لا يعرف الكثيرون عن الأقزام سوى أنهم مجموعة من قصار القامة، الذين لا يصلحون إلاَّ في أداء بعض الأدوار الكوميدية في السينما، ولم يفكّر أحد في اقتحام هذا العالم الثري، الذي يضم قاماتٍ قصيرة، وعقولاً مستنيرة، ذات بصيرة نافذة. ويضم مجتمع الأقزام في مصر، عددًا من المواهب النابغة، في مختلف المجالات الفنية والثقافية، والذين يبلغ عددهم 80 ألف قزم، ونظرًا لقلة أعدادهم، وعدم تجمّعهم في مكان واحد، طوال العقود الماضية؛ فلم يتمكّنوا من إنشاء كيان يعبّر عنهم إلاّ مؤخرًا. نقابة الأقزام ومنذ بداية 2015 نجح الأقزام في إنشاء أول نقابة لهم، واتَّخذوا من مدينة الإسكندرية، على ساحل البحر المتوسط في مصر، مقرًّا لها، ورغم أن عدد مؤسسي هذه النقابة لم يتجاوز 150 فردًا، فإن أعدادهم تضاعفت خلال الفترة القصيرة الماضية، وهي كذلك أول نقابة للأقزام في العالم بأسره. وتضم نقابة الأقزام، عددًا كبيرًا من المواهب التي تتردّد بشكل يومي على مقرّها؛ للتعبير عن أنفسهم بالتمثيل، وإلقاء الشعر، والغناء، وتقديم العروض المسرحية، وهم غير مهتمّين بتلك النظرة العابثة المستهزئة التي تطل أحيانًا من بعض العيون التي تراهم. اعتراف رسمي ونجحت النقابة مؤخرًا، في انتزاع اعتراف رسمي من الحكومة المصرية بنقابتهم، وبمعاملتهم معاملة المعاقين، والمساواة معهم في الحقوق التي كفلتها المادة 81 من الدستور. كما نجحت النقابة في دعم المشروعات المجتمعية والخيرية، والصغيرة، مثل تزويج عدد من الفتيات المنتميات للنقابة من الأقزام، وإنشاء أول مشغل للتطريز الملابس لهم؛ وذلك لتوفير احتياجاتهم، والمساعدات العينية للأيتام، والأرامل من أعضاء النقابة، فضلاً عن إنشاء فرقة خاصة للفنون الشعبية، والموسيقى القديمة. قوة مؤثرة ويقول عصام شحاتة، رئيس نقابة الأقزام، إن هناك مساعي من قبل النقابة؛ لاستقطاب أكبر عدد من الأقزام في مصر للانضمام لها، مضيفًا: «نهدف من وراء ذلك إلى أن نصبح قوة مؤثرة، ويصل صوتنا للجميع؛ لأننا على الرغم من مساواتنا بالمعاقين، فمازلنا مهمّشين ولا نجد قوت يومنا». وأشار إلى أن الأقزام لا يقلّون أهمية عن المواطنين العاديين؛ قائلاً: «لا يعيبنا تركيبنا الجسماني؛ لأنها إرادة الله، لكننا لسنا عاجزين، ولا ينقصنا أي شيء، مثل المواطن العادي. ولفت إلى أن نظرة المجتمع والمسؤولين إليهم؛ تسببت في تحطيم حالتهم النفسية وانطوائهم. وقال: «أتمنى مساعدة البعض من القادرين لدعمنا، والسماح لنا بأداء العمرة، لعشرة أشخاص من الأقزام التابعين للنقابة؛ لرغبتهم الشديدة في زيارة بيت الله الحرام». المزيد من الصور :
مشاركة :