البهكلي.. شاعر الحكمة والخيال الخصب

  • 9/11/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقام نادي جازان الأدبي ندوة عن حياة الراحل أحمد بن يحيى البهكلي وسيرة حياته وسمات شعره شارك فيها الناقد والقاص الأستاذ الدكتور حسن حجاب الحازمي، والدكتور أسامة البحيري أستاذ الأدب والنقد، والقاص والباحث خالد اليوسف، وأدارها الأستاذ جابر مدخلي الذي استهل الندوة قائلاً: البهكلي تعطّر بالشِعر وعطّر به داوى سُمّاره بحكمته ورثاءاته وأبياتهِ الرصينةِ الشفيفةِ واليومُ يجتمعُ الناسُ هنا لسماع من يرثيه من أحبابهِ، وصحبهِ ورفاقهِ، وتلامذته ومجايليه. الليلة يأتينا البهكلي كما لو أنهُ ينصتُ إلينا شاكرًا هذا الوفاء المتوقع ممن تركهم خلفهُ وقد غرس فيهم محبتَهُ ونبَلهُ وأصالتَهُ ومعتقداتهِ الراسخةِ ومبادئهُ الثابتة بأنّ الشعرَ ليس أبياتًا مُقفّاةً ولا دواوينُ مطبوعة وإنما الشِعرُ هو الشعورُ بالآخِر، والإيمانُ بحقوقهِ من المشاعرِ قبل الشِعرِ. وفي الشعرِ يقول رحمه الله : الشِّعْــرُ عِنْـدِي الوَرْدُ إنْ فَتَّـحَــا الشعــرُ عنـدي الوردُ إنْ صَوَّحَـا واصفاً إياه بأنه شاعر الجزالة والحكمة والخيال الخصب. ثم قدم مدير الندوة المتحدث الأول الأستاذ الدكتور حسن حجاب الحازمي مستعرضاً سيرته الذاتية الكبيرة بدأ الدكتور الحازمي ورقته التي أسماها سيرة ومسيرة بتوجيه رسالة إلى المؤسسات الثقافية بأن تسارع في تكريم الرواد قبل رحيلهم مستهلاً الحديث في سيرة الراحل الشخصية ثم عرج الحازمي على رحلة البهكلي العملية ثم تحدث عن مشاركاته الإعلامية من خلال مجلات الفيصل والمسلمون ومرافئ وعدد من الدوريات والحوليات ومشاركاً في ندوات وبرامج الإذاعة الرياض ثم اختتم ورقته بالحديث عن أعماله الأدبية وإنجازاته الثقافية من عمله كأحد المؤسسين لورشة الاثنينية في أدبي الرياض وجازان ونائباً لرئيس نادي جازان الأدبي، والإشارة إلى نتاجه الشعري وأنه كتب الشعر منذ سن مبكرة عاداً مشاركاته في المحافل داخل الوطن وخارجه. بعدها انتقل الحديث للأستاذ الدكتور أسامه البحيري الذي أشار إلى قربه من تجربة البهكلي الشعرية والإنسانية خاصة ما أنجزه الدكتور حلمي القعود في كتابه الأخير هذا العام (أريج الشعر) وتناول تجربة البهكلي الشعرية ضمن عدة تجارب شعرية عربية وتحدث البحيري أن تجربة البهكلي تتمثل في مهارة المزج بين التراث العربي والوافد الحديث ويستمد أصالة التجربة ورسوخها ويأخذ من الحديث ما يعمّق تجربته الشعرية وهو ماصرح به في ديوانه «طيفان على نقطة الصفر» ثم استعرض مقتطفات من ديوان البهكلي الأول: «الأرض والحب» الذي يمثل البواكير الأولى لتجربته، لافتاً إلى سيطرة النغمة الغنائية على الديوان واعتماده على تقنية القناع الشعري وهو ما أسهم في التكامل النصي في قصيدة البهكلي وراييته للمتلقي، ثم ألمح إلى الانفتاح الشعري للبهكلي رحمه الله لكنه بقي معتصماً بالجذور التاريخيه للشعر. بدوره قدم الباحث والقاص خالد اليوسف آخر الأوراق عن حياة البهكلي مبيناً أن الراحل كان شيخه عاداً بعض المواقف التي جمعته به مستهلاً الحديث بضمير المتكلم: هي سنوات العمر التي تأسست قبل خمسة وأربعين سنة من الآن! وهي عمر الصداقة والأخوة الوشيجة التي ربطتني بأستاذي الراحل: أحمد بن يحيى البهكلي! توشجت علاقتي بأستاذي البهكلي منذ تتلمذي عليه في المعهد العلمي، فقد أصبح الشعر هو سيد جلساتنا وحوارنا ونقاشنا، بفضله تعرفت على عدد من الشعراء العظام، واهتم كثيراً بما أكتبه من شعر، وكل يوم تزداد علاقتي به أكثر، حتى بعد سفره إلى أمريكا مبتعثاً من جامعة الملك سعود للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه. في كتابي: نقاء الطين الأبيض ذكرت عدداً من المحطات التي جمعتني به، ثم عرج اليوسف في آخر حديثة عن الراحل بتلك المساءات الأدبية لعدد من الشعراء والقاصين والمبدعين من أبناء جازان والرياض وغيرها والتي كانت تقام في بيت الراحل في الرياض. وختم حديثه بالإشارة إلى أنه سيقوم بالاشتراك مع شقيق الفقيد الشاعر علي البهكلي في جمع أعمال المرحوم الشعرية وإصدارها عن طريق النادي. قبل أن تختتم الندوة بالعديد من المداخلات الثرية عن سيرة الراحل والتي شارك فيها عدد من المثقفين وختم المساء رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ حسن الصلهبي بشكر فرسان الندوة ومديرها مؤكداً أن كل المقترحات التي قدمت هي محل اهتمام إدارة النادي.

مشاركة :