«هدوء حذر» في درعا السورية بعد دخول الجيش أحياءها الجنوبية

  • 9/13/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

درعا‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬ساد‭ ‬هدوء‭ ‬حذر‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬أحياء‭ ‬درعا‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا،‭ ‬التي‭ ‬انتشر‭ ‬فيها‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬رعته‭ ‬موسكو‭ ‬عقب‭ ‬تصعيد‭ ‬عسكري،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬شاهد‭ ‬مراسلو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬خلال‭ ‬جولة‭ ‬نظمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬السورية‭. ‬ وشهدت‭ ‬مدينة‭ ‬درعا‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬يوليو‭ ‬تصعيدا‭ ‬عسكريا‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬ومجموعات‭ ‬مسلحة‭ ‬محلية،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬هدوء‭ ‬أرسته‭ ‬تسوية‭ ‬استثنائية‭ ‬رعتها‭ ‬روسيا،‭ ‬وأبقت‭ ‬بموجبها‭ ‬تواجد‭ ‬مقاتلين‭ ‬معارضين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة،‭ ‬بينها‭ ‬الأحياء‭ ‬الجنوبية‭ ‬لمدينة‭ ‬درعا‭ ‬والتي‭ ‬تعرف‭ ‬بدرعا‭ ‬البلد‭. ‬ وجال‭ ‬مراسلو‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬منطقتي‭ ‬حي‭ ‬الأربعين‭ ‬ودوار‭ ‬المصري،‭ ‬حيث‭ ‬أنشئت‭ ‬نقطتان‭ ‬عسكريتان‭ ‬سوريتان‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬تسع‭ ‬نقاط‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬دخلها‭ ‬الجيش‭ ‬مؤخراً‭. ‬وشاهد‭ ‬المراسلون‭ ‬جرافات‭ ‬تزيل‭ ‬الأنقاض‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المنازل‭ ‬المدمرة،‭ ‬وتفتح‭ ‬الطرقات‭ ‬التي‭ ‬امتلأت‭ ‬بآثار‭ ‬المعارك‭ ‬والقذائف‭ ‬الفارغة‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬القتال‭. ‬ وقادت‭ ‬روسيا‭ ‬طوال‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬مفاوضات‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬إجلاء‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬مقاتلي‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬سيطرة‭ ‬فصائل‭ ‬معارضة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭. ‬ وقال‭ ‬مصدر‭ ‬عسكري‭ ‬رفض‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬في‭ ‬درعا‭ ‬للصحفيين‭: ‬‮«‬تموضعت‭ ‬تسع‭ ‬نقاط‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬أطراف‭ ‬درعا‭ ‬البلد‭ ‬وبداخلها،‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬أوضاع‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬من‭ ‬المسلحين‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬تسليم‭ ‬سلاحه‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬المصدر‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬هدوء‭ ‬حذر‭ ‬وننتظر‭ ‬استكمال‭ ‬خطوات‭ ‬التسوية،‭ ‬والدولة‭ ‬لا‭ ‬تفضل‭ ‬الحل‭ ‬العسكري‮»‬‭. ‬ وأفادت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬السورية‭ ‬الرسمية‭ (‬سانا‭) ‬الأربعاء‭ ‬بدخول‭ ‬وحدات‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬درعا‭ ‬البلد‭ ‬و«رفع‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬والبدء‭ ‬بتثبيت‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬وتمشيط‭ ‬المنطقة‭ ‬إيذاناً‭ ‬بإعلانها‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬ وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬تطبيق‭ ‬بنود‭ ‬الاتفاق‭ ‬النهائي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وبينها‭ ‬دخول‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬إلى‭ ‬درعا‭ ‬البلد‭ ‬وانتشار‭ ‬حواجز‭ ‬عسكرية‭ ‬للقوات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبدء‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الراغبين‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬درعا‭ ‬من‭ ‬مقاتلين‭ ‬أو‭ ‬شبان‭ ‬متخلفين‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬بتقديم‭ ‬طلبات‭ ‬لتسوية‭ ‬أوضاعهم‭. ‬ ورغم‭ ‬غياب‭ ‬دوي‭ ‬القذائف‭ ‬والمدافع‭ ‬فإن‭ ‬عدداً‭ ‬قليلاً‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬المنشية‭ ‬‮«‬بانتظار‭ ‬استكمال‭ ‬فتح‭ ‬الطرقات‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيلها‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬درعا‭. ‬ وعلى‭ ‬مدخل‭ ‬حي‭ ‬درعا‭ ‬البلد،‭ ‬توقفت‭ ‬سيارتان‭ ‬تحملان‭ ‬العلم‭ ‬الروسي،‭ ‬وبجانبهما‭ ‬جنود‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬يراقبون‭ ‬حركة‭ ‬المدنيين‭ ‬الخفيفة‭. ‬ في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬مدنيون‭ ‬آخرون‭ ‬يجولون‭ ‬على‭ ‬دراجات‭ ‬نارية،‭ ‬بدون‭ ‬التحدث‭ ‬الى‭ ‬الصحفيين‭. ‬ وقال‭ ‬مصدر‭ ‬محلي‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬درعا‭ ‬للصحفيين،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬فرني‭ ‬خبز‭ ‬باشرا‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬الساعات‭ ‬الماضية،‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬نقاط‭ ‬صحية‮»‬‭. ‬وأدى‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكري‭ ‬الأخير،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬23‭ ‬مدنياً‭ ‬بينهم‭ ‬ستة‭ ‬أطفال‭ ‬و26‭ ‬عنصراً‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬و20‭ ‬مقاتلاً‭ ‬معارضاً‭. ‬

مشاركة :