التفاعل والحوار بين الثقافتين الصينية والعربية يعود إلى مئات السنين، وهو يتجدد اليوم في معرض «التنين والعنقاء - قرون من الإلهام بين الثقافتين الصينية والإسلامية»، الذي افتتح، مؤخراً، في اللوفر أبوظبي، ليكشف لزواره حجم التبادل الثقافي والفني الذي نتج عن لقاء العالمين الصيني والإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر، ويضم المعرض أكثر من 200 عمل فنّي، ويرافقه برنامج ثقافي غني بالفعاليات. إلى ذلك، قالت فاخرة الكندي، أمين متحف مساعد باللوفر أبوظبي، إن المعرض يوضح لزواره عبر خمسة أقسام، عمق العلاقات التي قامت بين الحضارتين، وأوجه التأثر الفني بينهما، إلى جانب الكشف عن قصص لم يروِها أحد من قبل، منذ أن أنشأ التجار العرب أول مقرات لهم في «كانتون» في القرن الثامن وحتى بداية القرن الثامن عشر، مشيرة إلى أن الكثير من التحف المعروضة تظهر العلاقات الودية في العديد من القطع الفنية والتقنية، مثل قطع السجاد المزينة بزخارف جميلة، والمنسوجات، والمخطوطات الورقية، وأواني البورسلان والخزف الأبيض، التي كانت تنتقل عبر طريق الحرير والقوافل البحرية عبر المحيط الهندي بين بحر العرب ومرافئ الصين. وحول الاهتمام بالفنون من مناطق آسيوية أخرى إلى جانب الصين، أوضحت الكندي أن متحف اللوفر أبوظبي يركز في كل فترة على حقبة تاريخية وعلى الفنون في منطقة معينة يكون فيها تواصل بين الحضارات. وذكرت أن الأعمال الفنّية في المعرض تجسد الحوار الممتد بين الصين والعالم الإسلامي، لافتة إلى أن اختيار الأعمال تم من بين مجموعات متحف اللوفر أبوظبي والمتحف الوطني للفنون الآسيوية -غيميه، إلى جانب أعمال فنية مستعارة من 12 متحفاً ومؤسسة ثقافية لتسليط الضوء على قرون من التبادل الثقافي والإنتاج الفني الزاخر بين العالمين.
مشاركة :