«التنين والعنقاء».. 1000 عام من التثاقف الصيني الإسلامي

  • 9/10/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن متحف اللوفر أبوظبي إقامة معرضه الثاني لهذا العام تحت عنوان «التنين والعنقاء- قرون من الإلهام بين الثقافتين الصينية والإسلامية»، في الفترة من 6 أكتوبر 2021 وحتى 12 فبراير 2022، بالتعاون مع المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه ووكالة متاحف فرنسا، لتسليط الضوء على التبادل الثقافي والفني بين الحضارتين الإسلامية والصينية من القرن الثامن وحتى القرن الثامن عشر، عبر أكثر من 200 قطعة فنّية من متحفي اللوفر أبوظبي وغيميه، إلى جانب أعمال مُستعارة من 12 متحفاً ومؤسسة ثقافية. حوار فني يخلق المعرض حواراً بين قطعٍ فنّية من عالمين يزخران بالثقافة والفنون والعلوم: الصين «التنين» من جهة والعالم الإسلامي «طائر العنقاء» من أخرى. ويبيّن المعرض الروابط والتأثيرات الفنّية والقصص التي لم يروها أحد من قبل والتي تتمحور حول أكثر من ألف عام من التبادل عبر طرق التجارة البرية والبحرية، منذ أن أنشأ التجار العرب أول مقرات لهم في كانتون في القرن الثامن وحتى بداية القرن الثامن عشر. يأخذ المعرض الزوار في رحلة من منطقة شمال أفريقيا، مروراً بشبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى والمحيط الهندي، وصولاً إلى الصين وفيتنام، ليكتشفوا تاريخاً حافلاً بالإلهام المتبادل بين الحضارتين على الصعيدين الفني والثقافي من جهة وعلى صعيد إنتاج السلع من جهة أخرى. ويسلط المعرض الضوء على مراكز الإنتاج الفنّي والثقافي غير التقليدية في تلك الحقبة، إذ يكتشف الزائر عند تجوله في المعرض، أو عبر الجولة الافتراضية، أن قروناً من التبادل الثقافي والإنتاج الفني الغزير بين العالمين تكشف عن هيمنة السلع الفاخرة من القرن الثامن حتى القرن الثامن عشر. تبادل ثقافي إلى ذلك، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «تميّز متحف اللوفر أبوظبي والمتاحف الشريكة المرموقة بتنظيم معارض بارزة توجه الأنظار إلى التبادل والتفاعل بين الثقافات المختلفة. ونظراً إلى موقع أبوظبي ومكانتها التاريخية والحالية كتقاطع لطرق التجارة، فإنه من البدهي أن يُقام هذا المعرض هنا بالتحديد، في متحف اللوفر أبوظبي». محمد خليفة المبارك محمد خليفة المبارك من جهته، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «المعرض يتطرق إلى التبادلات بين العالمين الإسلامي والصيني من خلال الإنتاج الفنّي الغزير في الثقافتين». وقالت صوفي مكاريو، رئيسة المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه: «يروي المعرض قصة حضارتين، حضارة العالم الإسلامي وحضارة العالم الصيني القديم. ويعود تاريخ هذا التبادل بين هذين المركزين الثقافيين إلى الفترة التي تلت نزول القرآن الكريم، مع تأسيس دمشق، وتطور هذا التبادل مع إقامة الخلافة الإسلامية. فحتى القرن الخامس عشر، كان السفر على طرق التجارة، التي أطلق عليها فرديناند فون ريتشهوفن اسم طريق الحرير، صعباً. إلا أن هذه الطرق لعبت دوراً جوهرياً في تنقل الأشخاص وتبادل الأفكار والثقافات والسلع. ويروي معرضنا هذا قصص التبادل التي شهدها العالمان على مدار ثمانية قرون». مقاربات مبتكرة واعتبرت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، أن «المعرض يعزز دور اللوفر أبوظبي في تسليط الضوء على العلاقات التي تربط الثقافات ببعضها، ويشدد على ضرورة اعتماد مقاربات مبتكرة في مجال الأبحاث التاريخية. فعلى مدار نحو ألف عام، من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر، تلاقت هاتان الحضارتان من خلال التجارة والعلوم والإنتاج الفنّي. فقد تأمّلت كل حضارة الأخرى واستوحت منها». ويضم المعرض مجموعة متنوّعة من القطع الفنّية، تشمل مثالاً قدحاً نادراً بعروة على هيئة تنين مصنوعاً من الذهب يعود إلى سلالة يُوان في الصين (1279 - 1368)، وقد ابتُكرت هذه التحفة الفنّية التي تعود إلى مجموعة اللوفر أبوظبي لشخص رفيع المستوى من الرحّالة شمال الصين على الأرجح. متحف اللوفر أبوظبي متحف اللوفر أبوظبي كما يشمل المعرض مجموعة من أروع الأقمشة الحريرية الفاخرة التي عرفها التاريخ، مثل حرير باني تارتاريشي (التتار)، وهو حرير بخيوط ذهبية من منسوجات إمبراطورية المغول، مُستعار من المتحف الوطني للفنون الآسيوية - غيميه، يعكس بوضوح التأثّر بمنسوجات مناطق، مثل إيران والشرق الأدنى وآسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، يقدّم المعرض لزواره حيواناً خرافياً مصنوعاً من الفضة، يُعتقد أنه تنين، من مجموعة المتحف الوطني للفنون الآسيوية- غيميه، يبرز أسلوب النقر بالإزميل على الفضة المطلية بالذهب، وهو إبداع نادر من سلالة لياو (906/907- 1125). كما يسلط المعرض الضوء على «لقاء القلمين»، الفرشاة من الصين وقلم القصب من العالم الإسلامي، من خلال رسومات ومخطوطات ولوحات مرسومة بالحبر، لإظهار أوجه التشابه بين تقاليد الكتابة في الثقافتين، والمعاني الروحية التي يحملها الخط. خمسة أقسام يقدّم معرض «التنين والعنقاء» أكثر من 200 قطعة فنّية موزعة على خمسة أقسام: تتّبع الأقسام الأربعة الأولى تسلسلاً زمنياً تاريخياً، في حين يركّز القسم الخامس على التقاليد الأدبية لفن الخط والشعر، إذ يُبرز المعرض تاريخ هذا السياق العالمي المرن للتبادلات الفنّية والثقافية في ذلك الوقت. ويشمل المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنّية، بما في ذلك اللوحات والأواني الفضية والسيراميك والأواني الزجاجية والمخطوطات والأقمشة الفاخرة التي جمعت الكتابات العربية والزخرفات الصينية وزهرة اللوتس والأشكال الهندسية والتنين والعنقاء والعديد من الحيوانات الخرافية الأخرى.

مشاركة :