طالبان تعلن "السيطرة" على وادي بانشير والمقاومة تؤكد أن المعركة "ستستمر"

  • 9/6/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كابول – أعلنت حركة طالبان الاثنين النصر على قوات المعارضة في وادي بانشير، لتحكم بذلك سيطرتها على البلاد في أعقاب استيلائها المفاجئ على كابول الشهر الماضي والانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية، فيما ردّت الجبهة الوطنية للمقاومة أن المعركة ضد طالبان في الوادي "ستستمرّ". وفي صور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أعضاء من طالبان واقفين أمام بوابة مقر حاكم ولاية بانشير، بعد خوضها قتالا في مطلع الأسبوع مع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة زعيم بانشير أحمد مسعود. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر الاثنين إن "إقليم بانشير سقط بالكامل في يد إمارة أفغانستان الإسلامية"، مضيفا أن بعضا ممن وصفهم بمقاتلي العدو قتلوا في المعركة وفر آخرون. وتابع "بهذا الانتصار والجهود الأخيرة خرجت بلادنا من دوامة الحرب وسينعم شعبنا بحياة سعيدة في سلام وحرية في جميع أنحاء البلاد". وحول الحكومة الأفغانية التي سيتم تشكيلها، أفاد المتحدث باسم الحركة بأنها ستكون حكومة "إسلامية" و"قابلة للمساءلة". وأردف مجاهد أن "القوات الأفغانية التي تم تدريبها خلال العشرين عاما الماضية، سيطلب منها الانضمام إلى الإدارات الأمنية، إلى جانب قوات طالبان". وأكد أن "طالبان تريد إقامة علاقات جيدة مع العالم"، مضيفا أن "الصين قوة اقتصادية كبيرة تحتاج أفغانستان إلى دعمها لإعادة إعمارها". وعقب ذلك أكدت الجبهة الوطنية للمقاومة أن المعركة ضد طالبان في وادي بانشير "ستستمر". وقالت على تويتر إنها تسيطر على "مواقع استراتيجية" في الوادي، مضيفة أن "النضال ضد طالبان وشركائها سيستمر". وولاية بانشير هي آخر جيب للقوات المناهضة لها في أفغانستان. وقد حذر رئيس الأركان الأميركي الأحد من أن أفغانستان تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية أوسع نطاقا، من شأنها توفير أرض خصبة "للإرهاب". وإثر إلحاقها هزيمة خاطفة بالجيش الأفغاني الشهر الماضي، والاحتفالات بمغادرة آخر الجنود الأميركيين بعد 20 عاما من الحرب، سعت طالبان إلى سحق قوات المقاومة التي تدافع عن وادي بانشير. ويقع وادي بانشير الوعر والذي يصعب الوصول إليه، على مسافة 80 كيلومترا من كابول. وكان آخر معقل للمعارضة المسلحة ضد طالبان التي سيطرت على الحكم في الخامس عشر من أغسطس. وبعد أسبوعين، غادرت آخر القوات الأجنبية البلاد. وتؤوي المنطقة الجبهة الوطنية للمقاومة، وهي معقل مناهض لطالبان منذ زمن طويل، وقد ساهم القائد أحمد شاه مسعود في جعلها معروفة في أواخر التسعينات، قبل أن يغتاله تنظيم القاعدة عام 2001. وتضمّ الجبهة الوطنية للمقاومة بقيادة أحمد مسعود ابن القائد مسعود، عناصر من ميليشيات محلية وكذلك عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية التي وصلت إلى الوادي عندما سقطت سائر الأراضي الأفغانية بين أيدي طالبان. ولم تسقط بانشير يوما بين يدي الفريق الآخر سواء تحت الاحتلال السوفيتي في الثمانينات، أو في فترة حكم طالبان الأول في التسعينات. واقترحت الجبهة الوطنية للمقاومة ليل الأحد - الاثنين وقف إطلاق نار، بعد أنباء عن وقوع خسائر فادحة في الأرواح خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت إنّها "اقترحت على طالبان وقف عمليّاتها العسكرية في بانشير… وسحب قوّاتها. وفي المقابل سنطلب من قوّاتنا الامتناع عن أيّ عمل عسكري". وكانت طالبان أعلنت في وقت سابق أنها دخلت عاصمة الإقليم، بازاراك واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. وسيطرت الحركة المتشددة على بقية أفغانستان قبل ثلاثة أسابيع عندما اجتاحت العاصمة كابول في الخامس عشر من أغسطس، بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب وفرار الرئيس أشرف غني من البلاد. والقتال في بانشير هو أوضح مثال على المقاومة لحكم طالبان، لكن مدنا أخرى شهدت أيضا خروج احتجاجات محدودة العدد دفاعا عن حقوق النساء أو عن العلم الأفغاني. وفرضت طالبان عقوبات قاسية ومنعت النساء والفتيات الأكبر سنا من الدراسة والعمل عندما كانت في السلطة سابقا، لكنها سعت إلى إظهار وجه أكثر اعتدالا هذه المرة.

مشاركة :