أنجزت شركة أرامكو السعودية خطوات متقدمة جداً في مشروعها الضخم لزيادة طاقة إنتاج النفط الخام في حقل خريص الذي يعد الأكبر من نوعه في المملكة بطاقة حالية تبلغ 1.2 مليون برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الخفيف حيث تعمل أرامكو جاهدة لرفع الطاقة إلى 1.5 مليون برميل في اليوم ومن المخطط إنجازها عام 2017، في وقت تعالج مرافق الغاز في مجمع خريص الغاز المصاحب، مع توافر قدرات هائلة لمناولة 70 ألف برميل في اليوم من المكثفات و320 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز. ارتياح لأوضاع حقل خريص العملاق وعملياته الإنتاجية واحتفاظه بسجل خال من الحوادث وأعرب رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، أمين حسن الناصر عن اطمئنانه وارتياحه لأوضاع هذا الحقل العملاق وسلامة عملياته الإنتاجية في زيارة الإدارة العليا التنفيذية التفقدية للحقل مؤخراً مؤكدًا بأن مؤشرات السلامة في خريص ممتازة، وهو ما يستوجب استمرار الجهود والعمل للوصول إلى المستوى الأمثل للسلامة. ونوَّه الناصر بشباب خريص، حيث إن 78% من القوى العاملة الصناعية لا تتجاوز فترة عملهم في الشركة 10 سنوات، إلا انهم يعملون بمهنية واحترافية الخبراء. وعبّر الناصر أيضًا عن إعجابه بفكرة استخدام أنابيب البلاستيك المُعَالجَ حرارياً لنقل المواد الهيدروكربونية، مشيراً بأن إجراء دراسة توضّح إمكانية التوسُّع في استخدام هذا النوع من الأنابيب له أهمية عالية وهو أمرٌ حاسم بالنسبة لأرامكو مقدماً اقتراحا لمنطقة الأعمال الجنوبية بأن تأخذ زمام المبادرة مع الخدمات الهندسية وتطوير الأعمال المستجدة لإجراء هذه الدراسة وقياس إمكانية التوسُّع في استخدام تلك الأنابيب في مرافق الشركة، بالنظر لما تتميز به من الحد من التكلفة بشكل ملحوظ، كما أنها ستقلل بصورة كبيرة وقت التركيب والعزل. كما وجه بدراسة إنشاء مركز للتدريب على مكافحة الحرائق يضُاف إلى مركز الجعيمة، وأكد أن الشركة بكل ما لديها من مرافق وإنشاءات تحتاج إلى مركز آخر لرفد مركز الجعيمة، الذي يستوعب جميع مناطق الشركة ومراكز أعمالها في كل مناطق المملكة، في الوقت الحالي. وتحدث الناصر عن أسواق البترول مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط فرصة تدفع أرامكو إلى مواصلة التفكير لابتكار وسائل جديدة في أداء أعمالها يمكن من خلالها خفض التكلفة، في وقت تواصل الشركة دوما دعم الابتكارات، التي من شأنها المحافظة على الجودة، وخفض تكلفة منتجات أرامكو الهيدروكربونية، من خلال مفهومها الشامل لثقافة التميُّز، التي تقود الشركة نحو العمل على ابتكار وتطبيق تقنيات حديثة وطرق أفضل وأكثر طموحًا من أي وقتٍ مضى. وكشف مدير إدارة الإنتاج في خريص، محمد الصويغ، عن إحصاءات ومبادرات السلامة لهذا العام وخلال السنوات الثلاث الماضية. وقال إن خريص احتفظت بسجلها خاليًا من الحوادث المعيقة للعمل، إذ لم يقع أي حادث من هذا النوع خلال السنوات الثلاث الماضية، بينما بلغ إجمالي الحوادث المسجلة، خلال هذا العام، حادثاً واحد فقط، كما احتفظت المنطقة بسجلٍّ خالٍ من حوادث السيارات، ولم تقع أي وفاة أثناء العمل خلال السنوات الأربع الماضية. واحتفظت خريص بسجلٍّ خالٍ من الحرائق طيلة هذه الفترة. وأضاف بأن هناك جهودًا لتوعية المقاولين ورفع مستوى الوعي فيما يتعلق باتباع قواعد السلامة وذلك من خلال الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل التي تقيمها إدارة الإنتاج في خريص. وشملت الجولة التفقدية غرفة التحكم المركزية التي تتابع سير العمل في منطقة الإنتاج في خريص، وتقديم عرض عن رحلة التميُّز التشغيلي في الإدارة، ومبادرات الصحة والسلامة والبيئة، التي أطلقتها إدارة الإنتاج، وجهود التوفير في مضخات آبار الإنتاج، وشرح آفاق زيادة الطاقة الإنتاجية للحقل في المستقبل، ومبادرات تقليل التكلفة في إدارة الإنتاج ومنها أداة التحكم في الأعمال المتقدمة التي تقوم بتحسين الإنتاج بالحقل، حيث حققت وفرًا عائدًا ذا قيمة مضافة رئيسة، وكذلك تحسين عملية تنقية الغاز مما يزيد من كفاءة الإنتاج وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، حيث وفرت هذه المبادرة 1.7مليون وحدة غاز قياسية سنويًا كانت تحُرق يوميًا عبر نظام الاحتراق للتخلص من الغازات. وشملت الجولة التفقدية ورش الصيانة المركزية وعروضا حول عدد من الابتكارات التي أبدعها موظفو الورشة لتعزيز السلامة أثناء إجراء الصيانة، ومنها تحسين أداء آلة قطع الأنابيب بالنظام البارد، وكذلك التوسُّع في استخدام الأنابيب المصنوعة من البلاستيك المُعَالجَ حرارياً. كما زار فريق الإدارة التنفيذية محطة الإطفاء في خريص، مستمعين إلى شرح عن الكاميرا المتطورة الجديدة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكنها رصد حرارة المحيط حولها وبالتالي المساعدة في إخماد الحرائق. وقاد النائب الأعلى للرئيس لخدمات التشغيل والأعمال بالوكالة، محمد السقاف، فريق الإدارة في الجولة الثانية في خريص، حيث زار مركز إطفاء خريص، كما استمع إلى شرح عن أعمال الأمن الصناعي، حول كاشف المتفجرات، الذي يمكن حمله يدويًا، حيث يكشف هذا الجهاز المحمول مستويات البخار سريع الاشتعال في الجو وينبّه حامله لاتخاذ إجراءات السلامة المتبعة، وهو بذلك يرفع من معدلات السلامة أثناء العمل ويقلل وقوع إصابات ناتجة عن تسرب البخار سريع الاشتعال. وزار الفريق موقع مشروع استخدام تقنية البوليمر لتوفير المياه، حيث تقوم حبيبات البوليمر بامتصاص مياه الري وعدم السماح لها بالتبخر أو التسرب بين طبقات الرمال، مما يسمح للنبات بالحصول على هذه المياه المخزنة ومن ثم تقليل إهدار المياه حفاظًا على أحد أهم مصادر الطبيعة وحماية البيئة. أعقب ذلك زيارة لإحدى آبار الزيت في حقل خريص، حيث شاهد الفريق عرضًا عن إجراءات السلامة في الموقع، والنمو المطّرد للأعمال التي تتم خلال نشاطات استكمال أعمال الآبار في منطقة الأعمال الجنوبية. كذلك استمع الفريق إلى شرحٍ عن تقنية جديدة لجهاز متعدد الفروع لتسجيل المعلومات اللحظية عن بئر النفط، التي تساعد على تنشيط زيادة الإنتاج. كذلك قاد النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، عبدالرحمن الوهيب، فريق الإدارة في الجولة الثالثة في خريص، واشتملت على زيارة مماثلة للجولة الأولى بالإضافة إلى زيارة معمل تحليل العينات في خريص، أقسام المختبر، والتقنية الجديدة لتحليل الزيت في الماء باستخدام جهاز الأشعة تحت الحمراء، ما يساعد في رفع مستوى دقة التحليل وتقليل استخدام المواد الكيميائية، وبالتالي المساعدة في تحسين مستوى البيئة.
مشاركة :