بعد أن سجلت محافظة جدة في 12 تشرين الثاني (نوفمبر)، أول إصابة في العالم للحيوانات بفايروس «كورونا» لأحد الجمال في مجموعة من الإبل بمنطقة «الخُمرة»، زاد حذر السكان وقاطني تلك المنطقة من الملوثات البيئية التي تحاصرهم من كل حدب وصوب، إذ طالما ارتبط في أذهان السكان بأنها منطقة «موبوءة»، مطلقين عليها تسمية «المنطقة المنسية» التي غابت عنها مشاريع الإنارة والسفلتة في طرقاتها. وجاءت تلك المخاوف لدى سكان المحافظة بعد أن أعلنت وزارة الصحة إصابة مواطن بفايروس «كورونا» يبلغ من العمر 43 عاماً، واتضح أنه خالط مجموعة من الإبل في منطقة «الخمرة»، قبل إجرائه الفحوصات واكتشافه للمرض، إضافة إلى كثرة انتشار البعوض والبكتيريا بسبب مياه الصرف الصحي على طرقاتها. فيما طالب سكان المنطقة بضرورة إنقاذ «الخُمرة» من المعاناة البيئية التي تشهدها، وإيجاد بدائل لوجود المصانع، الأسواق، وحظائر الأنعام والمواشي المخالفة هناك، بالقرب من سوق الأنعام المركزي، موضحين أن قلة الرقابة وسوء التنسيق بين الجهات الحكومية من أمانة جدة، وزارة الصحة، ووزارة الزراعة أوجد هذا الضرر المترتب من إهمال أعوام مضت. من جهة أخرى، حذر الطبيب البيطري الدكتور حسام عبدالحافظ من الملوثات البيئية والصحية التي تهدد الإنسان فضلاً عن الحيوان في منطقة الخُمرة في محافظة جدة، مشيراً إلى أن سوق الأنعام والمواشي المركزي في جدة يعاني كثيراً من الإهمال والرقابة الصحية والبيئية، إذ إنه يهدد صحة الإنسان والحيوان في ذلك المكان في آن واحد. بدورها، تبرأت وزارة الزراعة من مسؤوليتها في متابعة ومراقبة الأنعام والمواشي في سوق الأنعام والمواشي المركزي بجدة، مرجعة ذلك إلى وزارتي الشؤون البلدية والقروية والتجارة، إذ إن دور وزارة الزراعة يأتي عند مرض الأنعام، ليتم استدعاؤها في تقديم المساعدة والعلاج. وفي ما يختص بظهور فايروس «كورونا» على إحدى الإبل في منطقة الخمرة أخيراً، قال مصدر مسؤول في الوزارة إن وزارة الصحة هي من تتولى موضوع الإصابة بفايروس «كورونا»، وأن دور وزارته يقتصر فقط على المساعدة والمساندة. من جهتها، أكدت وزارة الصحة على لسان مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود أن فايروس «كورونا» لن يؤثر على الساكنين في منطقة «الخُمرة» جنوب المحافظة، إذ إن المرض لا ينتقل عبر استنشاق الهواء، مشيراً إلى أن الإصابة جاءت من جمل واحد ولم تصب بقية الإبل بالمرض.
مشاركة :