بقلم | محمود ماهر - اقتنع المدرب الهولندي «فان خال» بنقطة يتيمة من مباراته أمام مانشستر سيتي، مساء اليوم الأحد، ليتراجع إلى المركز الرابع برصيد 20 نقطة بفارق نقطتين عن الصدارة، رغم أن الفوز كان في متناول يد مانشستر يونايتد الذي لعب على ملعبه «أولد ترافورد» وكان كامل العدد دون أي غياب يُذكر للإصابة، على النقيض من الفريق الزائر الذي افتقد لأبرز عناصره «دافيد سيلفا وسيرخيو أجويرو» بداعي الإصابة. سنحلل معكم الأسباب التي أدت لاضاعة فان خال لهذا الفوز السهل على هيئة نقاط، والبداية دائمًا مع: الإيجابيات | «1» مارس مانشستر سيتي ضغط قوي على حائز الكرة من منطقة وسط مانشستر يونايتد بقيادة دي بروينه ويايا توريه ورحيم سترلينج وفرناندينيو على مدار الشوط الأول، وهذا قتل قدرة أصحاب الضيافة على الخروج الصحيح بالكرة من المناطق الخلفية، بالذات الثنائي الأقل مهارة «فيل جونز وماركوس روخو». «2» بصرف النظر عن تواضع تمريرات روخو وقدرته على تأدية الدور الهجومي باستمرار، كان صمام أمان على الجهة اليسرى من الملعب أمام دي بروينه في الشوط الأول ثم أمام خسيوس نافاس في الشوط الثاني، لم نر أي خطورة على مرمى دي خيا من تلك الجهة أبدًا. يُحسب لفان خال تطويره للأداء الدفاعي للظهيرين عما كان عليه في عهد فيرجسون الذي خسر بسداسية، وفي عهد مويس الذي خسر برباعية!. «3» كان يايا توريه أخطر لاعب في المباراة ككل حتى ترك مكانه في الشوط الثاني، تحرك على كلا الطرفين بإمتياز وضغط في العمق، وضاعت منه فرصتين للتسجيل، بالتأكيد هو ليس أسرع من دافيد سيلفا عملية صناعة اللعب في العمق الدفاعي للخصم، لكنه لم يكف عن الحركة ومحاولة ملء الفراغ الذي خلفه صناع الألعاب الإسباني. «4» تعملق أوتاميندي وكومباني في غلق المساحات على واين روني واجبار خوان ماتا على البقاء بعيدًا عن منطقة الجزاء، فضلاً عن ابعاد معظم الكرات العرضيات التي أرسلت من على طرفي الملعب، اليوم تأكدت من أحقية أوتاميندي في المبلغ الذي دفع من أجل استقدامه من فالنسيا، فلم يمهل روني أي فرصة للتنفس أو مواجهة منطقة الجزاء للتسديد أو للتمرير لأحد زملائه. «5» اتبع مانويل بيلجريني خطة تثبيت الأظهرة في الخط الخلفي دون منحهم العديد من الأدوار الهجومية، بكاري سانيا ظل في الخلف لمنع مارسيال من المرور، وكولاروف اهتم بالشق الدفاعي مع فرناندو لغلق المساحات على ماتا وهيريرا وفالنسيا ثم على لينجارد. «6» نزول فيلايني بدلاً من باستيان شفاينشتايجر ضاعف من قوة وشراسة خط وسط اليونايتد في الدقائق الـ15 الأخيرة، كما أضاف لليونايتد ميزة في الكرات الطولية التي أرسلت داخل منطقة الجزاء، ورأينا كيف كاد يسجل سمولينج بعد تلقيه تمريرة من سمولينج بالرأس داخل صندوق العمليات. السلبيات | «1» الاستسلام العجيب من واين روني لتدخلات أوتاميندي وكومباني، لم يشاكس أو يحارب من أجل اختراق الدفاع مثل العادة، لم يعمل أبدًا على الاحتفال بعيد ميلاده الـ30، والأهم من كل ذلك استلامه السيء جدًا للكرة، غير معقول اهدار لاعب كبير بسمعة روني لأربع أو خمس كرات في وسط الملعب بسبب سوء الاستلام. «2» الدفاعية المبالغ فيها التي لعب بها بيلجريني أفسدت المباراة بتثبيت سانيا وكولاروف في الخلف دون تقدم واللعب بفرناندينو وفرناندو في منطقة الارتكاز ثم بعد ذلك اخراج يايا توريه واشراك المدافع الأرجنتيني «ديميكيليس» للعب كلاعب وسط دفاعي مع فرناندنو وتقديم فرناندينيو إلى الأمام قليلاً، كل هذه التحركات الدفاعية من المدرب التشيلي قابلتها لا مبالاة عجيبة من فان خال الذي واصل بنفس أسلوب اللعب تقريبًا ليضيع على نفسه فرصة تدمير السيتي. لماذا لم يخرج خوان ماتا “بطيء الحركة” ويتم الدفع بدارميان كظهير أيمن، وتحويل فالنسيا من الظهير الأيمن إلى الجناح الأيمن الصريح؟ في كل اللقطات التي تقدم فيها فالنسيا لتأدية الدور الهجومي كان يُظهر قيمة فنية عالية الجودة بالذات في التمرير الأرضي والعرضي. كان من الأفضل تصحيح الشكل الهجومي للجهة اليمنى بهذا التغيير وليس بلينجارد الذي يفتقد للخبرة أمام لاعب صعب المراس مثل كولاروف، صحيح أن لينجارد هدد المرمى بتسديدة فنية رائعة ارتطمت في العارضة لكن الزخم الهجومي كان سيكون أعلى بكثير لو لعب فالنسيا مع دارميان أمام هذا الانمكاش النادر من السيتي النابع من غياب سيلفا وأجويرو. «3» لا أفهم متى سيتحرر مانشستر يونايتد ويلعب من أجل الفوز أمام مانشستر سيتي؟ هل عندما يعود دافيد سيلفا وأجويرو وينسجم دي بروينه وسترلينج أكثر ويرتفع مستوى بوني الذي لم يكن له أي وجود في الملعب، وهو برأيي الرجل المخيب، فلم يضغط بشكل صحيح على الخصم، ولم يتحرك على الطرفين، وتسلمه واستلامه للكرة كان منعدمًا، بالاضافة لفشله التام في اختيار الأماكن المتميزة داخل منطقة الجزاء وقت تمرير العرضيات. «4» دعونا نتفق على أن مارسيال الوحيد الذي كانت عنده حلول في مانشستر يونايتد، لاعب موهوب ومهاري وذكي في التحرك، كل تحرك وكل تمريرة كانت لها معنى وشكل، لماذا لم يتحول إلى مركز المهاجم الصريح؟. ما أستطيع قوله، هو أن فان خال أضاع فوز كان في متناول اليد، ولم يتعامل مع الظروف التي واجهها مانشستر سيتي بأي صورة من الصور، ويبدو أنه ذاهب نحو تكرار نفس السيناريو بـ (عدم استغلال ظروف الخصم).
مشاركة :