تآكل القوة الناعمة الأمريكية بفعل السياسات المتراكمة

  • 9/14/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

افتقدت الولايات المتحدة خلال العقود السابقة كثيرا من قوتها، كما فقدت جزءا كبيرا من هيبتها، وذلك جراء السياسات التي اتبعتها، والتدخلات التي اتسمت بالعشوائية وسوء التقدير وفق مراقبين. وخلال العقدين الماضيين تراجعت بشكل ملحوظ صورة الولايات المتحدة كقائد أوحد للعالم، بعد سلسلة من الأحداث أثبتت فيها السياسة الأمريكية إخفاقها خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ويبدو أن مشاهد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان دمرت ما تبقى من تلك الصورة العالمية، الأمر الذي ربما يؤدي إلى تغيير وجهات النظر في الشرق الأوسط بشأن القيم الأمريكية وبريقها التاريخي. في هذا السياق يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط هاري ليبمان أن الموقف الأمريكي في أفغانستان، والطريقة التي انسحبت بها شابه الضعف. ولفت إلى أن هذا الموقف لا يمكن أن ينفصل عن سياق التاريخ، مشيرا إلى أنه لا يختلف عن موقفها في عام 1975، حيث خسرت أمريكا بشكل فادح أمام الاتحاد السوفييتي، وظهرت الولايات المتحدة ضعيفة كأنها هاربة. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وأضاف: “كنا نخسر كثيرا،  حدث ذلك أيضا أثناء الحروب بالوكالة في القارة السمراء، وحاولنا العودة مرة أخرى في بعض الدول مثل أنجولا”. وتابع: “خلال عام 1990 انهزمنا مرة أخرى، وما حدث في عام 1975 ومع نهاية حرب فيتنام، وإسدال الستار مع صفحة وجود الأمريكان في فيتنام، وكذلك في العراق، تعد أمورا تكشف عن الصورة الأوضح للولايات المتحدة”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتحرك في دائرة مفرغة. وخلص استطلاع إلى هبوط تقييم الدور الأمريكي القيادي عالميا، وبلغ أدنى نسبة له عام 2017،  حيث نزل إلى ما يقرب من 30% فقط. كما كانت أكبر خسارة لصورة الولايات المتحدة القيادية في قارتي أوروبا وآسيا. ووفقًا للاستطلاع فإن صورة الولايات المتحدة اهتزت في عيون الأمريكيين أنفسهم، حيث انخفضت نسبة رضاء المواطن الأمريكي عن صورة بلاده عالميا من 71% عام 2001 إلى ما يقرب من37% فقط عام 2019. في هذا السياق، قال الدكتور منقذ داغر عضو مجلس إدارة مؤسسة جالوب الدولية للاستشارات والتحليلات، إن القوى الناعمة التي كانت تتميز بها الولايات المتحدة طيلة عقود، واستطاعت استثمارها لبسط نفوذها في العالم، تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن العلامة الأمريكية اهتزت في العالم، بعد أن كانت تتميز بها واشنطن في كل مكان. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وقال إن البضاعة الأمريكية لم تكن تباع لأنها جيدة فحسب، بل لأنها صنعت في أمريكا. وأضاف أنه كان هناك حلم لدى الكثيرين يتمثل في أن تنتقل حياتهم إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال إن الأرقام تشير إلى تراجع واضح للولايات المتحدة في العالم نتيجة السياسات الخاطئة، وعلى القيادة أن تنتبه لهذا التراجع الهائل. ووفقا لمقال رأي في مجلة فورين أفيرز، فإن النظرة السلبية لتراجع الدور القيادي لواشنطن في ملفات الشرق الأوسط ليست الضرر الوحيد الذي لحق بسمعة الولايات المتحدة. وتابع: “مشاهد صور المأساة الإنسانية في أفغانستان على سبيل المثال لها تبعات قاتمة على سمعة أمريكا في دعم الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، وفي الوثوق بها كحليف يعتمد عليه”. ويعتقد العميد حسن ظافر الشهري الباحث في الشؤون الإستراتيجية، خلال استضافته في مدار الغد، أن السياسة الأمريكية في الوقت الراهن عشوائية كأنها تسير على حبل مشدود. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وضرب بعض الأمثلة لتأكيد وجهة نظره، مشيرا إلى أن أمريكا اتخذت قرارات عشوائية بالانسحاب من أفغانستان، ومواقف أخرى في الشرق الأوسط، كما حددت 3 مراكز قوى إقليمية وعالمية لوضعها في إطار معين. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تخسر كثيرا في هذه المرحلة، ولا يمكن قياس علاقة الولايات مع بعض الدول مثل السعودية في ظل فترة رئيس محدد. وأوضحأن علاقات السعودية والولايات المتحدة تعود إلى عام 1945 وحتى الآن. ويرى إن أحداث 11 سبتمبر صُنعت لاستهداف العلاقات الأمريكية السعودية بعدما وصلت لدرجة عالية من الانسجام والصداقة، وكانت محاولة للإساءة لسمعة المملكة العربية.

مشاركة :