تربويون يطالبون بدراسة الضغوط التي يتعرض لها المعلم

  • 10/25/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت مقاطع الفيديو المصورة من قبل الطلبة الموثقة لحالات الضرب التي تعرض فيها أحد الطلبة للضرب من قبل المعلم، ردود فعل مختلفة من المجتمع مستهجنة لتصرف المعلم، كما في الوقت نفسه أثارت المقاطع التي انتشرت بعدها، وأحدهم من قبل تجاوز أحد الطلبة للأخلاقيات السوية وتحرشه بأحد المعلمين، استهجان الكثير من أفراد المجتمع، ومقارنته بردة فعل الوزارة في مثل تلك المواقف المصورة، وسرعة تعرض المعلم للتحقيق والفصل من وظيفته. وأكد تربويون وأولياء أمور أهمية دراسة الضغوط التي يتعرض لها المعلم، وتجعله يفقد أعصابه، حين يطلب الحلم والصبر منه، وأهمية تبادل الاحترام بين المعلمين والطلبة، موضحين أن تزايد أعداد الطلبة في كل فصل، وطول اليوم الدراسي، وعدم اتخاذ الإدارة المدرسية للإجراءات الإدارية في الملاحظات التي ينقلها، جميعها ساعدت في فقدان بعض المعلمين لأعصابهم، واندفاعهم للضرب كآخر وسيلة لتقويم سلوك الطلبة. قيم الاحترام مغيبة أكد عبد الله العويد ولي أمر، أن الطلبة في أعمار معينة يحتاجون للتأديب باستخدام الضرب، غير المبرح، موضحاً أن الأجيال الحالية أصبحت غير عابئة بالقيم والأخلاق من فرط التدليل والتطور الحاصل في الحياة الاجتماعية، في حين كانت التربية سابقاً مختلفة بشكل كلي، وتسيطر عليها قيمة هيبة واحترام المعلم، وحين يضرب ويؤدب الطالب يخجل أن يحكي لأهله عن الضرب، لأنه يعلم بأنه كان مخطئاً. ومقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخراً، أعطت مجالاً للطلبة للتأثير في مكانة المعلم ووضعه، بتعريضه للتحقيق والفصل عن العمل، نتيجة انفعاله بسلوكيات الأبناء، موضحاً أن مكانة المعلم وهيبته في المجتمع لابد أن تكون محفوظة ولا تتعرض لتلك المواقف، مؤكداً أن المعلم يتعامل مع الطلبة وكأنهم أبناؤه، وأولياء الأمور لابد أن يتفهموا الضغوط التي تنتاب المعلم في الفصل الذي يتحمل أعباء أكثر من 30 طالباً، وأن الخطأ الذي لا يغتفر للطلبة هو قلة احترامهم للمعلم ومحاولتهم المس بكرامته، بعد أن ينجحوا في إثارة أعصابه. تعاون أولياء الأمور مطلوب وقال المدرس مروان يوسف، الذي بدأ كلامه ببيت الشعر للإمام الشافعي: أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان، موضحاً أنه لفت انتباهه أثناء متابعته لأخبار التربية والتعليم اجتماع للأمهات عقد في إحدى الحدائق في مدينة رأس الخيمة لتدارس ما آلت إليه المدارس وعملية التعليم في الدولة، وسره أن تشارك الأمهات في عملية التعليم وهذا ليس بغريب، فحتى ننتج جيلاً متسلحاً بالعلم والمعرفة لا بد من المشاركة بين المدرسة والمنزل والمجتمع. وأوضح مروان المعلم الذي أمضى أكثر من ثلاثين عاماً في التدريس، أن المنزل هو الأمين الأول على تربية الناشئين. وأنصح المعلمين بإرسال رسالة تقدير لأولياء الأمور الذين يشاركون في عملية التعلم، وخاصة الأمهات اللواتي رغم وظيفتهن ومسؤولية المنزل والأبناء يجتهدن لتعليم أبنائهن. وأكد أن أهم مشكلة تعانيها المدارس في وقتنا الحاضر مشكلة الضرب وهيبة المدرس، وعرض فيديوهات ضرب وسلوكيات خاطئة وانتشارها على شبكة التواصل الاجتماعي حتى باتت معظم الصحافة تتناولها بالنقد وحتى الصحافة العالمية وطلابنا للأسف يشاركون في ذلك متناسين أنهم من أسعد شعوب العالم، والدولة تسعى جاهدة لتكون في المرتبة الأولى على الصعيد العالمي في مجال التعليم. وأوضح أن ما تبنيه الدولة والمدارس في سنين يهدم عن طريق فئة قليلة جداً، انحرفت عن طريق الصواب، فهل يعقل أن يشاكس طالب ثانوي معلماً فاضلاً، ومجموعة من الطلبة يرقصون في هرج ومرج في موقف لا يمت للأدب بصلة ودون مراعاة للمدرس والمدير والوزارة؟ منذ متى الطلاب الثانويون يرقصون، فالطالب الذي لا يقيم وزناً للمدرس والمجتمع كيف سيدافع عن الوطن مستقبلاً ونحن نودع شهيداً تلو شهيد حتى نحافظ على كبريائنا ونحفظ حدود بلادنا حتى ينعم الجميع بنعمة الأمان. وقال إن المدرس إنسان من حقه أن يعتز بكرامته وكبريائه ويحفظ حقه فمن يعوضه عندما تداس كرامته أو ينكسر خاطره. ترفيه مفقود وأوضحت جواهر راشد موجهة تربوية، أن المعلم في ظروف صعبة لابد أن تنعكس على الطلبة، فهو مسؤول عن تدريس أكثر من 30 طالباً في الفصل الواحد، ومسؤول عن الانتهاء من المنهج بوقت معين، ولا يتحمل أن يثيره الطلبة المشاغبون، وفوق هذا إطالة اليوم الدراسي كلها أعباء على المعلم، فيما لا تتجه الإدارات إلى أساليب حديثة لتخفف عن المعلم كل تلك الضغوط، ولا أحد يرفه عنه ولا توجد برامج خاصة للمعلمين للترفيه عنهم وإكسابهم مهارات ذاتية وتشجيعهم للانضمام إلى الدورات التثقيفية في التعامل مع كافة الظروف. وأكدت أن الطلبة أيضاً بحاجة ماسة لتعلم القيم والآداب العامة، والسلوكيات الصحيحة، مبينة أن المعلم له دور في غرس تلك القيم من خلال تصحيح أوقات معينة لها في جدوله الدراسي من أجل رفع الوعي العام بتلك القيم النبيلة التي لابد أن تعيش ممارستها كل الأسر وأفرادها. وأشارت إلى أن كل الأنظار اتجهت إلى عقاب المعلم، فيما لم يثر الانتباه لتصرف الطلبة في موقف الضرب، كان أغلبهم يضحك من الموقف، ولابد من دراسة جميع تلك المواقف التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي سواء الصادرة من الطلبة أو من المعلمين ليأخذ كل طرف جزاءه. قناة تربوية وقال عبد الله معضد المزروعي موجه تربوي، إن المجتمع بحاجة ماسة لوسيلة إعلامية متمثلة بقناة تلفزيونية أو إذاعية محلية لبث البرامج التربوية والتعليمية في الوقت نفسه، لمعالجة الربط بين كافة أطراف الميدان التربوي واحتواء ومناقشة مشكلاته، وتهدف إلى إثراء المناهج التعليمية وزرع القيم وخدمة كافة الأطراف وخاصة إبراز الأنشطة اللاصفية التي تنظمها المدارس وتستفيد منها شريحة كبيرة من الطلبة. تأصيل الاحترام المتبادل وقالت الدكتورة عائشة العوضي موجهة تربوية، إن استخدام الضرب لم يعد موضع نقاش، والتربويون متفقون على تجنب استعمال العنف في عملية التعلم والتعليم وتجب دراسة كل حالة ضرب للوقوف على الأسباب الواقعية التي دفعت المعلم لاستخدام العنف مع الطلاب، وبالتالي معالجة كل حالة من جذورها. ولا عذر للمعلم في استعماله الضرب في غرفة الصف، وهذا السلوك خارج الأطر التربوية، كما لابد من تأصيل الاحترام المتبادل بين المعلمين والطلبة. المعلم: الطلبة نجحوا في استفزازي المعلم جاسم صاحب حالة الضرب الأخيرة التي صورت في دبا الحصن، والذي أمضى 13 عاماً في التدريس، وكل المحيطين به من أساتذة وأولياء أمور وإدارة يشيدون بأخلاقه وهدوئه، يقول: للأسف نجح الطلبة في إيقاعي بالفخ بعد إثارة أعصابي واستفزازي، فقد كنت قبل تصوير مقطع الفيديو أنصحهم بالاهتمام بالدراسة والمذاكرة لتدني درجاتهم، إلا أنني تفاجأت باللفظ السوقي من الطالب الذي أثار في كلامه ضحك الطلبة وقهقهتهم في الفصل، في حين لم أحتمل الموقف وضربت الطالب بيدي على ظهره، وأعترف لم أستطع التحكم في انفعالاتي التي حدثت فجأة، ولم يكن اللفظ هو الذي استفزني بقدر ما كان تصرف الطالب وردة فعل الطلبة، فأردت أن أجتث تلك التصرفات والسلوكيات من خلال الضرب، فقد تعددت الشكاوى التي أنقلها للإدارة من ذلك الفصل بالذات، ولم يتخذ أي إجراء، والفصل يحتوي على أكثر من 30 طالباً. وأكد أن إدارة المنطقة التعليمية أوقفته لمدة أسبوع حالياً، ولا يعلم نهايته، موضحاً أنه يتقبل كل ما ينتج عنه التحقيق، لأنه أخطأ بضرب الطالب، إلا أنه بالنهاية أب، ويعامل جميع الطلبة كأبنائه تماماً.

مشاركة :