هل القصور في بعض جوانب الخدمة يعتبر عيباً يغمر كامل جهد المسؤول؟ وهل المطلوب أن تكون نسبة النجاح في تقديمها كاملة التقييم وبنسبة مئوية كاملة؟ ما دعاني لطرح هذان السؤالان هو:بداية حركة قطار التعليم للعودة إلى التعليم عن قرب، والإعلان عن العودة الحضورية، مع تأبط الطلاب لجوالاتهم تحسباً للسؤال عن “توكلنا”، والجواز الصحي! لكن غمرت وسائل التواصل بالصور والمقاطع التي لم يحسب لها المسؤول حساباً، فتعرت كثير من الأصوات التي أصمت الآذان عن جودة الاستعداد والتأهب لاستقبال الطالب الذي كان سبباً في كشف وتعرية حال كثير من مباني المدارس ومكيفاتها ودورات المياه والفصول الدراسية التي تئن من سوء الصيانة! ثم منعت الجوالات نهائياً من المدارس، حفاظاً على أعين الطلاب من التلف بكثرة استخدام الجوالات، والانشغال عن طلب العلم ! لكن هل انتهت المشكلة بتراجع وإخفات “فلاشات” الجوالات عن أماكن القصور؟ لا شك أن ذلك لم ولن ينهي المشكلات المزمنة للتعليم بصفة عامة وخاصة البدايات المرتبكة في بداية كل سنة دراسية. هل تعجز الوزارة الموقرة عن عمل خطة استراتيجية تضع من خلالها أهدافاً محددة (عاجلة وآجلة) للعودة الآمنة صحياً وفنياً وعلمياً؟ وذلك بتوفير الصيانة اللازمة للمباني وتأمين الكتب والأدوات التدريبية (بوقت كاف قبل البداية)، ثم تضع لها الموارد المناسبة (بشرياً ومادياً وزمنياً)، لتحقيق هذه الأهداف يتسلسل مرن يراعي كل المستجدات التي نعيشها. القصور سيكون موجوداً ولن يلغي جهد المسؤول إذا كان هناك خطط وضعت موضع التنفيذ ومعايير مدروسة لتقييم وتعديل هذه الخطط. ومع مرور الأيام والمتابعة سيجنى الجميع ثمرة الجهد والنجاح. لكنه المرض الذي أصيب به الكثير(إلا من رحم ربك) هو مرض الإنجاز الإعلامي، فالظهور قد يقصم الظهور إذا لم يكن محسوباً، ومدروساً.
مشاركة :