رغم إعلان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، عن عقد الحكومة العراقية هدنة حتى نهاية العام الحالي مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، تعرض مطار أربيل فجر أمس الأحد لقصف بطائرتين مسيرتين اعترضتهما القوات الأميركية واسقطتهما من دون اصابات بشرية. ومع أن أياً من الفصائل التي تتولى مثل هذا القصف سواء لأربيل أو مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد أو قاعدة عين الأسد بالأنبار، لم تعلن مسؤوليتها عن مثل هذه الأعمال، فإن أصابع الاتهام باتت توجه إلى الفصائل الموالية لإيران. وكان الأعرجي الذي يرافق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي قام بزيارة أمس الأحد إلى إيران قبيل أقل من شهر على الانتخابات العراقية، أعلن أن الهدنة التي أبرمتها الحكومة العراقية مع الفصائل المسلحة لا تشمل أرتال التحالف الدولي التي لا تزال تتعرض إلى هجمات بالعبوات الناسفة. وكان الأعرجي التقى قبل نحو شهرين برفقة وزير الخارجية فؤاد حسين زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، الأمر الذي فسره المراقبون بأنه محاولة لتهدئة الأوضاع بين الحكومة والهيئة التنسيقية لما تسمى «فصائل المقاومة»، تمهيداً لتوفير أجواء آمنة للانسحاب الأميركي من العراق، طبقاً لمخرجات الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي التي عقدت بين الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة الكاظمي إلى واشنطن نهاية يوليو (تموز) الماضي. وفيما لم تصدر ردود فعل من أي طرف من أطراف الفصائل المسلحة، سواء بتبني العملية أو إعلان البراءة منها، فإن البيانات التي صدرت من الجهات الرسمية والحزبية التي أدانت هذه العملية اكتفت بوصف القائمين بها بأنهم خارجون عن القانون وليسوا إرهابيين. إلى ذلك، ندد التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة بالهجوم الذي استهدف مطار أربيل الدولي. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد واين ماروتو، في تغريدة على «تويتر»، إن «كل هجوم ضد الحكومة العراقية وإقليم كردستان والتحالف يقوض سلطة المؤسسات العراقية وسيادة القانون والسيادة الوطنية العراقية». وأشار إلى أن «هذه الهجمات تعرض للخطر حياة المدنيين والقوات الشريكة من قوى الأمن الداخلي والبيشمركة والتحالف».
مشاركة :