رغم حرص إدارة نادي النصر، برئاسة مسلي آل معمر، على حفظ الاستقرار بين جدران العالمي من أجل المضي قدمًا نحو استعادة نغمة الألقاب؛ فإن البرازيلي مانو مينيز لم ينجح إلى الآن في كسب ثقة مكونات فارس نجد، بالنظر إلى تذبذب نتائج الفريق وافتقاد السيطرة بشكل كامل على غرفة الملابس، وهو ما يثير الشكوك بشأن استمرار المدرب القادم من القارة اللاتينية حتى الشتاء المقبل. ومع اقتراب موعد عودة الحياة إلى منافسات دوري أبطال آسيا، بات وضع مينيز على المحك من أجل تأمين البقاء على رأس الهرم الفني في مرسول بارك، حيث تمثل مباراة تراكتور سازي تبريز الإيراني، عنق الزجاجة في مشوار المدرب البرازيلي ما بين البقاء لفترة أطول في الرياض أو كتابة السطر الأخير في مسيرة قصيرة. ويتأهب النصر لخوض موقعة محفوفة بالمخاطر أمام فريق تراكتور الإيراني، يوم 14 سبتمبر الجاري، على ملعب جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية الدوحة، لحساب ثمن نهائي بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم. وعلى الرغم من تصاعد التكهنات بفض الشراكة مبكرًا مع المدرب البرازيلي مع بدايات الموسم الجاري، وهي الحالة التي تصدرت المشهد عقب الخسارة المفاجئة أمام الفيصلي في الجولة الثانية من دوري المحترفين السعودي، فإن الحسابات الآسيوية حالت دون قرار متسرع، قد يكلف الفريق الكثير في المعترك القاري. ويترقب مجلس آل معمر مصير الفريق في البطولة الآسيوية، التي تمثل الهدف الأهم على طاولة إدارة النصر، حيث يمنح الفوز على تراكتور الفرصة أمام مينيز لمواصلة المشوار، فيما تدق الخسارة المسمار الأخير في نعش المدرب البرازيلي، مع البحث عن مدرسة كروية جديدة قادرة على تنفيذ مشروع العالمي في السيطرة على الألقاب. وحاول النصر تلبية كافة مطالب مينيز لتدعيم صفوف عبر حزمة من الصفقات القوية في ميركاتو الصيف، بالتعاقد مع البرازيلي أندرسون تاليسكا، والكاميروني فينسنت أبوبكر، والأرجنتيني راميرو فوينيس موري، واستعادة جهود الأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف، والحصول على أنسيلمو على سبيل الإعارة، إلى جانب الحفاظ على القوام الرئيس للفريق، والتخلص من الحمل الزائد، لتوفير سكواد مثالي قادر على منح مانو الكثير من المرونة لتطبيق الأفكار وتحقيق الطموحات. ومن أجل تبديد مخاوف البرازيلي من الانتقادات التي طالت أداء النصر، حرصت الإدارة على جلب أسرة مينيز إلى الرياض لدعم المدرب نفسيًا وتجنب تشتيت قد ينعكس على النتائج، إلا أن كل تلك المقدمات لم تكن سوى مهر لبطولة آسيا، ولكنها سوف تذهب أدراج الرياح حال خسارة اللقب. وتبدو الأجواء مهيأة أمام مانو مينيز لتجاوز عقبة تراكتور قبل التفكير في قادم المحطات، حيث يعاني النادي الإيراني من تسلل عدوى فيروس كورونا المستجد إلى عدد من عناصر الفريق والجهاز الفني، قبل أيام من موقعة الدوحة، إلى جانب قرار مفاجئ من إدارة المنافس بتجميد النشاط مؤقتًا بسبب احتجاجات الجماهير. وبالنظر إلى حالة الاستقرار داخل النصر، واستعادة الثقة المفقودة بين المدرب البرازيلي والمهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، في مقابل تقلبات المنافس الإيراني، يسعى مينيز إلى تأمين البقاء في الرياض والذهاب بعيدًا في الآسيوية، وتأجيل قرار بدا أنه يلوح في الأفق المنظور. ويمثل النصر إلى جانب الهلال المملكة في الدور ثمن النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا؛ حيث من المقرر أن يواجه أزرق الرياض نظيره استقلال طهران، بينما يواصل العالمي البحث عن اللقب المفقود عندما يلتقي منافسه تراكتور الإيراني. وحجز النصر مقعدًا له في دور الـ16 بعدما تصدر ترتيب المجموعة «D» برصيد 11 نقطة متفوقًا على أندية السد القطري والوحدات الأردني وفولاد خوزستان الإيراني، بينما احتل الهلال المركز الثاني بترتيب المجموعة «A» برصيد 10 نقاط خلف استقلال دوشنبه الطاجيكي وأمام شباب الأهلي دبي الإماراتي وأجمك الأوزبكي. وكان النصر قد خاص مباراة ودية مغلقة أمام الفيصلي، انتهت على إيقاع التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، في إطار التحضير لموقعة تراكتور الإيراني، والتي أطمئن من خلالها المدرب البرازيلي على جاهزية الفريق خلال فترة التوقف الدولي، وقبل 8 أيام من الموعد المرتقب. اقرأ أيضًا: بالفيديو.. التعادل الإيجابي يحسم «التجريبية المغلقة» بين النصر والفيصلي قبل موقعة النصر.. تراكتور الإيراني يجمد نشاطه
مشاركة :