قال تعالى: {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" أخي الفاضل الكريم الإنسان الضعيف لربك اعلم أن الدين المعاملة، وهو اقتداء بالرّسول صلى الله عليه وسلم حيث كان راقٍ في التعامل والخلق، وقد وضحٌ في قوله تعالى: {وإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وسئلت عائشة عن خلق رسول الله، فقالت:" كان خلقه القرآن" عامل الناس كما تحب أن تعامل، فحسن المعاملة مع الناس يكسبك رضى الله ثم ثقة الناس فيك وبذلك تزيد الألفة والمحبة بين الناس، فأكرم نفسك بحسن الخُلُق ولا تهنها بسوء خُلُقك، وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي. إن الانسان المحترم الراقي بأقواله وأفعاله يعتبره البعض ضعفا في شخصيته لذلك لا يعيرونه أي تقدير والبعض يستحقره بتعامله وهذا ليس من الصواب فعله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" رواه مسلم، فالانسان الطيب إذا أكرمته عرف المعروف، والشقي من يتمرد عليك إذا أكرمته إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمرد فالمغرور يرى نفسه أنه الأحسن والأفهم ويتصيد أخطاء الآخرين ويتعامل معهم بتكبر على أساس أنه يفهم اكثر من الجميع فاحذر أن تعطيه الفرصة كي لا يتمادى بالأخطاء واعلم مهما تعلمت من علم ومهما وصلت من مكانة ومناصب فتذكر أن الآخرين يستطيعون الوصول إلى ما وصلت اليه أو أنهم يحترمونك على حساب أنفسهم ومن أجل مكانتك، فمن احترم الناس احترموه ومن أساء لهم فلا يلومن إلا نفسه، فالإنسان لا بد أن يكون متواضعا متمسكا بأخلاق رسولنا الكريم، في ضبط اللسان وإبراز الكلمات التي فيها كل خير لكي يرد عليه الناس بمثلها، وعليك في تعاملك مع الآخرين أن تضع هذه الحكمة نصب عينيك؛ (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ).