تم اختيارها من بين أفضل عشر مصففات للشعر على مستوى العالم.. أول بحرينية سفيرة لشركة لوريال بروفيشنال الفرنسية لتصفيف الشعر بالشرق الأوسط ومدربة لها بالمملكة والكويت.. مصففة شعر المشاهير رينا بوحسن لـ«أخبار الخليج»: تقول هليلين كيلر: «من يشعر برغبة لا تقاوم في الانطلاق بقوة.. لا يمكنه أبدا أن يرضى بالزحف»! هذا هو ما شعرت به بالفعل تلك المرأة المبدعة, إختصاصية الشعر العالمية رينا بوحسن, التي تؤمن حقا بأن مهمتها في الحياة ليست مجرد البقاء بل الارتقاء, وبأنه لا يمكن تحقيق أي شيء عظيم بدون شغف, فهو الذى يرفع بصاحبه عاليا, ويحلق به في سماء التألق, لذلك سعت بكل إصرار إلى تحقيق هدف منشود وخلال فترة قياسية, وقد كان لها ما أرادت, ووصلت إلى العالمية. لقد ضحت بالكثير من أجل شغفها, فكسرت القواعد, وأثبتت قدرة فائقة على المواجهة والتحدي والمهارة, حتى أصبحت مفتاحا لجمال أي امرأة, على اعتبار أن الشعر تاجها, وسر أنوثتها, ومصدر سعادتها. لم يأت اختيارها من بين أفضل عشر مصففات للشعر على مستوى العالم من فراغ, بل جاء ثمرة مشوار طويل من الجهد والمثابرة, بعد أن أصبحت أول سفيرة بحرينية لشركة رويال بروفيشنال في الشرق الأوسط, وأول مدربة لها في المملكة والكويت, الأمر الذي وضعها في مصاف كبار المشاهير في هذا المجال. النجاح في رأيها ليس أن تكون إنسانا كاملا في جميع الجوانب, بل هو أن تكون مميزا في جانب من جوانب حياتك, بما يجعل هذا الجانب مصدر إفادة واثراء للآخرين, لذلك لم تكن رحلة الكفاح سهلة, ولم يكن طريق التميز يسيرا, فما أكثر العثرات التي تذللت أمام الإصرار على الوصول, حتى حققت النجاح الذي يعتبر كوكبا صعب المنال, يتم الصعود إليه بصاروخ الهمة, التي بها يتحقق بلوغ القمة. حول هذه التجربة التي يقتدى بها وتبعث على الفخر كان الحوار التالي: متى ظهرت عليك موهبة تصفيف الشعر؟ منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية بدت علي موهبة قص الشعر وعمل تسريحات مختلفة ومميزة له, وكنت أمارس ذلك لزميلاتي في المدرسة والمقربين من الأهل والصديقات, وأذكر أنني عند عمر عشر سنوات كنت قد ذهبت بصحبة خالتي الى أحد الصالونات, وأثناء مشاهدتي العاملة وهي تقوم بتصفيف الشعر وتجفيفه لإحدى الزبونات شعرت بعدم تمكنها أو أنها ليست بالمهارة المطلوبة ووجدت نفسي ومن دون وعي قد أخذت منها مجفف الشعر وبدأت أقوم بعملها بنفسي وبأسلوبي الخاص, ولا أدري كيف فعلت ذلك ولكن الجميل في الأمر هو أنني حظيت بإعجاب الزبونة وحتى العاملة نفسها, وكنت أشعر دائما بأن هذا هو شغفي ومن ثم مستقبلي. وكيف سعيتِ نحو تحقيق شغفك؟ بعد حصولي على الثانوية العامة شعرت برغبة عارمة نحو السعي وراء شغفي فقررت عدم الالتحاق بالجامعة, والإقدام على دراسة عدد من الكورسات والدورات في مجال فن الشعر وتصفيفه والذى يتماشي أيضا مع ميولي الفنية بشكل عام, وكان أولها كورس بالبحرين تابع لوزارة العمل لتصفيف الشعر مدته تسعة شهور, وبعد الانتهاء منه ألحت علي فكرة الاحتراف بشدة, فشعرت بأن ذلك لا يكفي بل يجب المزيد من التعلم والدراسة, فتوجهت إلى عدد من الدول التي اشتهرت بإتقان هذا الفن مثل فرنسا وروما وتعلمت أصول ومبادئ المهنة. وماذا عن موقف الأهل؟ لقد شجعني الأهل كثيرا على هذه الخطوة ولم أجد أي معارضة أو تحفظ منهم, وبالفعل سافرت للدراسة, وحصلت على عدة شهادات عليا في مجال تصفيف الشعر، وتعلمت أصول هذه الحرفة, وأصبحت ملمة بكل ما يتعلق بفن الشعر سواء التسريحات أو الصبغ أو القص وغيرها, هذا إلى جانب العمل مع فنانين عالميين مشهورين, الأمر الذي مدني بخبرة واسعة وجعلني مؤهلة للاحتراف. وبعد العودة؟ بعد العودة إلى وطني كانت فكرة الاحتراف قد سيطرت علي تماما، فالتحقت بالعمل لدى صالون كبير في فندق معروف كان الأشهر في ذلك الوقت, وكنت من أوائل البحرينيات في هذه المهنة، لذلك قوبل عملي في هذا المجال بدهشة في البداية، حيث لم يكن هذا مألوفا حينئذ، وأحيانا غير مقبول من قبل البعض، لكني واصلت, وانتقلت بعد ذلك للعمل في صالون بفندق آخر شهير، وذاع صيتي بدرجة لافتة, ثم جاءت نقلة هامة في مشواري. وما هي تلك النقلة؟ لقد اصبحت أول بحرينية سفيرة لشركة لوريال بروفيشنال في الشرق الأوسط لتصفيف الشعر, ومن قبل كنت أول بحرينية مدربة لهذه الشركة في البحرين والكويت, وشيئا فشيئا وصلت إلى العالمية, حيث تم مؤخرا اختياري من بين أفضل عشر مصففات للشعر عالميا, وقد شعرت بفخر شديد تجاه ذلك, حيث رفعت اسم بلدي ووطني العربي عاليا على مستوى العالم, ثم تفرغت كمصففة للشعر وتركت مجال التدريب. وكيف جاء قرار التفرغ لتصفيف الشعر؟ كنت قد أسست أكاديمية لوريال بروفيشنال بالبحرين, وبذلت جهودا كبيرة بها وكذلك في مجال التدريب, وكان الأمر يتطلب السفر وحضور الكثير من الفعاليات خارج البلاد, ووجدت أن عملي كمدربة كان يأخذني كثيرا من حرفتي الأساسية, لذلك قررت الاكتفاء بشغفي, وواصلت عملي في الصالون, وهنا تم اختياري سفيرة لوريال بروفيشنال كأول عربية, ومع الوقت اشتهرت على مستوى عالمي, وأصبحت مصففة كبار الفنانات والمشاهير في الشرق الأوسط, وكانت انطلاقتي من حفل لأنغام في دار الأوبرا المصرية, حيث كنت أول خليجية تقتحم السوق المصرى, وأبهرت الجميع بعملي بلمساتي الخاصة. وما هي لمساتك الخاصة؟ أنا أحرص دوما على تحقيق التناسق بين الشعر والملابس والمكياج والشخصية, وحتى كلمات الأغنية التي يتم تصويرها, بحيث يصبح الشكل النهائي للفنانة متكاملا, وهذا ما حدث مع انغام في كليب «بحبك وبارتاح» الذي تأجل بسبب كورونا, ثم قمنا بتصويره مؤخرا وحقق نجاحا لافتا, وكنت الوحيدة من بين فريق العمل من خارج مصر, وهذا ما حقق لي شهرة واسعة, كذلك عملت معها في البومها الخليجي بعنوان «مزح». من أكثر الفنانات اللاتي عملتِ معهن؟ إلى جانب الفنانة المتألقة أنغام عملت كذلك مع الفنانة القديرة احلام, وصورت معها ألبوما لها يشمل عشر أغان وذلك على مدار أربعة أيام, وكانت كل أغنية تتطلب تسريحة معينة تتواكب مع كلماتها وزمانها, وكان من أجمل الألبومات التي شاركت فيها بعملي, كذلك عملت مع الفنانة اصالة نصري, ومع عارضات أزياء عالميات, وكنت أحد العناصر التي شاركت في العديد من الحفلات التي أقيمت على أشهر مسارح العالم والخاصة وغيرها. ما هي مسؤوليات الوصول إلى العالمية؟ الوصول إلى العالمية شيئ ليس سهلا, بل هو ثمرة جهد وتعب شديدين, ولذلك ليس الأهم هو بلوغ هدفك بل الاستمرارية بنفس الكفاءة والمستوى, وهي مسؤولية كبيرة أضعها دائما أمام عيني, ولازال هناك الكثير من الطموحات في جعبتي, ومنها العمل مع العديد من المشاهير العالميين وأولهم جنيفر لوبيز التي أعشقها, وعموما أنا أرى أن تحقيق العالمية يتطلب صنع بصمة خاصة مميزة, وهذا ما حققته من خلال حرصي على التغيير والحداثة باستمرار, وهو ما أحاول تطبيقه من خلال شراكتي في الصالون الكبير الذى أعمل به حاليا. أهم الصعوبات التي واجهتك؟ من أهم الصعوبات التي واجهتها عبر مشواري ما يتعلق بالجندر, وخاصة في البدايات حيث كان يرى البعض أن الرجل في هذا المجال هو المفضل لأنه الأكفأ والأكثر تفوقا مقارنة بالمرأة, ولكني لم أتأثر بذلك مطلقا ولم أعره أي اهتمام, وكنت دوما على ثقة في قدراتي, وأنافس نفسي, وأطور مهاراتي بشكل مستمر, ومع الوقت بدأت المرأة تحتل المكانة التي تستحقها, وأصبح هناك اعتراف وتقدير لموهبتها التي لا تقل مطلقا عن الرجل, بل وصل الأمر بالبعض الى الاستعانة بها فيما يتعلق بالمظهر الخاص بالشخصيات الأساسية والمهمة في المناسبات. وأصعب تحد؟ دعينا نطلق عليه أجمل وليس أصعب تحد, وهو يتمثل في توفير الشعر لأطفال السرطان وإيصاله لهم, حيث بدأت هذا العمل التطوعي من بريطانيا بالتعاون مع مؤسسة البرنسيسة الصغيرة, وكنا نقوم بهذه المهمة على مستوى عالمي, ثم مؤخرا قررت توطين جهودي في هذا المجال على صعيد بلدي, إيمانا مني بأن هذه الخطوة قد تمثل جزءا من العلاج كما يقول المختصون النفسانيون, وذلك بالتعاون مع جمعية السرطان بالبحرين, واحدى العاملات في مجال خياطة الشعر المستعار أو كما يطلق عليه الباروكة الخاصة بالأطفال, وأنا ارى هذا العمل من أجمل الإنجازات التي قمت بها والتحديات التي واجهتها. حلمك القادم؟ أنا لا أحلم عادة بل أخطط, ولا زالت أمامي الكثير من الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها, ولعل أهمها هو امتلاك أكاديمية شاملة متخصصة في مجال تصفيف الشعر, وأن تكون على مستوى عالمي, حتى يمكنني من خلالها الاستمرار في فتح الأبواب أمام العنصر النسائي في هذا الفن, والتألق فيه, والإبداع من خلاله, وهو شيء يحقق لي الكثير من السعادة والفخر.
مشاركة :