أبصرت الحكومة اللبنانية الجديدة النور، الجمعة، بعد أكثر من عام من الفراغ. وأفادت الأنباء القادمة من بيروت، الجمعة، بأن الرئيس ميشال عون و رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وقعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن رئيس الوزراء المكلف ميقاتي ورئيس البلاد عون وقعا مرسوما بتشكيل حكومة جديدة بحضور رئيس مجلس النواب. ولا توجد حكومة فاعلة في لبنان منذ أكثر من عام في وقت يشهد تفاقما في انهيار الوضع الاقتصادي. وأعلن ميقاتي بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، خلال مؤتمر صحفي، وقال: نحن بحاجة للعالم العربي.. نحن ننتمي للعالم العربي ونحن بحاجة له.. وسنطرق باب كل دولة عربية للمساعدة". وأضاف ميقاتي بالقول إنه "لا مكان للمعطلين في الحكومة اللبنانية وسنحمل المسؤولية لمن يقوم بذلك ونأمل وقف الانهيار الذي يشهده لبنان"، مشدداً على أن "الحكومة اللبنانية الجديدة تمثل الجميع"، مضيفاً: "معي ثلثي الحكومة ولا معطل لها"، ومتعهداً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وبحسب وسائل الإعلام اللبنانية، فإن الحكومة تتكون من: - نجيب ميقاتي رئيساً للوزراء - سعادة الشامي نائبا لرئيس الوزراء - عبد الله بو حبيب وزيرا للخارجية - وليد فياض وزيرا للطاقة والمياه - بسام مولوي وزيرا للداخلية -أمين سلام وزيرا للاقتصاد والتجارة - هنري خوري وزيرا للعدل - يوسف خليل وزيرا للمالية - فراس الأبيض وزيرا للصحة - علي حمية وزيرا للأشغال العامة والنقل - عباس الحاج حسن وزيرا للزراعة - محمد مرتضى لوزارة الثقافة - مصطفى بيرو وزيرا للعمل - عباس الحلبي وزيرا للتربية - عصام شرف الدين لوزارة المهجرين - ناصر ياسين وزيرا للبيئة - جوني قرم لوزارة الاتصالات - جورج قرداحي وزيرا للإعلام - العميد موريس سليم لوزارة الدفاع - جورج كلاس وزيرا للشباب والرياضة - جورج دباكيان وزيرا للصناعة والتقي ميقاتي الرئيس عون، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية، في خطوة قال ميقاتي إن هدفها إعلان ولادة حكومة طال انتظارها ، بحسب تصريحات نقلها موقع إخباري تابع له قبيل الاجتماع. وكان لبنان شهد فراغا على المستوى الحكومة بعد أن أعلن حسان دياب استقالة حكومته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس من العام الماضي، وعلى الإثر تم تكليف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة. وبعد اعتذاره عن ذلك يوم 26 سبتمبر 2020، تم اختيار سعد الحريري لتشكيل الحكومة إلا أنه ولمدة 9 أشهر لم ينجح بذلك وأعلن اعتذاره في يوليو الماضي. وتم من بعده تكليف ميقاتي (65 عاما) بهذه الحكومة. وخلال الأسابيع الماضية، سبقت أجواء ايجابية لقاءات عدة جمعت عون بميقاتي، قبل أن تحول عقبات برزت في اللحظات الأخيرة دون تشكيل الحكومة. ويأتي ذلك بعد أكثر من عام على استقالة حكومة حسان دياب بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 أغسطس 2020 وخلافات على تقاسم المقاعد الوزارية بين القوى الرئيسية. وتعمّقت خلال هذه الفترة الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأت معالمها صيف عام 2019، وبات معها 78% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة. وحالت خلافات على شكل الحكومة وتوزيع المقاعد بين القوى الرئيسية دون ولادتها خلال الأشهر الماضية، رغم محاولتين سابقتين لتأليفها منذ انفجار المرفأ، الذي أدى الى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح ودمر أحياء في المدينة. وتنتظر مهمات صعبة الحكومة المقبلة التي يقع على عاتقها التوصل سريعاً إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية المتمادية. ومنذ أكثر من عام، ربط المجتمع الدولي تقديمه أي دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة من اختصاصيين تنكبّ على اجراء إصلاحات جذرية، من شأنها أن تضع حداً للانهيار المتسارع. واكتفى في الانتظار بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية، رغم تكرار السلطات مناشدتها الجهات المانحة عدم ربط دعمها للبنان بتشكيل حكومة.
مشاركة :