الفتى البالغ من العمر 15 عامًا تحاصره ذاكرته بصور ما وصفه بأنه هجوم وحشي من قبل مستوطنين ضربوه بالهراوات وقيدوه وربطوه بشجرة وأحرقوا باطن قدميه. يتذكر طارق المشهد قائلاً: "عندما أجلس وحدي، أفكر بكل منهم، أبدأ بالتعرق وتتسارع نبضات قلبي". وفقاً لطارق فقد كان هو وبعض الأصدقاء يتناولون الطعام على قمة تل كانت يوماً ما موقعاً لمستوطنة، حوالي التاسعة والنصف صباحاً، قبل أن يسمعوا صراخاً بالعبرية ويروا مجموعة من المستوطنين تتجه نحوهم. ليقوم الفتيان بالركض إلى أسفل التل باتجاه قريتهم، إلا أن إصابة سابقة في ركبة طارق جعلته يتخلف عن جمع أصدقائه ويقع في قبضة إحدى مجموعات المهاجمين الذين كانوا يقودون سيارة. يقول إن أربعة مستوطنين نزلوا من السيارة وانضموا إلى اثنين آخرين أتيا سيراً على الأقدام، أحدهم يحمل مسدساً، وهموا بضربه بهروات خشبية قبل أن يعصبوا عينيه ويقيدوه إلى غطاء السيارة. ثم قادوا السيارة لمدة خمس دقائق تقريبا، قبل أن يوقفوا السيارة فجأة، مما رماه على الأرض، ثم بدأوا بضربه والبصق عليه وشتمه، كما يروي. لتأتي المرحلة الثانية بتقييده إلى شجرة وجلده بحزام، ثم جرح ساقيه بسكين وحرق باطن قدميه بولاعة سجائر السيارة، ثم ضربه بهراوة على رأسه أفقدته الوعي، ويتابع طارق روايته بأنه استفاق في سيارة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، ليبدأ جندي بتهديده على الفور: "قال لي إنه إذا حدث أي شيء في المستوطنة فسوف نعتقلك، وإذا حدث أي رشق بالحجارة، فستتحمل المسؤولية كاملة". نفى طارق أن يكون هو أو أصدقاؤه قد ألقوا حجارة قائلاً: "لا أعرف شيئًا عن ذلك". طارق الزبيدي يعرض صورته وهو في المستشفى بعد تعرضه لهجوم من مستوطنين إسرائيليين AP Photo لم يكن هناك شهود لتأكيد رواية طارق، لكن المنطقة التي وقع فيها الهجوم يوم 17 آب/ أغسطس غالباً ما تشهد أعمال عنف. تقول بتسيلم، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية تراقب عنف المستوطنين، إنها لم تتمكن من التحقق من جميع تفاصيل رواية طارق، لكن "من الواضح أن الصبي تعرض للإيذاء الجسدي والنفسي". سبق للمجموعة أن وثقت ما لا يقل عن سبع هجمات للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في المنطقة المحيطة بقرية طارق في العامين الماضيين. وتضيف المنظمة أن أي تدخل للجيش الإسرائيلي غالباً ما يأتي لصالح المستوطنين. الجيش الإسرائيلي ينشر تعزيزات جديدة في الضفة الغربية بحثا عن المعتقلين الفلسطينيين الفارين إيقاف الجزائري فتحي نورين 10 سنوات عقابا له على رفضه مواجهة إسرائيلي في أولمبياد طوكيو السجون الإسرائيلية توقف مؤقتا زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين أما الجيش الإسرائيلي فقال إن قواتٍ أرسلت إلى حومش، وهي مستوطنة قريبة أُخليت بالقوة عام 2005، بعد تقارير عن قيام فلسطينيين بإلقاء حجارة، وأضاف في بيان إن جنوده عندما وصلوا وجدوا مستوطنين يطاردون فتى فلسطينيا أعيد لاحقا إلى أسرته. ورفضت جماعات مستوطنين لها صلات بحومش التعليق، في حين قالت أخرى إنها لم تكن على علم بالحادث. طارق الزبيدي ووالدته حنان AP Photo وفقاً لعبد الرازق الزبيدي، والد طارق، فإن ابنه نُقل إلى المستشفى بعد ظهر ذلك اليوم وأمضى الليلة هناك. وذكر تقرير طبي أن طارق أصيب بكدمات في كتفه وجروح في قدميه. وقال الأب إنه أبلغ الشرطة الفلسطينية بالحادث على الفور، التي بدورها قالت إنها اتصلت بالجيش الإسرائيلي. ويضيف والد طارق إنه لم يسمع شيئًا من السلطات الإسرائيلية، ولم تتقدم الأسرة بشكوى إلى الشرطة الإسرائيلية، مخافة أن يكون ذلك مضيعة للوقت. كانت حومش واحدة من أربع مستوطنات في الضفة الغربية تم إخلاؤها كجزء من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005. لكن المستوطنين من مستوطنة أخرى قريبة ما زالوا يذهبون إلى قمة التل للدراسة والصلاة، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية. أثار مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، قضية طارق في اجتماع لمجلس الأمن الشهر الماضي، واصفًا الحادث بأنه "عمل شنيع" ودعا السلطات الإسرائيلية إلى محاسبة الجناة.
مشاركة :