لاقى دخول عشرات المستوطنين المسجد الأقصى شرق مدينة القدس وإغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية بحجة الأعياد اليهودية اليوم (الثلاثاء)، تنديدا واسعا من قبل الفلسطينيين، محذرين من تداعيات ذلك. ودخل عشرات المستوطنين اليوم إلى باحات المسجد الأقصى البالغ مساحته 144 دونما من جهة باب المغاربة بحماية من قوات الشرطة الإسرائيلية، بحسب ما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان. وجاء الدخول تزامنا مع دعوات جماعات المستوطنين "لاقتحام" جماعي واسع للمسجد هذا الشهر خلال ما تسمى "أيام التوبة"، وهي الأيام العشرة الممتدة من رأس السنة العبرية حتى يوم الغفران. وقال وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن دعوات المستوطنين سياسة قديمة جديدة الهدف منها منع الفلسطينيين من التواجد للصلاة في الأقصى. وأضاف أبو الرب أن الخطوة تتعلق بالسياسات، التي تقوم بها إسرائيل في المسجد من حفريات أسفل منه واعتقال حراسه وحظر المرابطين من التواجد فيه ومنع الشخصيات الفلسطينية من الوصول إليه. وأكد رفض أي محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مشددا على "أن المسجد وقف إسلامي كامل ولا يمكن قبول أي فكرة سوى رحيل الاحتلال الإسرائيلي عنه". ويقول الفلسطينيون، إن "الوضع القائم" أو ما يطلق عليه مصطلح "ستاتسكو" هو الوضع الذي ساد في المسجد الأقصى قبل احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967. والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم وتبلغ مساحته 144 دونما ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. ويقدس اليهود أيضا المسجد ويطلقون على ساحاته اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل، حسب معتقدها. من جهته، اتهم مسؤول ملف القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي، إسرائيل بالعمل على تنفيذ مشاريعها بأسرع وقت ممكن في مدينة القدس، وفي مقدمتها إقامة "الهيكل المزعوم". وقال الرويضي لـ((شينخوا)) إن العمل الإسرائيلي يجري في ثلاثة مسارات، أولها تهجير الفلسطينيين من محيط المسجد لزرع المستوطنين والكنس والفنادق على أنقاض المنازل الفلسطينية. وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يعمل على زرع فكرة أن "الاقتحامات" شيء طبيعي وتم البدء بإقامة صلوات تلمودية تحت حماية الشرطة وهو ما لم يكن يتم سابقا، ما يعني عدم احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأقصى. وتابع أن المسار الثالث يتعلق بالحفريات أسفل المسجد الأقصى، ما يشكل خطرا حقيقيا على أساسات الأقصى، لافتا إلى أن إسرائيل رغم الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس إلا أنها على الأرض تفرض السيطرة على الحرم القدسي. ويتولى الأردن الإشراف على رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وفق ما نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل في العام 1994. وترافق دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، مع إغلاق السلطات الإسرائيلية للحرم الإبراهيمي وسط الخليل أمام المسلمين اليوم بحجة تأمين احتفال المستوطنين بعيد "رأس السنة العبرية". واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد التميمي أن إغلاق الحرم "تحد صارخ لمشاعر المسلمين ومساس خطير بحرية العبادة التي كفلتها الشرائع السماوية". ودعا التميمي في بيان صحفي المجتمع الدولي "للجم اعتداءات" إسرائيل ومستوطنيها بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته. ويعتبر الحرم الإبراهيمي أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبا في الضفة الغربية وهو رابع الأماكن المقدّسة عند المسلمين الفلسطينيين. في المقابل يعتقد اليهود أن الحرم الإبراهيمي أو ما يطلقون عليه "مغارة المخبيلا" هو المكان الذي دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم، وقامت إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية بإنشاء كنيس يهودي داخل باحات الحرم.
مشاركة :