إلى السادة النواب مع التحية

  • 9/12/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يطيب‭ ‬لي‭ ‬مخاطبتكم‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة،‭ ‬لستُ‭ ‬ناقدًا،‭ ‬وإنما‭ ‬مقدرًا‭ ‬لكل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلونها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬منكم‭ ‬يعرفني‭ ‬وأعرفه‭ ‬بصورة‭ ‬شخصية،‭ ‬وربما‭ ‬بعضكم‭ ‬لا‭ ‬يعرفني‭ ‬ولم‭ ‬يسمع‭ ‬عني‭ ‬قط،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الجيد‭ ‬أن‭ ‬أخصص‭ ‬وقتي‭ ‬اليوم‭ ‬معكم‭ ‬لنتحدث‭ ‬ونتحاور‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬وبعض‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أجدها‭ ‬مهمة‭ ‬وتحتاج‭ ‬منكم‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬وخاصة‭ ‬ونحن‭ ‬مقبولون‭ ‬على‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭ ‬للانتخابات،‭ ‬وهو‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬ أيها‭ ‬السادة،‭ ‬جميعنا‭ ‬يعلم‭ ‬أنكم‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التشريع‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬فأنتم‭ ‬الجهة‭ ‬التشريعية‭ ‬والمراقبة‭ ‬لعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬وأنت‭ ‬أعلم‭ ‬بوظائفكم‭ ‬والعمل‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوموا‭ ‬به،‭ ‬ونحن‭ ‬وأنتم‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬التشريع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فكر‭ ‬وعمل‭ ‬تخطيطي،‭ ‬وقدرة‭ ‬ذهنية‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬للأمور‭ ‬والقضايا‭ ‬والأزمات‭ ‬والمشاكل،‭ ‬ودعونا‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬المصطلحات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬حول‭ ‬التخطيط‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬لا‭ ‬تخدمني‭ ‬اليوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬لسنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬فكرنا‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬وضع‭ ‬الرؤية‭ ‬أو‭ ‬الرسالة‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتخطيط‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬التخطيطي‭ ‬والعمل‭ ‬ضمن‭ ‬مخطط‭ ‬واضح‭ ‬ومرتب‭ ‬وممنهج،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬حديثي‭ ‬معكم‭ ‬اليوم‭.‬ فالتخطيط‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬–‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬–‭ ‬هو‭ ‬فن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأنه‭ ‬الوظيفة‭ ‬المبكرة،‭ ‬أو‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬تنموية‭ ‬مستقبلية،‭ ‬وأنه‭ ‬يتضمن‭ ‬تصميم‭ ‬الأهداف،‭ ‬وتقييمها،‭ ‬واختيار‭ ‬المناسب‭ ‬منها،‭ ‬وتحديد‭ ‬كيفية‭ ‬بلوغها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬عمل‭ ‬طويل‭ ‬وقصير‭ ‬المدى،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬معايير؛‭ ‬لقياس‭ ‬الأداء‭ ‬الفعلي،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬فالتخطيط‭ ‬كما‭ ‬نفهمه‭ ‬يقوم‭ ‬علـى‭ ‬عنصرين‭ ‬أساسيين‭: ‬التنبُّؤ‭ ‬بالمُستقبل،‭ ‬والاستعداد‭ ‬له‭. ‬ ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬التخطيط‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬–‭ ‬يتعلق‭ ‬ببعض‭ ‬القضايا‭ ‬والإرث‭ ‬القديم‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المؤسسات،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬والأزمات‭ ‬بعقلية‭ ‬والتفكير‭ ‬التخطيطي‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬إدارة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الإرث‭ ‬والأزمات‭ ‬بمنهجية‭ ‬علمية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتوارثها‭ ‬الأجيال‭ ‬المستقبلية،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التخبط‭ ‬العشوائي‭ ‬ومحاولة‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬‮«‬البنادولية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭. ‬ وحتى‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المخطط‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بدراسة‭ ‬شمولية‭ ‬متكاملة‭ ‬للبيئة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬للجهة‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬لدراسة‭ ‬مستقبل‭ ‬تلك‭ ‬الجهة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ندرس‭ ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والعوامل‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والعوامل‭ ‬السياسية،‭ ‬والعوامل‭ ‬التشريعية،‭ ‬والعوامل‭ ‬الثقافية‭ ‬التعليمية،‭ ‬والعوامل‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬والتأثيرات‭ ‬الخارجية‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬نشرع‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬والتطبيق،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬بعض‭ ‬التنبؤات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للموضوع‭ ‬تحت‭ ‬الدراسة،‭ ‬ولا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬والأفكار‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬بصورة‭ ‬إبداعية‭ ‬ومبتكرة،‭ ‬فمهما‭ ‬حاولنا‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬نفس‭ ‬الأهداف‭ ‬ونفس‭ ‬الأفكار‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوسع‭ ‬في‭ ‬تفكيرنا‭ ‬وتنمو‭ ‬أفكارنا‭ ‬وأن‭ ‬نفكر‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬–‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭.‬ وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬تطابقا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أولوياتنا‭ ‬ودراستنا‭ ‬للمؤسسة‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬لها‭ ‬المخطط،‭ ‬لنقلل‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬ونختار‭ ‬منها‭ ‬الأهداف‭ ‬والأفكار‭ ‬الموضوعية‭ ‬القابلة‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬نغربل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬توصلنا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وأهداف‭. ‬وبعد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬ذكرها‭ ‬هنا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تحويل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬تنفيذية،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬نحول‭ ‬الهدف‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬يمكن‭ ‬تنفيذه‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬نحول‭ ‬ما‭ ‬كتبناه‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬يمكن‭ ‬لمسها‭ ‬والاستشعار‭ ‬بها‭.‬ لماذا‭ ‬نقول‭ ‬ذلك،‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬–‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬–‭ ‬تعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات،‭ ‬فماذا‭ ‬قدمتم‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬للجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬لإدارة‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬؟‭ ‬فمثلاً‭:‬ أولاً‭: ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭: ‬جاء‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬البحرين‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬المهمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬مثل‭:‬ {‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬البيئية،‭ ‬المناخية،‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الأوبئة‭.‬ {‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المحلية‭ ‬والمتمثلة‭ ‬بندرة‭ ‬المياه،‭ ‬وقلة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬ومحدودية‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة،‭ ‬وغياب‭ ‬الأفضلية‭ ‬النسبية‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬التقليدية‭.‬ {‭ ‬المشاكل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنقل‭ ‬وتطويع‭ ‬استخدام‭ ‬التقانات‭ ‬الزراعية‭ ‬الحديثة‭.‬ {‭ ‬المشاكل‭ ‬المتصلة‭ ‬بالسياسات‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬التجارية،‭ ‬التسويقية‭.‬ {‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬واستمرار‭ ‬الهدر‭ ‬الغذائي،‭ ‬وقلة‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭.‬ ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وضعت‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بالاشتراك‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬الفاو‭)‬،‭ ‬ونعرف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬على‭ ‬الأغذية‭ ‬الكافية‭ ‬والآمنة‭ ‬والمغذية‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وتفضيلاتهم‭ ‬الغذائية‭ ‬لأجل‭ ‬حياة‭ ‬نشطة‭ ‬وصحية‭. ‬ وهذا‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬عليه،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬الأرض‭ ‬الممنوح‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬استأجرت‭ ‬قطعا‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬لنفس‭ ‬الغرض،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الأرض‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬البحرين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬مشاورات‭ ‬سياسية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬هل‭ ‬تساءلتم‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تستغل‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الممنوحة‭ ‬للبحرين‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات؟‭ ‬لماذا‭ ‬أخذت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعرفة‭ ‬كيفية‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬السنوات؟‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬تجني‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬أسواقها؟ أيها‭ ‬السادة‭ ‬النواب،‭ ‬هل‭ ‬لديكم‭ ‬خطط‭ ‬بديلة‭ ‬ومنهجية‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬مستقبلية‭ ‬وضعت‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي؟‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلع‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة؟ ثانيًا‭: ‬البطالة‭ ‬والعمالة‭ ‬الوافدة‭: ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬بطالة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكاثر‭ ‬أعداد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬التي‭ ‬تزاحم‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭.‬ في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬كشفت‭ ‬الاحصائيات‭ ‬أن‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬ويشكلون‭ ‬حوالي‭ ‬161‭ ‬جنسية،‭ ‬وكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أنهم‭ ‬أتوا‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬العيش،‭ ‬ولكن‭ ‬نسأل‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يأخذون‭ ‬لقمة‭ ‬العيش؟‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬عليا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وعدد‭ ‬منهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬المساندة‭ ‬مثل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬السوبرماركت‭ ‬والأسواق‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذه‭ ‬الوظائف‭ ‬أيضًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬وعدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬التسول‭ ‬وفي‭ ‬جمع‭ ‬الأوراق‭ ‬وعلب‭ ‬الألمنيوم‭ ‬من‭ ‬براميل‭ ‬القمامة‭ ‬ثم‭ ‬يذهب‭ ‬ليبيعها‭ ‬لبعض‭ ‬المحلات‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬الخردة‭ ‬نظير‭ ‬بضع‭ ‬دنانير‭ ‬زهيدة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬مصانع‭ ‬خاصة‭ ‬لإدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المناظر‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬بصورة‭ ‬يومية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬يرمون‭ ‬القمامة‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬علبة‭ ‬ألمنيوم‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭.‬ ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمالة‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬منهم‭ ‬بتحويل‭ ‬دينار‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬راتبه‭ ‬–‭ ‬فقط‭ ‬دينار‭ ‬–‭ ‬لخارج‭ ‬الوطن‭ ‬بصفة‭ ‬شهرية،‭ ‬فكم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الديار‭ ‬البعيدة؟‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭.‬ أيها‭ ‬السادة‭ ‬النواب،‭ ‬أين‭ ‬خططكم‭ ‬ومخططاتكم‭ ‬لإدارة‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬وإحلال‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬محل‭ ‬هؤلاء؟‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬خطبا‭ ‬رنانة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإنما‭ ‬نريد‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬قصير‭ ‬وطويل‭ ‬المدى،‭ ‬يقدم‭ ‬للجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬لإدارة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة؟ نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أنكم‭ ‬تصرحون‭ ‬وتتحدثون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرًا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجالسكم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منصاتكم‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ولكننا‭ ‬نريد‭ ‬برنامج‭ ‬عمل،‭ ‬وخططا‭ ‬وفكرا‭ ‬تخطيطيا،‭ ‬فهل‭ ‬نقرأ‭ ‬يومًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك؟ ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬وإليكم‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭:‬ ثالثًا‭: ‬السكن‭: ‬فهل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬بطولها‭ ‬وعرضها‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬منزل‭ ‬العمر‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬العمر؟ رابعًا‭: ‬الازدحام‭ ‬المروري‭: ‬كانت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬ولكنها‭ ‬اليوم‭ ‬عندما‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬شوارعها،‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬أو‭ ‬ازدحام‭ ‬يؤرق،‭ ‬فماذا‭ ‬فعلتم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬؟ خامسًا‭: ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومدارس‭ ‬المستقبل‭: ‬لماذا‭ ‬واجهنا‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬أنها‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬مدارس‭ ‬المستقبل؟‭ ‬هل‭ ‬لديكم‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬إن‭ ‬واجهنا‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬أزمة‭ ‬جديدة؟ سادسًا‭: ‬الزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬للمتقاعدين‭: ‬ما‭ ‬زال‭ ‬موضوع‭ ‬الزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬سحبت‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬المتقاعدين‭ ‬موضوعا‭ ‬عالقا،‭ ‬فهل‭ ‬لديكم‭ ‬خطط‭ ‬لإعادة‭ ‬أموال‭ ‬المتقاعدين‭ ‬إليهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى؟ سابعًا‭: ‬التجار‭ ‬الصغار‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭: ‬تعاني‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الكم‭ ‬والثقل‭ ‬والضغط‭ ‬الكبير‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والتأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬فما‭ ‬خططم‭ ‬حيال‭ ‬ذلك؟ أيها‭ ‬السادة،‭ ‬وهنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فكر‭ ‬وعقلية‭ ‬تخطيطية،‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نشاهد‭ ‬ونقرأ‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬بعض‭ ‬الخطط‭ ‬الممنهجة‭ ‬لحل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب؟ الفكرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬النواب،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬الرنانة‭ ‬والأقوال‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬المخطط‭ ‬والتنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يرتقي‭ ‬بالدولة‭ ‬والإنسان‭.‬ ولكم‭ ‬مني‭ ‬تحية‭.‬ Zkhunji@hotmail‭.‬com

مشاركة :