يشكل التعليم الذكي مستقبل الأجيال القادمة، حيث يغادرنا تدريجياً التعليم التقليدي، بعد أن حجز الآيباد لنفسه مكاناً في حقائب الطلبة الدراسية، كاتباً الفصل الأخير في رواية التعليم التقليدي. ويتيح التعليم الذكي للمتعلم فرصة تعلم ما يريد وقتما يريد، ما يوفر عليه الوقت والجهد والمال، خاصة مع قلة تكلفة برامجه المختلفة، وبين مؤيدي ومعارضي التعليم الذكي، والحيرة التي تنتابنا من فاعلية هذا التعليم خاصة لدى أولادنا الطلبة، وما يطرحه من علامات استفهام عن سلبياته ومقارنتها بإيجابياته، تتراوح الإجابات في هذا التحقيق حول ضرورته. آفاق جديدة الشاعرة صالحة غابش رأت إن لكل آلة أو جهازا استخدام في حياتنا المعاصرة لها إيجابياتها وسلبياتها، وذلك بحسب استخدام الشخص لها، وهذا أمر معروف، وعندما نوظف التكنولوجيا في التربية والتعليم علينا أن نعي كل الوعي والحرص لمعرفة إلى أين سيأخذ هذا الجهاز أولادنا أو طلابنا، كونه من الممكن أن يأخذهم إلى آفاق جديدة من التعلم والمعرفة، ويمكن أن يأخذهم أيضا إلى اتجاه آخر نحرص ألا يصلوا إليه. وتستطرد بالقول، على أيامنا وبعيداً عن الأجهزة الحديثة كان الأهل يراقبون أولادهم، وكنا نمسك الكتاب ونضع المجلة الفنية أو التسلية داخل الكتاب متظاهرين بالدرس ،وكانت أمهاتنا لا تعرف ماذا نفعل، واليوم وباختلاف المقاييس والأدوات والتربية تبقى المراقبة أمرا ضروريا لمتابعة الأبناء. والمسألة تتطلب من الأهل والمدرسة المشاركة في تعليم أولادنا استخدام أجهزة التقنية بشكل صحيح في العملية التربوية. وأشار شادي القصاص مدير قسم العلوم في مدرسة الشارقة الأمريكية إلى أن التعليم في القرن الواحد والعشرين يواجه تحديات كبيرة. فمتطلبات السوق الدولي والمحلي يحتاج إلى مهارات جديدة ومتنوعة. وتلك المتطلبات الجديدة لم تعد قاصرة على العلم المعرفي الخاص بمفاهيم المواد العلمية المختلفة كالرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم التي تدرس بالمدارس، بل إلى مهارات أخرى كالتصميم الهندسي والبرمجة. وأضاف، ومن ذلك المنطلق تغيرت مناهج التعليم الحديثة وتقدمت بشكل جذري. وذلك التطور كان مهماً جداً حتى يواكب الطلاب تطورات سوق العمل العالمي والمحلي الجديدة. وأصبح هناك الكثير من طرق التدريس الحديثة والتي لا تركز فقط على تطوير مهارات الطالب الهندسية والبرمجية، بل وتجعل التعليم أكثر متعة وتشويقا أيضاً. ومن أحد تلك الطرق طريقة ستيم STEM وهي اختصار للحروف الأولى من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتلك الطرق تهدف إلى تطبيق المفاهيم العلمية في صورة مشاريع علمية وعملية. أحلام بن جرش مساعد نائب المدير للشؤون المالية الإدارية في الجامعة القاسمية، تشير إلى أنها تعارض وتؤيد بنفس الوقت فكرة استخدام التقنيات الحديثة في العملية التعليمية، فمن الناحية الإيجابية تساعد التقنية الطالب على معرفة أحدث وسائل التكنولوجيا وتسهل التواصل بين الطالب والمعلم الذي أصبح بالمكان التواصل معه أينما كان من خلال التواصل الاجتماعي الإلكتروني، فبوجود المنهاج الدراسي على الآيباد خفف من حمل الطلبة للكتب ووفر عليهم المشقة. وتشير إلى أن أولادها جربوا التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، وإذا خيرتهم بينهما فسوف يختارون الإلكتروني، فبالنسبة إليهم هو الأسهل، ولكن والحمد لله فمدرستهم لديها مواد ما زالت تدرس تقليديا ،ومواد أخرى تدرس إلكترونيا، وينبغي أن يشجع الأهل أولادهم على القراءة والمطالعة والكتابة . تواصل مباشر الدكتورة آمال زكريا النمر اختصاصية الإرشاد النفسي والأسري في الكلية الجامعية للأم والأسرة في عجمان أشارت إلى أن العديد من الدراسات والبحوث الميدانية التي أجريت حول استخدام التقنيات الحديثة والكمبيوتر وتبعاته في العملية التعليمية، هي مسألة إيجابية كونها تسهم في رفع مستوى العملية التعليمية وأيضا ترفع من مستوى الطالب، على أن تكون مقرونة بالعملية التعليمية التقليدية. وقالت إن العملية التعليمية يجب أن تتم بطريقة مباشرة لا عن طريق أجهزة خاصة، لأن عملية التواصل ما بين المعلم والطالب يجب أن تكون وجها لوجه، وبالتالي يمكن أن يكون استخدام التقنيات الحديثة عاملا مساعدا في العملية التعليمية، وليس كل العملية التعليمية. وقالت إن استخدام الوسائل الحديثة بالفصل الدراسي يكون مفعولها أفضل على الطلبة بوجود الأستاذ ومشاركة بعضهم بعضا، ما يشكل حالة من النشاط الإثرائي. ضرورة وأساسيةوالتحصين مطلوب شهرزاد الأنصاري مديرة مدرسة سابقة، اعتبرت أن التعليم الإلكتروني يقلل من استخدام القلم في الكتابة وهذا يسيء إلى الطالب الذي يجد نفسه بعد مدة يعاني عدم قدرته على الكتابة ،ويفضل الكتابة على الأجهزة الإلكترونية ، بحيث يصبح عقله إلكترونيا فقط، والمشكلة لا تبدأ في المدرسة بل من بيوتنا،حيث نضع بين ايادي الابناء منذ الصغرالآي باد لنرتاح من صوته أو إزعاجه، الأمر الذي بات أشد خطورة من التعليم الإلكتروني ذاته.
مشاركة :