ما بعد المباراة |كيف أضاع رانييري الفوز من قبل نقطة التحول!!

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم | محمود ماهر - سقط ليستر سيتي أخيرًا بعد تحقيقه لسلسلة من النتائج العظيمة أمام أندية الوسط والقمة في الدوري الإنجليزي الممتاز أمثال ستوك سيتي وليفربول ومانشستر سيتي، ومن سوء حظه أن هذا السقوط قد حدوث أمام منافسه الأول والأبرز على اللقب «آرسنال». ليستر بدأ المباراة التي أقيمت على ملعب المدفعجية «الإمارات» في إطار مباريات الجولة الـ26 بشكل ممتاز، وحالفه التوفيق لتسجيل هدف السبق في نهاية الشوط الأول من ركلة جزاء لجيمي فاردي، لكن كل شيء تبدل بعد تعرض ظهيره الأيمن الإنجليزي «داني سيمبسون» للطرد بالبطاقة الصفراء الثانية مطلع الشوط الثاني ليتمكن آرسنال من تعديل النتيجة بواسطة البديل «والكوت» ثم تسجيل هدف النصر بفضل البديل الآخر «داني ويلبيك». Follow @MahmudMaher والآن نحلل معكم المباراة على هيئة نقاط، والبداية دائمًا مع: الايجابيات | «1» تماسك ليستر سيتي على مدار الـ90 دقيقة، لو لم يحتسب الحكم خمس دقائق وقت بدل من ضائع ربما لانتهى اللقاء بنتيجة التعادل التي أراها مستحقة لكلا الطرفين، فقد لعب ليستر شوط أول مذهل على المستوى البدني والتقني، وكان الأقرب للتسجيل في عدة لقطات واستطاع تتويج مجهوده بهدف في آخر دقيقة من الشوط بركلة جزاء. جميع خطوط ليستر كانت قريبة للغاية من بعضها البعض في الشوط الأول وفي بداية الشوط الثاني، قد تكون المسافة بين أول لاعب في خط الدفاع وفاردي هي 20 ياردة أو أقل. الفرنسي «كانتي» لم يتم اختياره من قبل الراعي الرسمي للبريميرليج «باركليز» كأفضل لاعب من فراغ أبدًا، حيث بذل مجهودات عظيمة في قطع الكرات وافساد الهجمات على مسعود أوزيل وآرون رامسي وهما من خيرة لاعبي لعالم في منطقة المناورات وأم المعارك. كانتي فعلاً لاعب وسط يتمناه أي مدرب في العالم، إمكانياته عظيمة في الدفاع وتحويل الفريق من الوضع الدفاعي للهجومي، وفي عملية الافتكاك الصحيح للكرة، لاعب تكتيكي يعجبني جدًا في تحركاته وطريقة ضغطه على حائز الكرة وتمركزه، لاعب رائع، لكن بعض طرد سيبمسون مثله مثل جميع لاعبي ليستر تأثر وتراجع مستواه. «2» اليوم تأكدت أن ابن الوز عوام، كاسبر شمايكل من أهم إيجابيات المباراة، تصدى للعديد من التسديدات الصعبة من خارج وداخل منطقة الجزاء ولعل أبرزها لأوليفييه جيرو في الدقائق العشر الأخيرة، لو حارس آخر ربما لولجت شباكه ولن يلومه أحد، لكنه قفز برشاقة وبسرعة رد فعل مذهلة ليبعد الكرة بكف اليد عن منطقة الجزاء، هذا فضلاً عن توقيتاته الرائعة في الخروج من المرمى لمنع العرضيات. «3» المفاجآت التي طرأت على اللقاء من طرد وتغييرات غريبة من كلاوديو رانييري ساعدت آرسين فينجر لإجراء تغييرات هجومية مفيدة، منحت الوسط والهجوم الانسيابية والقدرة على التوغل وفتح المساحات، ليتعرض شمايكل لتهديد متصل ومستمر من الدقيقة 60 حتى آخر دقيقة من اللقاء. رأيي في فينجر فيما يخص إدارته للمباريات ثابت، هو لا يُجيد الإدارة بالذات إذا تعرض فريقه لمشكلة سواء طرد أو إصابة مفاجئة لأحد اللاعبين الذين يعول عليهم، لكن عندما تسير الأمور على ما يُرام، وعندما يسقط الخصم في خطأ ما فاحتمالية إدارته المتميزة للمباراة تزيد بنسبة 60٪ على الأقل، واستغلاله لهفوات رانييري وللظروف الذي طرأت على اللقاء إيجابية تُحسب له. فينجر لعب في الشوط الأول بطريقة 4-2-3-1 في الوضع الدفاعي، أما في الوضع الهجومي فتتحول الخطة لـ4-2-2-2 بانتقال أليكسيس سانشيز أو أوزيل إلى مركز المهاجم المتأخر خلف أوليفييه جيرو لحظة تقدم أحد الظهيرين «بييرين ومونريال» لتأدية الدور الهجومي. وفي الشوط الثاني لعب فينجر بخطة 4-3-3 بشكل صريح فور نزول ثيو والكوت بدلاً من كوكلين، وهذا التحرر الهجومي لم نعهده على فينجر في الكثير من المباريات حتى عندما تخدمه الظروف، ونتمنى رؤية ذلك في المباريات القادمة، المجازفة والمقامرة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدرب البطل. وجود ثيو والكوت وداني ويلبيك خلق كثافة هجومية غير عادية في الثلث الأخير من الملعب، وأدى لتشتت لاعبي ليستر سيتي «ذهنيًا»، فلم يستطع مورجان وهوث وكانتي ورينكوتر تعطيل هذا المد الهجومي، كما أن زملائهم «فاردي وآلبرايتون وفوكس» انهاروا بدنيًا في العشر دقائق الأخيرة. «4» القتالية التي لعب بها آرون رامسي في استرجاع وتوزيع الكرات على طرفي الملعب وفي العمق، كان يحمل خط الوسط على عاتقه طيلة أحدث الشوط الثاني تقريبًا، فمن بعد خروج فرانسيس كوكلين في الدقيقة 61 تحول الويلزي للاعب «بوكس تو بوكس» صريح يقوم بأدوار مزدوجة أمام فاردي وكانتي ودرينكوتر ما بين التغطية العكسية والمساندة الهجومية وقطع الكرات قبل وصولها إلى منطقة وسط آرسنال، وهذا منح فريقه الوقت الكافي لتحضير الهجمات وشل حركته الخصم ومنعه من إضاعة الفرص. «5» استعادة مسعود أوزيل لبريقه في صناعة الألعاب والأهداف، مد جيرو ووالكوت بتمريرات أرضية سحرية، وفي لعبة الهدف الثاني نفذ عرضية نموذجية من ركلة حرة مباشرة ذهبت على رأس داني ويلبيك الذي لم يجد أي صعوبة في تحويلها للشباك. «6» دقة آرسنال في تنفيذ الجملة نفسها التي قادته للفوز على بورنموث خارج ميدانه الأسبوع الماضي، تمريرة طولية من أحد لاعبي الوسط داخل منطقة الجزاء نحو أوليفييه جيرو ثم تمهيد بالرأس من جيرو إلى أقرب لاعب قادر على التسديد من لمسة واحدة في المرمى، فعلها جيرو لمسعود أوزيل أمام بورنموث، وعاد ليكررها مع والكوت، وفي الحقيقة رانييري نجح تمامًا في منع آرسنال من تنفيذ تلك الجملة لكن الأمور خرجت عن سيطرته بعد الطرد وخرجت أكثر بعد نزول والكوت، حيث كان آرسنال بحاجة ماسة لمهاجم واضح جوار جيرو بدلاً من أوزيل وأليكسيس اللذين ركزا أكثر على صناعة الأهداف. السلبيات | «1» هشاشة قلبا دفاع ليستر سيتي في التعامل مع الكرات العرضية، شاهدنا كيف كان يصعد أوليفييه جيرو وميرتساكر وكوسيلني دون مضايقات من روبرت هوث ومورجان، وجاء الهدف الثاني لداني ويلبيك ليؤكد هذه المعلومة، ثلاثة لاعبين من آرسنال كانت الكرة في متناول رؤوسهم لحظة تمرير أوزيل للعرضية، تلك اللقطة لها دلالة كبيرة على أن تعملق روبرت هوث أمام مانشستر سيتي وليفربول لم يكن لأنه الأفضل بل لأن هجوم تلك الفرق كان يعاني في عملية التمركز الصحيح داخل صندوق العمليات. «2» أرى أن نقطة التحول لم تكن طرد سيمبسون بل تمثلت في نزول ثيو والكوت بدلاً من كوكلين، حيث تحول آرسنال لوحش كاسر في خط الهجوم بعد هذا التغيير الذي لم يكن ليحدث إلا بعد هفوات رانييري. مدرب تشيلسي الأسبق كان يستطيع الفوز أو الخروج بالتعادل الإيجابي لو لم يقم بتلك التغييرات الغريبة التي أجراها بعد طرد سيمبسون، كيف يقوم بإخراج أفضل لاعب لديه قدرة على تحويل الفريق من الوضع الدفاعي إلى الهجومي «رياض محرز»؟ تلك الهفوة تذكرني بهفوة آرسين فينجر نفسه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 أمام برشلونة عندما قرر إخراج أهم لاعب في وسط ميدانه آنذام «روبير بيريز». رانييري قرر سحب محرز في الدققة 58 لإشراك لاعب لا يلعب كثيرًا مع الفريق ولا يعرف كيف يتعامل أمام فريق بحجم آرسنال، هو البولندي فاسيليفسكي، وفي الدقيقة 61 أهدى وسط الملعب تمامًا لآرسنال حين قرر سحب اللاعب الياباني «أوكازاكي» القادر على الوقوف على الكرة وتهدئة اللعب، لماذا؟ من أجل الدفع باللاعب الإنجليزي ضعيف الخبرة «جراي» والذي كان يفقد الكرة بسهولة كبيرة في الدفاع والوسط ولا يستطيع القيام بأدوار مزدوجة. أعتقد أن المدرب الإيطالي أضاع المباراة بتلك التغييرات، فبعدها مباشرةً تجرأ آرسين فينجر وقام بإشراك ثيو والكوت بدلاً من كوكلين في الدقيقة 61 ليسجل هدف التعادل في الدقيقة 70، ثم سحب ويلبيك وأخرج تشامبرلين.

مشاركة :