عقيل الحلالي (صنعاء) طغت جرائم الحوثثين في مدينة تعز اليمنية على المشهد أمس. وحملت الحكومة اليمنية في رسالة عاجلة وجهتها لأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه «التهاون في التعاطي مع هذه الجرائم». وقال وزير حقوق الإنسان عزالدين الإصبحي، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن الرسالة تضمنت إيضاحات بشأن «المجازر البشعة التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق المدنيين العزل في محافظة تعز، والتي كان آخرها قصف أحياء سكنية في المدينة (الأربعاء) راح ضحيتها نحو 30 شهيداً، و70 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال». وأكدت حكومة اليمن في رسالتها أن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في تعز، تؤكد عدم جديتها في التعاطي مع جهود المبعوث الأممي ومساعيه لعقد مشاورات سياسية لإنهاء الصراع في البلاد. من جانبها، وحملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحوثيين مسؤولية ما تعانيه مدينة تعز من صعوبات خاصة ما يتعلق بمنع الإمدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، انطوان جراند، إن «الوضع في تعز قاسٍ بشكل خاص، حيث إن هناك ما يقرب من نصف المستشفيات مغلقة وأعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقي العلاج». وأضاف أن اللجنة الدولية طلبت من الحوثيين «أن تسمح لنا بإيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، ولكن دون جدوى حتى الآن، هذه الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح». ميدانياً، سيطرت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية، أمس، على مناطق جديدة في وسط البلاد تحت غطاء جوي من التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وسيطر مقاتلون محليون مناهضون للمتمردين الحوثيين، في وقت مبكر من صباح أمس، على الجبال المحيطة ببلدة «الرضائي» مركز مدينة «الشعر» شرق محافظة إب (وسط) الخاضعة منذ عام لسيطرة المتمردين المتحالفين مع إيران. وقال مصدر في المقاومة المحلية، إن مسلحي المقاومة سيطروا أيضاً على منطقة «السور»، وهي واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في المدينة القريبة من مناطق حدود بين محافظتي إب والضالع (جنوب) تشهد مواجهات متقطعة منذ أسابيع. وذكر المصدر أن المقاتلين الموالين للحكومة اليمنية استولوا على معسكر تدريبي أنشأه المتمردون مؤخراً في منطقة «ريحان» بمدينة «الشعر»، مؤكداً فرار العشرات من الميليشيات المتمردة من المناطق التي حررتها المقاومة الشعبية إلى بلدة «الرضائي»، مركز المدينة. ويستعد مقاتلو المقاومة لشن هجوم واسع خلال ساعات لاستعادة «الرضائي» وإعلان «الشعر» مدينة محررة.
مشاركة :