عقدت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، اليوم (الإثنين) أول اجتماعاتها، وشكلت لجنة لصياغة مسودة بيانها الوزاري، الذي ينبغي أن تعرضه أمام البرلمان لنيل ثقته. وقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع إن اللجنة تشكلت برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وعضوية نائبه ووزراء العدل والطاقة والمالية والثقافة والداخلية والتنمية الإدارية والإعلام والتربية والعمل والزراعة. وأكد قرداحي عزم الحكومة الانتهاء من البيان الوزاري خلال ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن رئيس البرلمان نبيه بري، سيدعو النواب إلى جلسة لبحث منح الحكومة الثقة. ويتعين على الحكومة وفق الدستور اللبناني أن تتقدم ببيان وزاري إلى البرلمان لنيل الثقة على أساسه خلال مهلة 30 يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها، ومن دون ثقة البرلمان لا يمكن للحكومة ممارسة صلاحياتها الدستورية. وأوضح قرداحي أن الرئيس اللبناني ميشال عون، دعا في مداخلة خلال ترؤسه اجتماع الحكومة، الوزراء إلى العمل كفريق متجانس لتنفيذ برنامج إنقاذي. وتمنى عون أن يتضمن البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم واستكمال وتنفيذ خطة النهوض بقطاع الكهرباء. كما طالب عون الحكومة باعتماد خطة التعافي، التي كانت قد أقرتها الحكومة السابقة وبتنفيذ الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية. وشدد على أن "المباشرة بالإصلاحات شرط أساسي لدى المجتمع الدولي للسير بآليات الدعم وتقديم المساعدات"، معتبرا أن "الاصلاحات هي المدماك الأساس لإعادة بناء الدولة ودونها يستحيل الانقاذ". ودعا الرئيس اللبناني الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ خطة مكافحة الفساد، إضافة إلى إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في الربيع المقبل واستكمال التحقيقات في كارثة انفجار مرفأ بيروت. وأوضح وزير الإعلام اللبناني أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، قال في كلمة خلال اجتماع الحكومة إن "الوضع الاقتصادي صعب للغاية ويتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية"، مشيرا إلى أن حكومته "لا تملك عصا سحرية وينتظرها الكثير من العمل". وتابع ميقاتي أن "حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موالٍ أو معارض"، داعيا إلى "التعاون بين الجميع". وأكد رئيس وزراء لبنان أن "الحكومة ستنكب على معالجة موضوع شح الوقود والدواء بما يوقف إذلال الناس". وتشكلت الحكومة الجديدة في لبنان من 24 وزيرا يوم الجمعة الماضي، لتنهي نحو 13 شهرا من الشغور الحكومي منذ استقالة حكومة حسان دياب على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت الدولي في الرابع من أغسطس 2020. ويعاني لبنان من سلسلة أزمات متشابكة سياسية ومالية واقتصادية وصحية غير مسبوقة فاقمها تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في البلاد وكارثة انفجار مرفأ بيروت.