بدأ الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا اليوم الأحد في العودة التدريجية إلى شكل من أشكال الحياة الطبيعية بعد أيام من دخول قوات نظام الرئيس بشار الأسد إليها وخروج مناهضيهم من القوات المعارضة منها. وانتهى القتال بين الطرفين بعد اتفاق برعاية حليف الأسد روسيا بعد تصعيد في القتال شهد حصار قوات النظام للمدينة التي تحصن بها المعارضون منذ عام 2013. وشهدت مدينة درعا منذ نهاية تموز/يوليو تصعيداً عسكرياً بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة محلية، بعد ثلاث سنوات من هدوء أرسته تسوية استثنائية رعتها روسيا، وأبقت بموجبها تواجد مقاتلين معارضين في مناطق عدة، بينها الأحياء الجنوبية لمدينة درعا والتي تعرف بدرعا البلد. وجال مراسلو فرانس برس في منطقتي حي الأربعين ودوار المصري، حيث انشئت نقطتان عسكريتان سوريتان من أصل تسع نقاط في المناطق التي دخلها الجيش مؤخراً. وشاهد المراسلون جرافات تزيل الأنقاض من بين المنازل المدمرة، وتفتح الطرقات التي امتلأت بآثار المعارك والقذائف الفارغة وما خلفه القتال. وقادت روسيا طوال الشهر الماضي مفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، تم خلالها إجلاء عشرات من مقاتلي المعارضة من المدينة إلى مناطق سيطرة فصائل معارضة في شمال البلاد. وقال مصدر عسكري رفض الكشف عن هويته في درعا للصحافيين "تموضعت تسع نقاط عسكرية في أطراف درعا البلد وبداخلها، ويجري العمل على تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين بعد تسليم سلاحه"، وأضاف المصدر "هناك هدوء حذر وننتظر استكمال خطوات التسوية، والدولة لا تفضل الحل العسكري". واصطحب مسؤولو وزارة الإعلام السورية وفداً من الصحفيين في جولة بالمدينة، حيث ظهرت الأعلام السورية بجانب أعلام روسيا فوق مركبات الشرطة العسكرية الروسية بشوارعها. الأمم المتحدة: 18 ألف مدني أجبروا على الفرار من درعا في جنوب سوريا المرصد السوري: قصف لقوات النظام على مبنى يضم نقطة طبية في شمال غرب سوريا وزارة الدفاع التركية تعلن مقتل اثنين من جنودها في شمال سوريا وقامت الجرافات بإزالة الكثبان الرملية من الشوارع الرئيسية، وخرجت النساء لشراء المنتجات الغذائية من المحلات القليلة التي أعيد فتحها. وعبر سليم حسن، وهو أحد المقيمين في درعا، عن ارتياحه بعودة الأمن للمدينة قائلاً: "المهم بالنسبة لنا كسوريين هو الأمن والاستقرار والهدوء وفي نفس الوقت يحصل المواطنون على حقوقهم الكاملة من حرية الرأي والعمل وحرية التنقل ونأمل أن يكون الجميع على مستوى المسؤولية عن سوريا". وقال مواطن آخر يدعى أبو وائل إنه يستعد لمباشرة عمله خلال أيام كما عبر عن كونه "محظوظاً لعدم تدمير منزله خلال القصف" بين قوات الأسد والمعارضين. وجاء ذلك بعد بدء تطبيق بنود الاتفاق النهائي منذ بداية أيلول/سبتمبر، وبينها دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد وانتشار حواجز عسكرية للقوات الحكومية، وبدء مئات من الراغبين بالبقاء في درعا من مقاتلين أو شبان متخلفين عن الخدمة العسكرية بتقديم طلبات لتسوية أوضاعهم. وأدى التصعيد العسكري الأخير، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، إلى مقتل 23 مدنياً بينهم ستة أطفال و26 عنصراً من القوات الحكومية و20 مقاتلاً معارضاً. ودفع التصعيد أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح من درعا البلد خلال نحو شهر، وفق الأمم المتحدة.
مشاركة :