شكوك حول قدرة حكومة لبنان على حل أزمات البلد

  • 9/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

البلاد تعاني أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت لانهيار العملة المحلية وشح الوقود والأدوية - عيسى: الحكومة الجديدة هي نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة - شومان: هناك ثلث معطل واضح للتيار الوطني الحر" مقابل منح الحكومة الثقة بعد نحو 13 شهراً من الفراغ الحكومي، أسدل الستار عن تشكيلة حكومية جديدة الجمعة، برئاسة نجيب ميقاتي، الذي شكّل حكومة من 24 وزيراً. أمام الحكومة تحديات كبيرة، في ظلّ معاناة البلاد أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي بقيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية للبنانيين. يقول الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، في تصريح للأناضول، إن "أمام الحكومة اختبارات عدة، تبدأ بإعادة ترتيب علاقات لبنان مع سوريا ودول الخليج، ثمّ بتطبيق بنود الورقة الفرنسية، إضافة إلى تحديد حجم الخسائر المالية في لبنان والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ما يؤدي إلى الإفراج عن الأموال المخصصة للبنان من مؤتمر سيدر". المبادرة، أو الورقة المقصودة، أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من بيروت بعد أيام من انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية، في 4 أغسطس/آب الماضي، لتشكيل حكومة جديدة. وتنص المبادرة على تشكيل حكومة جديدة من "مستقلين" (غير حزبيين)، على أن يتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية. بدوره، يعتبر الصحفي والمحلل السياسي طوني عيسى، أن "التحديات أمام الحكومة الجديدة هي إزالة لبنان من حالة الإفلاس، من خلال وقف ممارسات الفساد من جانب المنظومة السياسية". بالمقابل، اكتفى خلدون الشريف، السياسي والمستشار السابق لميقاتي، بالقول إنه "ليس من المتوقع أن تأتي حكومة إنقاذية، وإنما حكومة توقف الانهيار، لأن موضوع الإنقاذ يتطلب عشرات السنوات، وهذا ما ذكره البنك الدولي". وقال الشريف، في تصريح للأناضول، إن "المطلوب تأمين الدواء والمازوت والبنزين والمواد الأساسية للشعب، والمطلوب الولوج بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتحرير الليرة بشكل مرن، لكي يكون هناك سعر صرف واحد في البلاد". ** حكومة تكنوسياسية يشكك عيسى في قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق ما يطمح إليه اللبنانيون من حلّ لأزمات البلاد. ويعتبر أن "الحكومة الجديدة هي نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة التي كانت عبارة عن ممثلين للقوى السياسية". ويشير إلى أن "معظم الوزراء محسوبين على قوى سياسية لبنانية، وهذا سيؤدي إلى أن تكون حكومة مشابهة لحكومة حسان دياب من حيث الظروف والقدرات". ويتوافق كلام عيسى مع شومان، الذي قال "إننا أمام حكومة تكنوسياسية، صاغتها وصنعتها القوى السياسية اللبنانية". ويسأل شومان: "إلى أي حد سيسمح للاختصاصيين والتقنيين في الحكومة أن يقوموا بعملية الإنقاذ وإيجاد الحلول في ظل الوضع الكارثي الانهياري على المستويات المالية الاجتماعية والأمنية؟". ويشدد على أن "الخطوة الأولى للتوقع بنجاح الحكومة، أو ربع نجاح لها، مرهون بإبعاد نزاعات القوى السياسية عنها". وأضاف: "إذا انتقلت النزاعات السياسية إلى الحكومة وتحولت إلى نوع من الاقتتال، فهذا الأمر سيشلّها ويحول دون أن تقدم أي حل للإنقاذ". ** إشكالية الثلث المعطل واحدة من الانتقادات التي طالت شكل الحكومة، هي حصول رئيس البلاد وفريقه السياسي، أي "التيار الوطني الحر"، على الثلث المعطل، ما يعني حصولهما على قدرة تعطيل أي مشروع للحكومة. غير أن الرئيس ميشال عون، نفى الأمر في دردشة مع الصحفيين عقب الإعلان عن تشكيل الحكومة، قائلاً: "نحن لا نفكر في هذا الأمر. كانت حرباً سياسية علينا، وأخذنا ما يجب أخذه، أما المهم، فيكمن في التوافق في العمل الذي سيكون السبب الأول للنجاح". وهنا، يرى شومان أن "هناك ثلثا معطلا واضحا للتيار الوطني الحر"، معتبرا أن ثمة اتفاقاً على أن تكون هناك مقايضة، تتمثّل بمنح الثلث المعطّل لرئيس الجمهورية وفريقه مقابل إعطاء ثقة فريق عون لحكومة الميقاتي في مجلس النواب". أي أن المعادلة هي "الثلث المعطل مقابل الثقة"، وفق اعتبار شومان. من جهته، يعتبر عيسى أن "الكلام عن الثلث المعطل ليس في محله، لأن الثلث المعطل الحقيقي هو حزب الله"، متوقعاً أن "تشهد المرحلة المقبلة قوة لحلفاء إيران في البلاد". أما الشريف، فينفي علمه بوجود ثلث معطّل من الوزراء لمصلحة رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، مشدداً على أن الشكل هو مجرّد "تفصيل" في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية في البلد. وفي ردّه على سؤال عن تغيّر رأي "التيار الوطني الحر" بمنح الثقة للحكومة بعدما كان رافضاً منحها ذلك، يقول الشريف إن "الوطني الحر حصل على 8 وزراء بالحد الأدنى في الحكومة، وبالتالي من له 8 وزراء في الحكومة لا يمكن إلا يمنحها ثقته". وفي وقت سابق الجمعة، وقع الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي مرسوما بتشكيل الحكومة الجديدة، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري. وستخلف حكومة ميقاتي حكومة تصريف الأعمال، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد 6 أيام على انفجار كارثي وقع بمرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020. بالمحصلة، الحقيقة الثابتة أن الشعب اللبناني يعاني على مختلف الصعد الحياتية والمعيشة، وهو بحاجة إلى "معجزة" للشفاء من هذا الواقع، فهل ستنجح حكومة ميقاتي بهذا الاختبار الصعب؟ الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :