نظرا لتخلف أحد الشروط الفنية في علامات الطرق أو عدم وجود علامة تحديد سرعة، أو عندما تكون طرق الشكوى سريعة وفعالة، وعند شعور المواطن والمقيم والسائح بضمان حقه لو حدث أي طارئ قانوني، وعندما يصبح الجميع في أعمالهم ومهنهم المختلفة حماة للقانون فيبلغ الطبيب عن حالة عنف أسري، وتعتني الجامعات بشكاوى الطلبة من أساتذتهم، وتطبق أشد معايير المحاسبة القانونية على المسؤولين. أنسنة القانون رؤية شاملة تتحقق بأدوات عدة منها نشر الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع، والدفع باتجاه الاهتمام بالقوانين واحترام سيادتها، وترسيخ مبدأ أن دولة القانون هي الحامية للحضارة والحقوق والإنسان.
مشاركة :